أكد الأستاذ إسماعيل أبوزيد منسق برنامج الأمم المتحدة لتوعية الرأى العام العالمى بمخاطر الجوع وسوء التغذية (تليفود) أن مصر ليست على خريطة الجوع الخاصة بالأمم المتحدة مشيرا فى هذا الصدد إلى أن هناك ما يقرب من مليار و20 مليون شخص فى العالم يعانون من الجوع السواد الأعظم منهم من دول العالم الثالث.وقال أبوزيد - فى مؤتمر صحفى مشترك عقد السبت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عقب توقيع اتفاقية التعاون المشترك بين منظمة الأغذية والزراعة والتابعة للأمم المتحدة (فاو) واتحاد المستثمرات العرب - إن توزيع عدد الجياع على العالم يتم على أساس الأقاليم وليس على أساس الدول.وأضاف "هناك مثلا 650 مليون فردا فى آسيا يعانون من الجوع و265 مليونا فى أفريقيا جنوب الصحراء و65 مليونا فى أمريكا اللاتينية و42 مليونا فى الشرق الأدنى و15 مليونا فى الدول المتقدمة".وتابع أبوزيد أن هذه الأرقام توضح لنا بشكل لا لبس فيه أن أغلب الفقراء الذين يعانون من الجوع يوجدون فى العالم الثالث وفى هذا الصدد أكد أن هذه الاتفاقية تراهن على المجتمعات الشرقية التى لديها نخوة تمنعها من ترك الأفراد الذين يعانون من الجوع وقال "لا أتصور فى أى بلد عربى أن تصل حالات الجوع إلى الموت ما لم تكن هناك كارثة طبيعية أو من صنع الإنسان كالحروب".وأعرب عن أمله فى أن يتم تفعيل هذا الاتفاق قريبا لتستفيد منه المناطق الأكثر فقرا وقال "إننا نعتبر مصر بداية لمشروعات رائدة وفى حالة نجاحها سوف ننطلق منها إلى دول عربية أخرى".وحول خريطة العمل خلال الفترة القادمة بعد توقيع هذه الاتفاقية قال أبوزيد "إن هناك التزاما أخلاقيا من جانب الجهات التى نتعاون معها" معربا عن اعتقاده بأنه فى حدود فترة زمنية معينة (عام تقريبا) يجب أن تقدم أية جهة تعاونا معها استعراضا حول ما قامت به من إنجازات وهناك أكثر من جهة تتولى هذا وتقيم ما يتم تنفيذه من مشروعات.وقال الأستاذ إسماعيل أبوزيد إنه لم يصادفنا حتى الآن فى أى اتفاق وقعناه أن أعدنا النظر فيه أو تراجعنا عنه لأن الهدف الذى نسعى إلى تحقيقه يعد هدفا كبيرا وهو مكافحة الفقر وإنقاذ من يموتون كل يوم فى العالم من خلال مشروعات صغيرة نسعى من خلالها إلى تحقيق الأمن الغذائى الأسرى وتمكين الأفراد من الاعتماد على الذات.ونوه أبوزيد بأن برنامج (تليفود) عندما بدأ عام 1997 كان الغرض منه إعلاميا ثم تجاوز المستوى الإعلامى إلى مستوى المشروعات الصغيرة التى تساعد فى تحقيق الأمن الغذائى.وأكد فى هذا الصدد أن الإعلام يعد من أهم العوامل فى توجيه الرأى العام تجاه أى قضية "فمنذ بدأت الحملة عام 1997 استطعنا أن نحقق إنجازات مهمة" بمعنى أن هناك 137 دولة باتت تستفيد من مشروعات (تليفود) منها 14 دولة فى منطقة الشرق الأدنى بحوالى 146 مشروعا.وقال "إن هذه المشروعات ليست عملاقة لأن الهدف منها تعليم الأسرة كيفية الاعتماد على الذات بشكل مستدام لأن هدفنا هو المساعدة فى مكافحة البطالة والجريمة وتحسين مستوى التعليم من خلال دعم المجتمع المدنى ومنظماته".وأضاف أنه لأول مرة ينضم إلى حملة (تليفود) تجمع نسائى على هذا القدر من الأهمية والفاعلية رغم أن المسألة لم تكن سهلة حيث دخلنا فى مجالات بحث شتى واستعنا بجهات تساعدنا فى ذلك إلى أن تمخض هذا البحث عن قناعة تامة فى مصداقية هذا الاتحاد النسائى المهم ليعمل تحت مظلة الأمم المتحدة.وأكد أبوزيد فى هذا السياق أن الأمم المتحدة تعمل دائما على إدخال المرأة داخل مجالات العمل الاجتماعى والوظيفي وفى قيادة المنظمات المتخصصة وآخرها تولى امرأة رئاسة منظمة "اليونيسكو".ومن جهته .. قال السفير عبدالسلام ولد أحمد ممثل (فاو) فى القاهرة "إن مشكلة الفقر تستحق أن تكون على أولوية الأجندة التى نعمل عليها ويجب على الدول جميعها أن تتكاتف لحلها" مؤكدا أهمية دور الإعلام فى التعريف بهذه المشكلة.وأضاف ولد أحمد " أن (فاو) تعمل على إعطاء مشكلة الجوع الأولوية المطلقة على أجندات الدول" مشيرا إلى أن القمة العربية الماضية فى قطر عام 2009 وضعت هذا الهدف ضمن الأهداف التى سعت إلى تحقيقها.وأكد أنه من غير المقبول أن يكون هناك فرد واحد يموت من الجوع فى العالم ولذلك وضعت اليوم أهداف أساسية يجب أن نعمل على تحقيقها وهى أن نعمل على إخفاء ظاهرة الجوع من كافة دول العالم.وتابع "فى الهند صار بإمكان أية أسرة أن تقدم شكوى ضد الدولة إذا لم تحصل على طعامها" مؤكدا فى هذا الصدد أن العدالة تفرض على الدول إعطاء هذه الأسر القدرة على الحصول على قوت يومها.وقال إننا نعلم جيدا أن الحكومات لديها اهتمامات وأعباء كبيرة لذلك يجب إشراك المجتمع المدنى فى هذه إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال عملية توعية شاملة ووضع هذه المهمة على قائمة الأولويات عبر مشاريع يمكن أن تتبلور فيما بعد فى تحقيق تلك الأهداف.ونوه بأن دور اتحاد المستثمرات العرب يعتبر دورا مهما وأساسيا للقيام بدور كبير فى تحقيق هذا الهدف لتصحيح الصورة السلبية عن المرأة العربية بأنها غير قادرة على العمل أو العطاء.وبدورها قالت الأستاذة هدى يسي جلال رئيس اتحاد المستثمرات العرب إن هناك حملة سوف تتوجه إلى أسوان خلال يومين لتقديم الدعم المادى والمعنوى لأهالى المحافظة الذين تضرروا من السيول.وردا على سؤال حول المشروعات التى سيتم تنفيذها وهل ستكون شاملة للمرأة ؟ أجابت رئيس اتحاد المستثمرات العرب قائلة "إن هذه المشروعات سوف تستهدف المرأة بشكل أساسي لأن ما يدعمها يدعم الأسرة وبالتالى تمكين الأسرة بشكل عام.وحول الصندوق الذى سينشأ والتابع لاتحاد المستثمرات العرب وما هو الجديد بشأنه قالت الأستاذة هدى يسي إنه بالفعل تم إنشاؤه وتفعيله ووضع مبلغ فيه وستكون هناك حسابات منفصلة لكل دولة وسوف يكون خاضعا للمشاريع الخاصة فقط بمحاربة الجوع والفقر التابع لاتفاقية التعاون المشترك مع (فاو).وفيما يتعلق بالتعاون بين اتحاد المستثمرات العرب والجهات البحثية أوضحت رئيس اتحاد المستثمرات العرب أن أول شىء قام به الاتحاد هو التعاون مع الجهات البحثية للاستفادة من جهودها فى إطار ما يقوم به الاتحاد من مشروعات مشيرا إلى أن الاتحاد يحرص على التعاون مع جهات الخبرة على مختلف توجهاتها.
السبت، 23 يناير 2010
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق