بلغ عدد عقود الزواج خلال عام2008 نحو660159 عقدا كان أغلبها و بنسبة3,67% في الريف, و كانت أعلي نسبة زواج و طلاق ايضا في الفئة العمرية من25 ألي أقل من30 سنة। يأتي ذلك في الوقت الذي بلغ فية عدد شهادات الطلاق84430 شهادة عام2008 مقابل77878 شهادة عام2007 بزيادة قدرها6552 شهادة منها بنسبة8,52% في الحضر و لتسجل محافظة بورسعيد أعلي معدل زواج و اعلي معدل للطلاق ايضا بلغ6,3 في الألف। و بناء علي تعداد2006 بلغ عدد اجمالي الذين لم يتزوجوا ابدا نحو13334 شابا و فتاة بمعدل8,28% وليكون اجمالي من هم فوق سن الزواج100%। هذا و لقد تناولت تحقيقات الجمعة علي مدي السنوات الماضية عددا من التحقيقات دارت حول ظاهرة الزواج العرفي و زواج المسيار إسباب ارتفاع معدلات الطلاق و اللجوء للزواج من خلال مكاتب التزويج و حتي عبر شبكة الإنترنت بحثا عن لقب" زوجة و أم"... لتتغير الصورة في اقل من عام لتكون صادمة و صريحة من خلال الأرقام الصادرة أخيرا من الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء الذي رصد ارتفاع معدلات الشباب من الرجال و الفتيات الذين لم يتزوجوا بعد, بل ايضا من المطلقين رغم انهم تحت سن الـ30 سنة। الحقيقة كانت ان الاسباب الاقتصادية لم تكن السبب الوحيد في" الإحجام و العزوف الاختياري" عن الزواج لرجال فوق الـ40 سنة و فتيات فوق الـ35 عاما ليست لديهم أي مشاكل مادية علي الاطلاق..... وذلك كان الأجدر بالبحث و التحقيق।
أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء نشرة لإحصاءات الزواج و الطلاق لعام2008, وصل فيها عدد عقود الزواج لعام2008-660159 عقدا بزيادة4,7% عن عام2007 منها بنسبة7,32% في الحضر و بنسبة3,67% في الريف. و لقد سجلت الفئة العمرية من25 الي اقل من الـ30 سنة اعلي نسبة زواج بمعدل2,40%. من ناحية اخري بلغ عدد شهادات الطلاق في الحضر44593 شهادة في2008 مقابل77878 عام2007 بزيادة قدرها6552 شهادة بنسبة4,8% نصيب الحضر منها8,52% وبزيادة7,4%
و كان نصيب الريف منها2,47% بنسبة زيادة9,12%. هذا و لقد سجلت الفئة العمرية من25 الي اقل من الـ30 سنة اعلي نسبة زواج واعلي نسبة طلاق كذلك بنسبة6,20% من جملة الشهادات عام2008 ووصلت معدلات الطلاق في الفئة العمرية من35 الي اقل من40 عاما إلي14% وبلغت9,8% في الفئة العمرية الأقل من45 عاما. اما عن اجمالي عدد الذكور و الأناث الذين لم يتزوجوا ابدا بناء علي تعداد2006 فكانوا حوالي13334 شابا وفتاة و بنسبة8,28% و ليصل اجمالي من هم في سن الزواج من الذكور إلي22738 و من الاناث23518 باجمالي46256 أي بنسبة100% منهم6,22% تحت الـ25 عاما,7,11% تحت الـ30 و5,4% تحت ال35 و6,2% تحت الـ40 و8,1% تحت الـ45 و1,1% في سن الـ50 فأكثر.
من جانبة نفي اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ما تردد في وسائل الإعلام عن أن هناك13 مليون شاب وفتاة لم يتزوجوا بعد في مصر.مشيرا الي أن هذا الرقم السالف الذكر هو عبارة عن إجمالي عدد الذين لم يتزوجوا أبدا من الذكور والإناث في كل الفئات العمرية اعتبارا من16 سنة للإناث,18 سنة للذكور طبقا لبيانات تعداد2006.
وقال الجندي إن عدد الإناث اللائي لم يتزوجن أبدا في الفئة العمرية من30-35 سنة بلغ156 ألف بنسبة8.6% فقط من إجمالي إناث تلك الفئة, كما أن اللائي لم يتزوجن في الفئة من35-40 سنة بلغ78 ألفا بنسبة3.3% من إجمالي إناث تلك الفئة لفت الي ان إجمالي الإناث غير المتزوجات اعتبارا من سن30 سنة فأكثر بلغ371 ألفا بنسبة8.2% من إجمالي إناث تلك الفئة. واكد رئيس الجهاز أن مصطلح" العنوسة" غير واضح وليس له معني منهجي او علمي لافتا الي ان سن زواج الفتيات يختلف من مجتمع لآخر وفق الثقافة والمستوي الاقتصادي والتعليمي. وقال انه وفقا لتعداد2006 يتبين ان الإناث ممن لم يتزوجن في سن16 سنة بلغ8.97% تنخفض الي1.77% في سن19 سنة, وتصل النسبة الي2.16% في سن25 الي اقل من30 سنة و8.6% في سن30 الي اقل من34 سنة, ثم الي3.3% في سن35 الي اقل من40 سنة الي ان تصل نسبة من لم يتزوجن من الإناث في سن50 سنة فأكثر الي13.3%.
بعيدا عن الأسباب الاقتصاديةعلي صعيد آخر أوضح د. أحمد البحيري ـ استشاري الطب النفسي ـ أن للعزوف عن الزواج اسبابا قد لا تكون اقتصادية فقط و منها انتشار المباديء الفردية التي تبعد عن سلطة الاسرة مما قد يؤدي إلي استمرار الرجل او المرأة في وقت طويل من السنوات لتحقيق الذات علي حساب الحياة الشخصية, كما ان البعض يجد ان الشكل الاسري من زوج و زوجة و اولاد ليس هو افضل العلاقات التي توفر له علاقات حميمية. هذا بالاضافة الي فرض القيم المادية في الاختيار العام للزوج او الزوجة بناء علي اساس مادي بحت انحسر في قيمة المهر و الشبكة و غيره,
و كذلك اتساع فرصة الاختيار ليتحول الارتباط الي وسوسة بهدف البحث عن الأفضل من وجهة نظر الاهل او الفرد. و اضاف د. احمد البحيري ان تأخر سن الزواج في حد ذاته يجعل الفتاة و الرجل يألف حياة العزوبية و يتخوفان من مجهول الزواج مع تفضيل عدم الالتزام, التزام تجاه شخص آخر او أسرة. و نأتي للنقطة الأهم و هي عدم وجود ثقافة الحياة الزوجية و الدليل عند سؤال أي شاب او فتاة عن اسباب رغبتة في الارتباط, نجد ان الرد لا يتجاوز كلمة" تلك سنة الحياة". في حين ان السبب قد يكون احيانا لأسباب جنسية بحتة بعيدا عن هدف تكوين اسرة.
أسباب عزوف السادة الرجالو لعل من الملاحظ ان ظاهرة العزوف عن الزواج ليست في مصر فقط, ولكنها في العالم العربي ككل, لتصل النسبة في دول الخليج الي35% ممن بلغن سن الزواج وتجاوزوا سن الـ35 كما وصلت نسبة العازفين عن الزواج في لبنان من الجنسين الي حوالي90% ممن هم بين25-30 عاما ووصلت في العراق الي85% وتقول الدراسات إن50% من الشباب السوري اعزب و60% من الفتيات السوريات عزبات بالأضافة الي ان اكثر من ثلث سكان الجزائر عزاب.
سؤال الرجال خاصة ممن تخطوا سن الـ40 عن سبب إحجامهم عن الزواجكان ضروريا خاصة ان معظمهم او بحكم السن ليست لديهم أي مشاكل ماديةاو صعوبة في إجراءات الزواج. علاء, احد اشهر العزاب في احد النوادي الراقيةاوضح ان من أهم اثار العزوف عن الزواج انتشار العلاقات غير الشرعية في المجتمع, وان مثل هذه العادات تجعل من الشاب غير مستقر نفسيا وعاطفيا. واضاف ان" المعروض" علي حد تعبيره كثير و ايضا" متاح" لا يوجد صعوبة لا في خروج او تأخير او حتي سفر لا من قبل الفتاة و لا حتي اهلها و ان وجدت صعوبة فيمكن تغطيتها بغطاء شرعي سواء كان عرفيا او مسيارا....
و لذا ما الذي يجبرني علي الالتزام بزوجة و بحقوق وواجبات ومسئوليات يمكن تأجيلها او الاستغناء عنها ؟. في حين اتفق ممن هم فوق الـ30 علي ان الظروف الاقتصادية الصعبة و الارتفاع المتزايد في الاسعار و مستوي المعيشة دون زيادة مساوية له في الدخل مع المهور العالية و ضرورة توفير المسكن" التمليك" والملبس و المعيشة الكريمة للزوجة أصبحت امرا صعبا لشاب, عادي لم يقدر له ان يعمل في القطاع الخاص او خارج مصر. علي صعيد اخر, اوضح محمود, رجل اعمال انه تزوج في بداية الثلاثينات من العمر و بالتالي الطلاق كان له تبعاتة السيئة بالأضافة الي ان أي ارتباط من جديد يستلزم التروي ليكون علي ثقة من اختياري هذه المرة و لكن للأسف تحاسب الكثير من الفتيات الرجال ممن كان لهم سابقة زواج كأنهم مذنبون او خرجوا من السجن و يطالبن بألتزامات مادية تفوق التصور و كأن البحث عن الأمان المادي هو الأساس. و اضاف للأسف أن الكثير من الفتيات في مجتمعنا اما منفتحات بزيادة و بالتالي لا اثق في واحدة منهن في ان تكون زوجة و اما صالحة.
ضل" حيطة" ولا ضل رجلرأي الفتيات ايضا كان ضروريا خاصة ممن تخطين الـ30 و الـ35 سنة و مازلن رافضات بأرادتهن الكاملة لكلمة" زوجة" لرجل قد يحمل لقب" مخلوع" خلال سنة من بداية زواجه, و خوفا من كلمة" مطلقة" من شخص غير مسئول. الغالبية العظمي منهن جميلات و مثقفات و في وظائف مرموقة... اذن ما السبب و ما هو المانع ؟. هدي, مديرة ائتمان بأحد البنوك الكبري اكدت ان المقولة الشهيرة" ضل راجل ولاضل حيطة" تغيرت و العكس هو الصحيح, لأن الحيطة لا يمكن لها ان تؤذيني نفسيا...رسولنا الكريم قال:"" من استطاع منكم الباءة فليتزوج". و الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال ذلك لم يكن يقصد الاستطاعة المادية, فحسب, ولكن هناك متطلبات أخري أكثر أهمية, وهي المقدرة علي تحمل مسئولية أسرة وأبناء وحياة شاقة علي الطرفين, و ان كان رأي هدي كذلك فرأي سلمي و هي حاصلة علي درجة الدكتوراه في الادب الانجليزي كان اعنف حيث عبرت عن رأيها قائلة.. اين هو اساسا الرجل المسئول ؟ نحن للأسف نواجه فئة من الرجال ـ و ليست بقليلة ـ تبحث عن كل شيء... عن الجمال و عن الأهل و النسب و الثقافة و الوظيفة لتتكفل البنت بعد زواجها, اما بمصروفاتها هي الشخصية او بمسئولية بيت كامل.. فكثير من الرجال عاطلون و يفضلون ان تعولهم امرأة.
وجهة النظر النفسيةمن وجهة النظر النفسية اشار د. لطفي الشربيني, استشاري الطب النفسي إلي ان مشكلة عنوسة الفتيات او الرجال تمثل تهديدا خطيرا للصحة النفسية والاجتماعية. والإحجام عن الزواج لا يقتصر فقط علي العوامل الاقتصادية التي تتسبب في صعوبة إتمام الزواج, ولكن هناك اسبابا اخري و منها المفاهيم السلبية لدي الأجيال الجديدة حول الزواج خصوصا بعد تزايد نسب الطلاق والتفكك الأسري.
و اضاف د. لطفي الشربيني أنه قد تنشأ نتيجة لتأخر الزواج الكثير من الانحرافات السلوكية او القبول بشخص غير مناسب او القيام بدور الزوجة الثانية في زواج متعدد, قد يترتب عليه الكثير من المشكلات. ولذا يجب ان نرصد الحل من خلال مواجهة شاملة يشترك فيها الجهات الرسمية مع الجمعيات الاهلية وكل منظمات المجتمع التي تعمل في مجال رعاية الاسرة.
رأي الدينمن جانبها اوضحت الداعية الإسلامية ألفت شاكر ان الأسرة في الإسلام تقوم علي أساس ديني," اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله"( رواه أبو داود).كما ان الالتزام بالتشريعات المنظمة للأسرة مبعثه الإيمان بالله تعالي, وأن الغرض من استمرار بناء الأسرة هو إقامة" حدود الله" و اضافت ألفت شاكر للأسف في العصر الحالي اختفت القدوة و المثل الأعلي و اصبح لا مجال و لا قيمة للعلم و لا العمل و لا الأجتهاد و بالتالي تحول الشباب الي كسالي منتظرين لضربة حظ, فكما اختفت الطبقة المتوسطة الي حد ما اختفي معها الفكر المعتدل و اختزلنا الزواج في امور سطحية وفي ماديات و بالتالي لجأ الشباب ـ حتي الذي لا يعاني من مشاكل مادية ـ الي العلاقات المفتوحة دون التزام عملا بالفتوي التي انتشرت أخيرا و التي آلمت الكثير منا" ان الحسنات يذهبن السيئات" و لقد ترجمها البعض حسب اهوائهم تحت ستار" غسل السيئات بالحسنات" دون الفتوي التي ترشد شبابنا بمعرفة ميزان الحلال و الحرام.
و نختتم بان الأساس في بناء الأسرة في الإسلام هو التراحم, حيث يقول تعالي: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة:( الروم:21). و بالتالي ينبغي أن نعيد النظر في معاييرنا,, والله ـ تعالي ـ يقول:( وأنكحوا الأيامي منكم)( أي زوجوهم)( والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم). كما أوصانا النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ فقال:" تنكح المرأة لأربع: لمالها; ولحسبها, ولجمالها; ولدينها; فاظفر بذات الدين تربت يداك"" رواه البخاري, ومسلم, وأبو داود, والنسائي, وابن ماجة,كما ان" الدنيا كلها متاع, وخير متاعها المرأة الصالحة"" رواه أحمد, ومسلم, والنسائي عن ابن عمر, ومسلم: أيضا" فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله.."( النساء:34).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق