الجمعة، 21 يونيو 2013

البرادعى: تأثير مصر غاب والعالم العربى مهدد بالعودة إلى القرون الوسطى.. الخليج فى حالة احتقان من الإخوان وطالبت مرسى بطمأنتهم لكنه لم يرد.. لا أريد الترشح للرئاسة والمعارضة قادرة على الفوز إذا توحدت


البرادعى: تأثير مصر غاب والعالم العربى مهدد بالعودة إلى القرون الوسطى.. الخليج فى حالة احتقان من الإخوان وطالبت مرسى بطمأنتهم لكنه لم يرد.. لا أريد الترشح للرئاسة والمعارضة قادرة على الفوز إذا توحدت

قال الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، إن تأثير مصر غاب لأنه لا توجد أى سياسة، أو رؤية، تتحدث عن دور ومحور التحرك، والفضاء الخارجى للعمل، مضيفا أن العالم العربى مهدد بالعودة إلى القرون الوسطى.

وأضاف البرادعى فى الحلقة الرابعة والأخيرة من حواره لصحيفة "الحياة اللندنية"، اليوم الجمعة، أن دول الخليج فى حالة احتقان من نظام جماعة الإخوان المسلمين، والكل متوجس من تصدير الثورة، ولا أحد مستعد لأن يتقبل الإخوان على الإطلاق، لافتا إلى أنه أخبر الرئيس محمد مرسى بأن عليه إرسال رسائل لطمأنة الخليج لأنه كان ولا يزال المموّل الأساسى للتنمية فى مصر، لكنه لم يرد.

وأشار إلى أنه لن يترشح للرئاسة إذا أجريت انتخابات مبكرة، وأن المعارضة قادرة على كسب الانتخابات فى حال توحدها، حيث إن الجميع استوعب الدرس، بعد أن أدى الانقسام إلى وصول مرسى إلى الحكم، وبالتالى المعارضة أدركت هذا الخطأ ولن تستطيع أمام الشعب ألا تتوحد.

وأعرب البرادعى عن قلقه من النزاع السنى – الشيعى لأن الخلاف تحوّل من على قضية مركزية اسمها القضية الفلسطينية، حتى أطراف القضية انقسموا، وباتت خلافاتنا اليوم: أنتَ شيعى، أنتَ سنى، أنتَ كردى حتى وصل ذلك إلى مصر بين الأقباط والمسلمين.

وفيما يلى نص الحوار..

◄هناك تراجع لدور مصر الخارجى، كيف ترى رحلات مرسى الخارجية؟

لا توجد أى سياسة، يجب أن تكون لديك رؤية سياسية، تتحدث عن دورك، فما هو محور تحركك، والفضاء الخارجى لعملك؟ من المفترض أن يكون العالم العربى أولاً، لكن دول الخليج، باستثناء قطر، فى حالة احتقان من هذا النظام، والكل متوجس من تصدير الثورة، ولا أحد مستعد لأن يتقبل «الإخوان المسلمين» على الإطلاق، وهو ما قلته لمرسى خلال اللقاء، إن عليه إرسال رسائل لطمأنة الخليج لأنه كان ولا يزال المموّل الأساسى للتنمية فى مصر، لكنه لم يرد، لا توجد لديك سياسة فى الخليج وأنت مهمش جداً، أما فى أوروبا فأعتقد بأنها فى المرحلة الأولى، وأميركا تحديداً كانت تؤيده لوصوله عبر انتخابات حرة، لكنها وجدت فى «الإخوان» فرصة للمصالحة مع الإسلام السياسى، لأن كل الإسلام السياسى فى العالم خرج من عباءة «الإخوان»، فرأت أن علاقتها بالجماعة ستمكنها من التعامل معه وهو الخطر الرقم واحد بالنسبة إلى واشنطن لذلك، اعتبرت تلك العلاقة فرصة عظيمة فى بداية المرحلة الأولى.

الأميركيون كانوا يخجلون بشدة لانتقاد «الإخوان» عندما ظهرت ممارستهم الاستبدادية، إنما حالياًَ هم فى وضع مختلف، والمثال تصريح (وزير الخارجية) جون كيرى قبل أيام حول مشروع قانون تنظيم الجمعيات الأهلية فى مصر، وكذلك تصريح الناطقة باسم الخارجية الأميركية، التى اعتبرت ذلك مخالفاً لالتزامات مصر الدولية، هم يريدون نوعاً من التوازن لا يهدد مصالح الأميركيين، خصوصاً أن «الإخوان» ساعدوهم فى التعاطى مع «حماس».

الحقيقة أن «الإخوان» فى مأزق وفى حالة ترقب وقلق، عندما تقول إن مرسى ذهب إلى الصين وغيرها، مصر تريد أن تنضم إلى تجمع «بريكس» (البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين وروسيا)، ولكن لا يمكن أن يدخلك معه، فهذه ليست عملية مجلس عرب.

هم ينظرون إلى الناتج القومى للبلد وقدرته على التصدير، نحن بالنسبة إليهم قزم، بالتالى ما لم يكن لدينا مجتمع قوى يقف على قدميه اقتصادياً واجتماعياً وداخلياً، لن تكون لنا سياسة خارجية... بالتالى تأثير مصر غاب، كما لو أنك بلا هدف ولا أى دور.

◄ما رأيك فى أوضاع سوريا؟

العالم العربى يكرر ما حصل فى 1991 عندما دخل صدام حسين الكويت، لو ذهب جميع الرؤساء والقادة العرب إلى العراق، وقالوا لصدام لن نغادر قبل خروجك من الكويت، لكنا وجدنا حلاً، أنا اقترحت قبل شهر عقد قمة عربية فى سوريا، لا حل هناك سوى التفاوض، حل سياسى يعتقد بمقتضاه الطرفان أنهما سيحققان مكسباً، لا يمكن أحدهما أن يقصى الآخر، هناك أقليات علوية وكردية وغالبية سنّية، يجب أن يجدوا صيغة للتعايش، وإلا ستتحول (سوريا) إلى أسوأ من العراق، نرى الآن العراق بعد عشر سنين (على غزوه) ماذا يحدث؟ سوريا أسوأ بكثير، المسألة ليست فى بشار الأسد وإنما فى نظام فيه طائفة علوية تبلغ نحو 15% (من السكان) وهناك سنّة وأكراد، لا بد من حل سياسى لصيغة من التعايش السلمى فى إطار ديموقراطى، أنت تنتظر حتى أولياء أمورك، أميركا وروسيا، يأتون لعقد مؤتمر، أنتَ فقدتَ القدرة على المبادرة، أتذكر عندما أعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى اجتماعٍ للقمة عقد فى الرياض قبل نحو خمس سنوات، أن الشعوب فقدت الثقة فينا، وعندما التقيته قلت له هذا أفضل ما قلته، ما يحدث فى العالم العربى الآن يحاكى ما حصل فى أوروبا فى القرن التاسع عشر، حروب بين أنظمة وليست حروباً بين شعوب.

◄إذاً، كيف ترى الحل فى سوريا؟

حل سياسى وليس هناك سواه، يعتمد على فترة انتقالية وصيغة للتعايش السلمى المشترك، على أن تجرى تحقيقات فى الجرائم التى ارتكبت.

◄ماذا عن مصير الأسد؟

مصيره نقطة تحت السطر، بالنسبة إلى مستقبل سوريا، هناك 80 ألفاً قتلوا، ونحن نجلس لنشاهد، ومن الأمور المثيرة للضحك أن إسرائيل إذا قتلت شخصاً، تتحرّك النخوة العربية، نحن نتقاتل، وفى العراق نزاع سنى – شيعى.

◄هل تخشى من هذا النزاع السنّى – الشيعى؟

بالتأكيد، تحوّل خلافنا من خلاف على قضية مركزية اسمها القضية الفلسطينية، حتى أطراف القضية انقسموا، وباتت خلافاتنا اليوم: أنتَ شيعى، أنتَ سنّى، أنتَ كردى... تجد هذا فى اليمن، فى العراق وليبيا وسوريا، وحتى فى مصر بين الأقباط والمسلمين، دخلنا فى قضايا القرون الوسطى مثل حرب البروتستانت والكاثوليك، العالم كله اتجه اليوم إلى التركيز على الإنسان والتضامن الإنسانى وكرامة الإنسان وحقوقه فيما انتقلنا نحن لنعبّر عن غضبنا بقتل بعضنا بعضاً، وفى النهاية هُمّشنا.

◄هل تعتقد بأن لدى «الإخوان» رغبة فى التعاون مع إيران؟

أعتقد بأن لديهم حساباً حذراً جداً لأميركا، الحليف الأساسى لهم، فى هذا الشأن، فـ «الإخوان» والجيش ما زالوا يعتمدون على الدعم الغربى، لذلك لن يخرجوا فى علاقتهم مع إيران عن العباءة الأميركية.

◄إذاً، أنت ترى أن زيارة مرسى روسيا غير مهمة؟

لا... ما النتيجة من هذه الزيارات؟ لا شىء، أنا يمكن أن أذهب كسائح، ولكن هل هذا جزء من رؤية؟ هل لدى شىء لأعطيه أو أحصل عليه؟ فى ملف مثل الطاقة، أصبحنا مثل الصومال، انقطاع الكهرباء بات يومياً، ساعتين فى كل منطقة كحد أدنى، وصلنا إلى مرحلة نعجز فيها عن تأمين الكهرباء والمياه، فى الشهر المقبل، شهر رمضان، درجة الحرارة مرتفعة والناس صائمون، اقطع الكهرباء والمياه عنهم، يمكن أن تندلع لدينا ثورة الكهرباء.

أما بخصوص إيران، فنحن خلطنا بين الموقف السياسى والموقف الطائفى، الشيعة والسنّة نعم، لدينا خلافات كعالم عربى مع إيران فى ما يتعلق بالجزر الإماراتية، والخوف من التمدد الإيرانى، وأصبحنا ننظر إلى إيران كأنها عدو بدلاً من أن نقول إنها دولة مسلمة كبيرة يمكن استقطابها، وأن تعمل معنا مثل تركيا، فى فضاء عربى إسلامى كبير، يضم أيضاً ماليزيا وغيرها، أصبحنا ننظر إلى إيران تحديداً فى الخليج، كعدو أول، أضف إلى ذلك أنه أصبح هناك خلاف سنّى – شيعى، ذهبت إلى إيران والإيرانى يذهب ليصلى مثلنا خمس مرات، ويؤدى فريضة الحج والصوم.

◄لكن هناك محاولة لإيران لبسط النفوذ السياسى؟

يجب أن نفصل مع السياسى، إيران تريد الاعتراف بها قوة إقليمية كبيرة.

◄من التقيت فى إيران؟

التقيت الرئيس محمود أحمدى نجاد والمرشد على خامنئى، وكل هذه الفرقة.

◄من الذى قال فى إيران «نريد أن نصبح قوة إقليمية»؟

رئيس مجلس الشورى على لاريجانى، وأحمدى نجاد قالا «يجب أن يُعترف بنا كقوة إقليمية كبيرة»، هم (الإيرانيون) قوة إقليمية كبيرة، خلافهم الأساسى مع أميركا، وأحمدى نجاد يريد تصفية هذه الخلافات، وهدفه وحلمه أن يكون صاحب هذه الصفقة الكبرى، إذ يعتبر أنه إذا حقق ذلك سيكون بطلاً وطنياً، خصوصاً لأن الشعب الإيرانى، 80 – 90% منه، يريد علاقات طبيعية مع أميركا، أحمدى نجاد قال لى فى آخر سنة قبل مغادرتى الوكالة الذرية «أريد التفاوض مباشرة مع أميركا فقط، ولا أريد روسيا والصين».

إيران، تختلف معها، ولكن لديها فكرة ورؤية، وتريد أن تكون لديها القدرة النووية، تعتقد بأن أميركا والغرب عموماً سيعترف بها كقوة، فى هذه الحال، حديثهم كان واضحاً وصريحاً «لا ننازع حقيقة أن أميركا هى القوّة العظمى الوحيدة ولكن يجب أن يعترفوا بنا كقوة إقليمية كبرى»، هذه هى المعادلة لدى الإيرانيين، يستغلون الضغط فى العالم العربى، ويستغلون الضغط فى سورية لمصالحهم، ولكل دولة مصالحها، سواء كنت تتفق أو تختلف معها، ولكن أنتَ ما مصالحك؟ وكيف عبّرتَ عنها؟ لا أعتقد بأننا فى العالم العربى حددنا يوماً مصالحنا.

◄إذا أجريت انتخابات مبكرة، هل تترشح للرئاسة؟

لا... لا أريد الترشح، أريد أن أكون مدرباً وليس لاعباً، وسأكون أكثر فعالية بأن أعمل من خارج النظام، أساعد هنا وهناك داخلياً وخارجياً.

◄إذاً، أنت لن تترشح؟

لا... أنا غير مرشح.

◄وهل تعتقد بأن المعارضة قادرة على كسب انتخابات رئاسية مبكرة؟

فى حال توحدها، والجميع استوعب الدرس، كون انقسام المعارضة هو الذى أوصل مرسى إلى الحكم، وأعتقد بأنها أدركت هذا الخطأ ولن تستطيع أمام الشعب ألا تتوحد.

◄ما علاقتك بحمدين صباحى، الآتى من تجربة تختلف عن تجربتك؟ هل هناك لغة مشتركة بينكما؟

هناك لغة مشتركة حول المستقبل، أما الماضى فمختلف، نريد دولة مدنية سمتها عدالة اجتماعية، وحرية، عملت فى إطار هذه المفاهيم مع «الإخوان المسلمين»، ومع حمدين صباحى وعلاقتى ودية مع عبدالمنعم أبو الفتوح، لا نملك ترف القول نحن يسار أو قوميون أم مدنيون، نحن شعب لا يملك قوت يومه، ولا التعليم ولا الحاجات الأساسية للإنسان، لا يمكن سواء كنت آتياً من الحزب الماركسى الشيوعى أو اليمينى، أن نختلف على الأولويات، وهى إعطاء الإنسان الحريات الأربع: التعبير والرأى والعقيدة والحرية من الخوف والحاجة.

◄كيف كانت مناقشتكم داخل جبهة الإنقاذ، حول العشاء الذى حضره عمرو موسى وخيرت الشاطر، فى منزل أيمن نور؟

كان هناك انتقاد كبير لهذا اللقاء، لأننا وصلنا إلى مرحلة قلنا فيها إننا ندعم يوم 30 يونيو ونحضّر له، ولسنا فى وضع أن نجلس مع «الإخوان المسلمين» لأنهم لم يصدقوا معنا، كثير من الأصدقاء انتقدوا لكن عمرو موسى دافع عن موقفه كونه محاولة لتجنب مواجهة، واعتذر عما سبّبه من لغط، واتفقنا ألا يتم مثل ذلك فى المستقبل قبل التشاور، رئيس حزب الإخوان سعد الكتاتنى التقيته فى منزلى قبل ثلاثة أشهر، عندما كنا نتحدث عن تشكيل حكومة جديدة، وكنا نحاول آنذاك أن نصل إلى توافق وطنى، كان كل الأطراف متفقين على ضرورة التوصل إلى صيغة للمصالحة الوطنية، ووضعنا ثلاثة شروط: حكومة كفاءات من التكنوقراط تستطيع أن تخرج البلاد من الوضع الاقتصادى والأمنى المتردى، وتعيين نائب عام جديد، وتشكيل لجنة لإعداد قانون يضمن انتخابات برلمانية حرة ونزيهة، ولو كانوا فعلوا ذلك سندخل فى حوار وطنى جدى، هدفه تحديد كيف تتم المصالحة الوطنية وكيف يتم تعديل الدستور، نقلت إلى الكتاتنى هذا الحديث، فقال إنه سيسافر فى اليوم التالى إلى اليابان، وحتى اليوم لم أتلق منه أى رد، حاولنا كثيراً الوصول إلى توافق وطنى، ولا أحد سعيد بالاستقطاب الحاصل فى مصر، والجميع سيسخر منه، حُكِم علينا أن نعيش معاً، ويجب أن نجد صيغة للعيش المشترك، ولكى يحصل ذلك، يجب أن يحترم كل شخص الآخر وخصوصياته.

◄رأيتَ رؤساء كثر فى العالم، مَن أكثر الشخصيات التى أعجبت بها؟

أبرز مَنْ وجدت أنه سياسى مثالى، هو رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ.

◄التقيتَ القذافى، هل ذهبت إلى خيمته؟

لا، التقيته فى باب العزيزية، كان ذلك فى عام 2005، وكان الطقس بارداً، والمكان الوحيد الدافئ، الغرفة التى يجلس فيها. وجلست مع عبدالرحمن شلقم، الذى قال لى فى البداية «أريد أن أطرح عليكَ سؤالاً لكننى محرج»، فقلت ما هو، أجاب «لماذا يكرهكَ المصريون»؟ كان هذا أول سؤال، ومن البداية لم أكن جزءاً من هذا النظام، وكان القذافى يقول بتفاخر شديد أن ليبيا تمكنت من تدمير مطار هيثرو، من طريق الجيش الجمهورى الإرلندى (آى آر أى)، ظل يقول لى «هذه ليبيا الصغيرة أغلقت مطار هيثرو ثلاثة أيام».

◄هل كنتَ تفهم لهجته بسهولة؟

نعم، كان يتحدث لغة عربية جيدة، كان يتفاخر سعيداً بعمليات التخريب التى يقوم بها، ويقول «ليبيا الصغيرة فعلت»، قال لى «أنت طبعاً ناصرى»؟ فقلت له لا، عبدالناصر لديه أفكار ممتازة لكنه فى التنفيذ كان سيئاً، ولاحظت أن قدراته (القذافى) بسيطة جداً، تحدثت معه حول حلف شمال الأطلسى (ناتو)، والدول ذات المظلة النووية، لكنه قال لى «مَن هذه الدول»، وأخرج ورقة وأخذ يكتب أسماءها.

◄ذهبتَ إلى القذاقى من أجل الملف النووى؟

نعم.

◄ماذا بحثتَ معه؟

الملف النووى الليبى، إنهم بعدما تلقوا ضربة من رونالد ريغان، قرروا بناء برنامج نووى، لكنه كان برنامجاً بدائياً على أقصى التقديرات... معدات غير مكتملة داخل صناديق، ودفعوا أموالاً طائلة.

◄مَنْ مِن الخبراء كان يعمل معهم فى هذا الملف؟

عبدالقدير خان التاجر (الباكستانى) الشهير، وجزء كبير من الأموال دخل إلى الجيوب... لم تكن هناك وثائق، وذلك كان جزءاً من خلافاتهم مع بعض، كنت أرى سيف الإسلام القذافى، كان يسأل ماذا كان يحصل؟ فى النهاية لم يكن هناك برنامج، وأنا قلت إن هذا برنامج وليد، وحاولوا أيضاً تصنيع برنامج كيماوى، لكن هذه عملية صرفت عليها ملايين الدولارات، عملية ليس لها هدف، وكانت الاستخبارات الأميركية والإنجليزية تعلم بهذا البرنامج، وبدأوا بالضغط عليه، يبدون ترحيبهم بالقبول به كجزء من مصالحة معه، وكانت ليبيا فى حالة سيئة بسبب الحظر الشديد، بعد إنجاز المصالحة ذهبت إلى هناك، كانت الفنادق بدأت تنشط، ورجال الأعمال ذهبوا للعمل فى التنقيب عن النفط، إنما هو (القذافى) طلب منى أن أقول إن ليبيا أصبحت مثالاً لدول الشرق الأوسط، مثالاً للسلام... شخصية بسيطة جداً، أما المثير للضحك فهو أن البرنامج الذى كانت تنفذه مصر، لم تكن تعلم عنه أى شىء، هم (الليبيون) أبلغونى أن حسنى مبارك غضب بشدة، إذ كان خرج قبلها بنحو شهرين ليؤكد أن ليبيا ليس لديها أى برنامج، بعدها خرج الأميركيون واعترف الليبيون: لدينا برنامج ونقوم بتصفيته.

غضب مبارك بشدة، فأرسلوا له عبدالله السنوسى لاسترضائه فى القاهرة، هذه ليست دولاً ولا أنظمة، لم تكن لدى ليبيا أى كفاءة وأى إدارة، وكان هناك خوف شديد.

◄التقيتَ رئيس غانا؟

كان لديهم أكبر قبيلة اسمها كينغ أوف أشانتى، وكان رئيس غانا كوفور، كنا فى طريقنا إلى كوماسى، مقر ملك القبيلة، فذهبنا إلى كينغ أوف أشانتى، رأيناه يرتدى الملابس التقليدية، وحوله خمسة شباب يرتدون الصنادل، هم أولاد الملك الذى كان يجلس على العرش فى منزل جيد وليس قصراً، ورئيس الجمهورية يجلس إلى جواره، ملك القبيلة يتحدث إليك عبر طرف ثالث (وسيط)، ينقل كلامه، فقلت «عندما تذهب إلى الوكالة الذرية سأتعامل معك بهذه الطريقة».

◄ولماذا ذهبت للقاء رئيس غانا؟

لتقديم مساعدة.

◄ولماذا ذهبتَ إلى الملك؟

عندما ذهبت إلى هناك، أخذنى الرئيس لتناول الغداء عند الملك الذى ظل يتحدث نصف ساعة، بعدها اكتشفت أنه حصّل تعليمه فى إنجلترا، وأن أبناءه تخرّجوا فى كبرى الجامعات العالمية.

ذهبت أيضاً إلى أمير أوف ذاريا، فى شمال نيجيريا، وهناكَ من يدخل يجب أن يدخل على يديه ورجليه، من باب الاحترام لأمير ذاريا.

◄ورأيتَ زعماء كثيرين؟

رأيت مثلاً بوش قبل غزو العراق، وكنت أنا وهانز بليكس، قال «يجب أن نجد حلاً سلمياً للعراق»، رأينا عدداً كبيراً من الرؤساء، وفى النهاية تكتشف أن كل إنسان لديه أشياء جيدة وأخرى سيئة.

◄هل رأيتَ صدام حسين؟

لا، لم ألتقه، وكان رافضاً لقاء أى شخص.

◄وهل التقيتَ بشار الأسد؟

لا.

◄وماذا عن البرنامج النووى السورى الذى قصفته إسرائيل؟

لم يظهر أى شىء حتى الآن، تم ضربه وبعد ستة أشهر قالوا لنا «نعتقد بأنه برنامج نووى»، لكن الغريب أن سوريا تساهلت بعد الضربة ولم تقدم أى شكوى لدى الأمم المتحدة، عندما ذهبنا (إلى سوريا) كانت أُجريت عمليات تغيير للميدان وبناء مبنى جديد، لم نعلم إلا متأخرين، فيما كان الأميركيون يعلمون قبلها بنحو سنة، أى أنه كانت لديهم المعلومات لنحو سنة ونصف سنة، وحتى الآن لا معلومات مدققة، هناك علامات استفهام ولم نتوصل إلى شىء.

◄لكن البرنامج الإيرانى يتقدم؟

البرنامج الإيرانى نتيجة للعنجهية الأميركية، كان الهدف الأساسى للأميركيين حرمان إيران من أى معلومات حول البرنامج النووى، وألا تدير جهازاً واحداً للطرد المركزى، كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية السابقة) ظلت تقول لى هذا الحديث لسنوات، وفى النتيجة إيران كان يمكن أن توافق فى يوم من الأيام على سقف مخفوض جداً، وبحسب اقتراح روسى، الآن تعمل إيران على أكثر من عشرة آلاف جهاز للطرد المركزى، إيران حصلت على كل التكنولوجيا نتيجة سوء وقصر رؤية الإدارة الأميركية، الرئيس باراك أوباما بعد وصوله إلى الحكم اتصل بى هاتفياً وقال: «أريد حل مشكلة إيران، وكنا قاب قوسين أو أدنى من الحل، ولكن عندما وصلنا إلى الحل، السياسة الداخلية فى إيران، ضربت فى أحمدى نجاد»، وقالوا له «تريد أن تبيع البلد»، إيران، للأسف، مرت فى أحيان كثيرة بسوء الإدارة، وأحياناً كثيرة سقطت على مذبح السياسة الإيرانية، ومذبح السياسة الداخلية الأميركية، وفى النهاية معضلة إيران ستحل، ولن تحل إلا فى إطار صفقة كبرى، تتضمن تطبيع العلاقات بين أميركا وإيران، كنت أنبّه، وقلت هذا لمبارك وعمر سليمان منذ سنوات وقمت بتشجيعه كثيراً على لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن.

وفى آخر مرة التقيت حسنى مبارك، وأنا أغادر وكان عمر سليمان واقفاً، وأسامة الباز وزكريا عزمى، عقب غداء قلت "إذا استمرت هذه السياسات، مصر بل العالم العربى، سيدمر، والشرق الأوسط سيكون من ثلاث دول: تركيا وإيران وإسرائيل، للأسف، السياسة ذاتها ما زالت هى هى".



المصدر اليوم السابع


=========














 


 




 
أسماء .. ملحمة انتصار لغريزة الحياة
 
أخبار مصر - عالمية - عربية - رياضة - فن - اقتصاد - حوادث - صحة و طب - أخبار التعليم
الثانوية العامة - صحف و مجلات - أخبار السيارات - أخبار الموبايل
أخبار الكمبيوتر - وظائف خالية - نافذة على العالم - درجات الحرارة
أسعار الذهب - أسعار العملات - المنتديات -الدردشة
أخبار مصورة - أحدث الأخبار - سياسة - الحوادث - الاقتصاد
متنوعة - الرياضة اليوم - عالم المرأة - المطبخ العربي - دنيا و دين

عبد الحليم قنديل : لا يوجد ما يسمى إهانة الرئيس لأنه ليس إلهاً أو نبياً
http://newsnile.blogspot.com/2012/08/blog-post_2480.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق