أكد الفريق أحمد فاضل، رئيس هيئة قناة السويس، أن المشروع الإسرائيلى الخاص بإنشاء قناة بديلة لقناة السويس، لم يكن وليد اللحظة، وإنما بدأ الحديث عنه «قبل وعد بلفور»، موضحاً أن هذه الفكرة طُرحت مرة أخرى أيام الاستعمار البريطانى، وأخيراً جاء الحديث «مؤقتاً» عن إنشاء قناة البحرين بين إسرائيل والأردن كمشروع لإنشاء أنبوب مائى لتوليد الكهرباء للاستفادة منه فى تحلية مياه البحر الأحمر، وتزويد البحر الميت بها لتخفيف نسبة ملوحته.
وقال فاضل، خلال لقائه بوفد المجلس المصرى للشؤون الخارجية مساء أمس الأول: «التفكير فى إنشاء قناة البحرين جاء بعد انخفاض منسوب مياه البحر الميت، بشكل كبير نتيجة زيادة البخر، والذى وصل إلى نسبة من ٤٠ إلى ٤٨ سنتيمتراً، مع عدم وجود مصدر لتعويض هذا البخر، خاصة مع توقف سقوط الأمطار، الأمر الذى أدى إلى زيادة نسبة ملوحته، وبالتالى تم التفكير فى إنشاء أنبوب يتم توصيله بالبحر الأحمر وموصل بمحطة لتوليد الكهرباء».
وأضاف: «إسرائيل اعتمدت ٢٠ مليون دولار لإجراء دراسات أولية لمشروع القناة البديلة، بعد ظهور عدد من المخاطر التى قد تعوق المشروع، وتؤكد جيولوجية البحر الأحمر، من بينها أن الكائنات الدقيقة فيه قد تؤثر على نقاوة الفسفات فى البحر الميت، خاصة أن البحر الميت كان يعتمد على الكائنات الدقيقة الموجودة فى المياه العذبة من مياه الأمطار».
وأوضح فاضل أن زيادة منسوب البحر الميت بعد إنشاء الأنبوب الملاحى «ستزيد» من منسوب مياه الآبار فى المنطقة، والتى من بينها مصر، مشيراً إلى أن من بين الدراسات التى وضعتها إسرائيل فى الاعتبار، دراسة البيئة البحرية فى خليج العقبة، حيث إن إنشاء الأنبوب سيترتب عليه ضخ ٦ ملايين متر مكعب من المياه، وبالتالى ستزداد السرعة داخل الأنبوب وتُحدث اضطرابا عندما يسقط على الفيلق الجيولوجى الزلزالى الواقع بين آسيا وأفريقيا وسيؤدى إلى كارثة ضخمة، فضلا عن انهيار المتحف الجيولوجى فى منطقة الخليج العربى.
وقال: «لو افترضنا أن إسرائيل والأردن تمكنتا من إنشاء الخط الملاحى فإن طول هذا الخط سيتراوح بين ٣٢٨ و٣٣٠ كيلو متراً، فى الوقت الذى يتراوح فيه طول قناة السويس بين ١٩٢ و١٩٤ كيلو متراً، أى أقل من نصف مساحة القناة المزمع إنشاؤها، وتكون قناة السويس أقل فى طول وتكلفة العبور، بغض النظر عن الاعتراضات والعوائق التى ستقابل منفذيها بحكم طبيعة المنطقة وهو ما سيزيد تكلفتها إلى ٧٠ أو ٨٠ مليار دولار».
وأضاف: «أنا لو يهودى ومعايا المبلغ ده.. وعايز أكسب، هعمل بيه استثمارات كبيرة فى دول العالم.. لأنى هكسب ١٠ مرات أكثر من مكسب القناة».
وأكد فاضل أن قناة السويس أصبحت خارج المنافسة تماما بعد التوسعات التى انتهت منها يوم الأربعاء الماضى، حيث تم تنفيذ ٩٩% من عمليات تعميق القناة، حتى وصل العمق – حسب قوله - إلى ٦٦ قدماً، مما يُمكّن جميع أنواع السفن الموجودة فى العالم من حاملات السيارات وحاويات وغاز طبيعى، من العبور فى القناة ولمدة ٥٠ عاماً مقبلة.
وقال: «حتى سفينة الأحلام التى يفكر العلماء فى اختراعها حاليا وتتسع حمولتها لعشرين ألف حاوية تستطيع العبور فى قناة السويس».
وحول القرصنة وتهديداتها لقناة السويس، قال فاضل: «القرصنة موجودة فى العالم منذ أيام الفراعنة والملكة حتشبسوت كانت ترسل قوات لردع هؤلاء القراصنة»، مشيراً إلى أن القوة الشاطئية للدولة هى التى تحد من قوة القراصنة.
ونفى فاضل ما تردد عن أن السفينة السعودية «ارامكوا» تم اختطافها وهى فى طريقها لقناة السويس، مؤكدا أنها كانت متجهة لطريق رأس الرجاء الصالح، وعبرت باب المندب ثم خليج عدن فى القرن الأفريقى، ومرت بالصومال وتم اختطافها على بعد ٣٠٠ ميل من كينيا.
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق