في ضوء الأحداث المؤسفة التي أعقبت مباراة مصر والجزائر أمس الأول، عقد الرئيس مبارك صباح أمس اجتماعا موسعا شارك فيه كل من رئيس الوزراء ورئيسي الشعب والشوري، ووزراء الشئون القانونية، والداخلية، والطيران المدني، والخارجية، والإعلام، والإسكان، ورئيس المخابرات العامة، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المجلس القومي للرياضة।تابع الرئيس مبارك خلال الاجتماع تنفيذ تكليفاته لرئيس الوزراء والأجهزة المصرية المعنية والتي كان قد أصدرها مساء أمس الأول بعد انتهاء المباراة، لتأمين عودة المواطنين المصريين وبعثة منتخب مصر القومي من السودان.كان الرئيس قد اطمأن- طوال ليلة أمس الأول حتي فجر أمس- علي عودة المواطنين المصريين دون أي خسائر في الأرواح، وتلقي سيادته خلال اجتماع أمس تقارير الأجهزة المصرية حول ما تم من تنسيق مع الإخوة في السودان، الذين بذلوا ما في وسعهم من جهد مشكور للتصدي للأعمال الغوغائية التي مورست في حق المواطنين المصريين عقب خروجهم من استاد "أم درمان".وأوضحت التقارير التي عرضت خلال الاجتماع عودة غالبية مواطني مصر سالمين، رغم الصعوبات التي واجهتهم في طريقهم إلي مطار الخرطوم للعودة علي طائرات الجسر الجوي المصري॥ ويستمر حاليا نقل باقي المواطنين الذين تخلفوا مساء أمس لإعادتهم لأرض الوطن.وكلف الرئيس مبارك وزير الخارجية، باستدعاء سفير الجزائر بالقاهرة لكي ينقل له مطالبة مصر للجزائر بأن تتحمل مسئولياتها في حماية المواطنين المصريين الموجودين علي أراضيها ومختلف المنشآت والمصالح المصرية بالجزائر.وتنفيذا للتكليف استدعت الخارجية السفير الجزائري بالقاهرة والتقاه مساعد الوزير للشئون العربية الذي قام بإبلاغه استياء مصر البالغ من الاعتداءات التي تعرض لها مواطنوها الذين توجهوا الي الخرطوم تشجيعا لفريقهم علي أيدي المشجعين الجزائريين الذين نقلوا الي السودان علي نفقة دولتهم ووضح مع الأسف غوغائية وعدوانية تصرفاتهم.والاعراب عن غضب مصر واستهجاءها ازاء استمرار شكاوي واستصراخات أعداد كبيرة من المصريين المقيمين في الجزائر إزاء ما يتعرضون له من ترويع واعتداء، بالاضافة الي ما تعرضت له المصالح والممتلكات المصرية الرسمية والخاصة من اعتداءات وتحطيم وسرقة قبل مباراة الاربعاء.في الوقت الذي كانت فيه التصريحات الرسمية المصرية علي مدار الايام الماضية تسعي الي التهدئة وتخفيف الاحتقان، لم تفلح المطالبات المصرية المتكررة في قيام الجانب الجزائري بإصدار تصريحات رسمية مماثلة، وهو ما اسهم كثيرا في شحن الاجواء بالجزائر.فيما توجهت السفارة الجزائرية بالقاهرة عقب المباراة الاولي الي الوزارة بمذكرة رسمية تستفسر فيها عن عدد وفيات الجزائريين عقب المباراة، وهي تعلم تماما إنه لم تكن هناك وفيات من الأساس، وهو ما قامت الوزارة بالرد عليه في حينه وبشكل قاطع. وأن الوزارة اعتبرت هذه المذكرة غير مبررة وتسعي لابقاء الفتنة مشتعلة وليس اطفائها علي النحو الذي كان يؤمل فيه وبدأت الشركات المصرية مطالبة بتعويضات للأضرار التي تكبدتها من جراء الاعتداءات الأخيرة، وفي سياق متصل يبحث رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر تقديم شكوي مصرية للفيفا ضد الجماهير الجزائرية، وأعاد الاتحاد الثقة في الجهاز الفني للمنتخب.
روز اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق