السبت، 21 نوفمبر 2009

مصر تقلل شراء القمح الأمريكي.. و التجار يخشون رفض الشحنات


هوت مبيعات الولايات المتحدة من القمح إلى مصر بنسبة 70 % في السنة التسويقية الحالية التي بدأت في أول يوليو/ تموز 2009، بسبب المواصفات الصارمة التي وضعتها مصر، وارتفاع أسعار القمح الأمريكي اثر زيادة تكاليف الشحن।


وشكلت المواصفات الصارمة التي تضعها مصر بشأن جودة القمح المستورد قيودا إضافية على المصدرين، مما دفع بعض الموردين الأمريكيين إلى الامتناع تماما عن التقدم بعروضهم في المناقصات التي أجريت في الآونة الأخيرة.وتوخي الموردون الحذر بعد أن رفضت إدارة الحجر الزراعي المصرية أو عطلت دخول العديد من شحنات القمح الواردة إليها خلال عام 2009 من روسيا وفرنسا وانضمت إليهما الولايات المتحدة لتصبح أحدث عضو في هذه القائمة، وقالت إدارة الحجر بأن هذه الشحنات لا تطابق المواصفات القياسية.
وقال تاجر أمريكي انه منذ رفض سفينة القمح الأمريكية في مصر انتاب البعض قلقا بالغا بشأن تعطيل سفن الشحن وإبقائها لـ5 أو 10 أيام لتفريغها."
وتعطيل دخول الشحنات يمكن أن يكبد الموردين عشرات الآلاف من الدولارات من مصاريف شحن إضافية.
وفي الأسبوع الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2009، أعلنت مصر أنها سوف تبدأ في إرسال مسئولين الحجر الزراعي لفحص القمح في موانئ المنشأ.
وأثار القرار حفيظة بعض التجار الأمريكيين معتبرين أن الإجراء من شأنه الحد من كفاءة عمليات التحميل، إلا أن بعض مصادر التجارة قالت انه من السابق لأوانه القول بأن الولايات المتحدة ستخسر مصر للأبد كعميل من أفضل عملائها.
وقال شاون ماكمبردج المحلل لدى برودنشيال باش " نفقد الآن حصة من السوق بسبب وجود قمح رخيص متاح في الخارج يمكن توريده للسوق المصرية بسعر أقل، وإذا صادفنا عاما تعاني فيه دول الاتحاد الأوروبي أو منطقة البحر الأسود خسائر هائلة بسبب الجفاف على سبيل المثال فعندئذ سنشهد تحولا في السوق."
وفي ظل وفرة القمح في الأسواق العالمية يمكن لمصر - التي تستورد كميات هائلة من القمح لبرنامج الخبز المدعوم - أن تكون انتقائية.
وأوضح دان مانترناش المحلل لدى دوان ادفايزوري سرفيسيز انه من سوء الحظ أن سوق القمح أصبحت سوقا يهيمن عليها المشترون. ومصر تستفيد تماما من هذا الوضع.
وتقلصت صادرات القمح الأمريكية إلى مصر بشكل كبير في الآونة الأخيرة بفعل شحنات القمح الأقل سعرا من منطقة البحر الأسود التي تضم روسيا وأوكرانيا وكذلك من أوروبا.
ويقول تجار إن سعر طن القمح الأمريكي الشتوي الأحمر اللين الذي يتم شحنه من خليج المكسيك أغلى الآن من سعر طن القمح الفرنسي بنحو 25 دولارا على الأقل، بينما تزيد تكلفة القمح الأمريكي عن القمح الروسي بما يتراوح بين 35 و40 دولارا على أساس تسليم البضاعة على ظهر السفينة.
وبالإضافة إلى ذلك قال التجار إن تكلفة شحن القمح من الولايات المتحدة إلى مصر تزيد في الوقت الراهن بما يتراوح بين 10و20 دولارا للطن مقارنة بشحنه من بلدان قريبة من الشرق الأوسط.
ومع ذلك فان صادرات القمح الأمريكية إلى مصر ربما تشهد ارتفاعا في النصف الثاني من السنة التسويقية، إذا انخفض المعروض من القمح عالي الجودة الذي تنتجه مناطق أخرى.
وهو الرأي الذي يؤيده مانترناش، قائلا إن المبيعات الأمريكية بصورة عامة لن ترتفع إلا عندما يعلق المنافسون لافتة "نفد المخزون"، وهو ما أعتقد أنه سيحدث في النصف الثاني من السنة التسويقية.
لكن بعض مصدري القمح الأمريكيين ينتابهم الشك في هذا الأمر لان الأسعار الأمريكية تواصل الارتفاع على الرغم من أساسيات الاقتصاد المنخفضة.
وقفزت أسعار العقود الآجلة للقمح في بورصة مجلس شيكاجو للتجارة بنحو 15 % مقارنة مع مستوياتها المنخفضة في مطلع الشهر، ويعزى هذا الارتفاع إلى موجات شراء من صناديق الاستثمار।

ايجى نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق