الأحد، 11 مارس 2012

الزدجالى الأب الروحى لـ"مسقط السينمائى": السينما العمانية مازالت فى طفولتها

مثل كبار السينمائيين، علاقته بالفن السابع بدأت مبكرا للغاية، طفل شديد الانبهار بالشاشة الفضية، كل مساء يختفى ولا أحد من أهله يعرف سر اختفائه، ووجهته كانت السطح المجاور لإحدى دور السينما فى مسقط التى تخصصت فى عرض الأفلام الهندية المبهرة بقوة أبطالها الخارقين وأغانيها سريعة الإيقاع ورقصاتها الساحرة وأحداثها المثيرة، وحين يعود إلى منزله يمضى الليل يستحضر فى انبهار ما رأى، وما كان خالد الزدجالى يدرك أن هذا الفن الذى خلب لبه صغيرا، حيث اكتنزت ذاكرته بآلاف الأفلام، سيكون أحد صناعه فى شبابه، حيث اتجه إلى دراسة الفن السابع فى معهد السينما بالقاهرة وتخصص فى مجال الإخراج، وبالفعل صنع أول فيلم عمانى روائى طويل هو فيلم البوم، وأنجز مؤخرا فيلمه الثانى "أصيل" ، وحين تذكر السينما العمانية الآن يذكر اسمه ليس فقط كمخرج سينمائى، بل وكأب روحى لمهرجان مسقط السينمائى الدولى الذى ينظم كل عامين، ورئيسا لجمعية السينما العمانية.






فكيف كانت بداية خالد الزدجالى مع الفن ..؟ سؤال تصدرأجندة أسئلتى حين التقيت به فى مسقط.. فقال:


فى البداية التحقت بمسرح الشباب كممثل فى السادسة عشر وبعد فترة شعرت أن دور الممثل يحد من حريتى وفضلت أن أكون خلف الستار وبدأت بمساعد مخرج مسرحى بعد ذلك ذهبت إلى الكويت لدراسة التمثيل والإخراج والمسرح وعندما دخلت هذا المجال شعرت أننى أريد التركيز على الإخراج والتمثيل ولذلك توجهت للمعهد العالى للسينما فى القاهرة فى عام 1984، وعندما وصلت للقاهرة ودخلت المعهد العالى للسينما شعرت أننى وصلت إلى ما أريد وبدأت البداية الصحيحة ودرست وتخرجت.






وهل بدأت ممارسة الإخراج مباشرة ؟


بالفعل بعد التخرج قمت بإخراج مسلسل (العرس) و(منتهى) وحصلت على جائزة أفضل مسلسل تلفزيونى فى المنطقة العربية فى ذلك الوقت، وبعد أربع سنوات كنت قد أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية والبراج الحية وكنت أقوم بإعداد النص الحوارى لها، ومن ثم بدأت بتقديم برنامج نادى السينما وكان يعرض الأفلام ويقوم بتحليلها فنيا وقد كان لهذا البرنامج دور كبير فى الشهرة التى حظيت بها.






لكن يبدو أنه كانت لديك طموحات أكاديمية.. حيث حصلت على أكثر من رسالة دكتوراه فى مجال الفن.. فيم كانت هذه الرسائل؟


بالطبع كان طموحى أكبر من مجرد تقديم برنامج تليفزيونى رغم أهميته، فذهبت إلى رومانيا للحصول على درجة الدكتوراه فى جماليات الأفلام ثم حصلت على دكتوراه أخرى من جامعة هال فى المملكة المتحدة عام 2003 وكانت هذه المرة فى دراما الطفل، السينما مازالت فى طفولتها.






وهل أنت راض الآن عما وصلت إليه وعن الفن العمانى ؟


مازلنا فى حاجة لرفع وعى الناس بالسينما وعلى الرغم من الجهد الذى نبذله لجلب أفضل الأفلام فى مهرجان مسقط السينمائى إلا أنه مازال هناك نقص فى العاملين والبنية الأساسية والفنيين وأن هناك الكثير الذى يجب عمله من أجل نمو هذا الفن فى السلطنة وهو الفن الذى مازال فى طفولته، فنحن نحتاج لمزيد من الجهد والوقت لكى نصل إلى ما نتمناه فى السينما العمانية بشكل خاص والفن بشكل عام.






حدثنا عن تطور مهرجان مسقط السينمائى ؟


بدأنا بأفلام محلية ونجحنا بعرض أكبر عدد من الأفلام التسجيلية والأفلام القصيرة وإذا ظللنا بهذا التطور وهذا الكم ستكون لدينا قاعدة صلبة وقوية، ومهرجان مسقط السينمائى للأفلام الروائية الطويلة يحمل فى نسخته السابعة العديد من الفعاليات المستحدثة كمسابقة للأفلام التسجيلية والقصيرة الخليجية بلجانها وجوائزها وضيوفها، إضافة إلى ندوات متخصصة للمهرجان يشارك فيها نجوم من السينما العربية والعالمية، كما أنه سيقدم حلقات عمل سينمائية متخصصة قبل المهرجان وذلك لإثراء المهرجان بالأعمال العمانية التى سوف تدعم الفن السينمائى بالسلطنة ويعطى رسالة للجمهور وضيوف المهرجان بأن هناك صناعة قادمة للسينما فى السلطنة كذلك يعرض بعض الأفلام الأجنبية ويخصص لذلك جائزة أفضل فيلم أجنبى، وتشمل عروض المهرجان أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان (الأفلام العربية)، وأفلام المسابقة الأجنبية لأفضل فيلم مشارك، وأفلاما تعرض من خلال برنامج تكريم سينمائى ذى إنجاز وتاريخ مميز فى مجال الفيلم الروائى الطويل، وأفلام المسابقة التسجيلية والقصيرة الخليجية، وأفلام مسابقة الأفلام وحلقة العمل السينمائية العمانية، ومن البرامج المتاحة فى المهرجان برنامج "الأفلام خارج المسابقة" وهو برنامج يتيح للأفلام المستبعدة من المسابقة لأى سبب من لجنة المهرجان المختصة أو الأفلام التى لا يرغب أصحابها دخول المسابقة، كما يتاح لهذه الأفلام الفرصة للمناقشة والتعريف بها بدرجة مساوية لمثيلاتها.






هناك أيضا برنامج "تكريم خاص" ماذا تقصدون به ؟


"برنامج التكريم الخاص" هو برنامج يتيح الفرصة لتسليط الضوء على تجربة سينمائية محددة لأحد السينمائيين المشهود لهم بالإنجاز، أو لمجموعة سينمائية، وتعرض مع البرنامج الرسمى للمسابقة، وبرنامج "الندوات" وهو برنامج لتطوير الثقافة السينمائية من خلال عقد ندوات للسينمائيين فى محاور محددة يتم الإعلان عنها فى حينها.






كما أن هذا البرنامج يتيح إقامة حلقات عمل ولقاءات مكثفة ومؤتمرات صحفية فى مجالات السينما المختلفة وكذلك يشمل تقديم أوراق عمل ومناقشات موسعة.






هل هناك إمكانية أن يصل مهرجان مسقط السينمائى إلى مكانة دولية كبرى مثل مهرجان القاهرة ومهرجان دبى ؟


فى كل الأحوال هناك تدرج للوصول إلى العالمية، أعنى بذلك الاحتراف والمتابع لمسيرة المهرجان يجد أن هناك تدرجا ملحوظا ولكى نبنى أحلامنا ينبغى أن نبنيها على الأرض وليس فى الهواء ونحن نستطيع ذلك وأصبحت لدينا قاعدة صلبة ولدينا مواهب شابة نجحت بالفعل واجتازت مراحل كثيرة، فالمهم هنا أن نتحرك للأمام ونخطو خطوات ثابتة وقوية لا تراجع فيها.


الآن نبحث عن الجودة وعن الأفضل فى إنتاج الأفلام الروائية والأفلام الطويلة خاصة بعد أول فيلم لنا منذ 4 سنوات من التوقف وهو فيلم "البوم"، نعم تعلمنا الكثير من خلال تجربة هذا الفيلم فى مجال السينما والإنتاج وأصبحنا الآن لا نعتمد على طاقم واحد ولكن توجد لدينا نية أن ناخذ أطقما كثيرة والمزيد للعمل بالسينما والإنتاج ويمكننا من خلال تجربة الفيلم أن نعلن وبكل ثقة عن ظهور الفيلم الثانى وهو مشروع سوف يكون أطقم العاملين به هم نفس الطاقم الموجود بفيلم البوم ونفس الأعضاء وأنا أريد أن ألفت نظركم أن فيلم البوم نجح نجاحا منقطع النظير ونحن الآن بصدد وضع قاعدة صلبة فى هذا المجال .






كيف يتم اختيار ضيوف المهرجان للسينما العمانية ؟


نسعى دائماً للاستفادة من خبرات السينمائيين الذين سيشاركون فى المهرجان فى دورته السابعة لدعم الفن والسينما العمانية وتطويرها، حيث سيحضر عدد كبير من المخرجين والفنانين والمصورين والنقاد المتخصصين وجميعهم يمثلون علامات بارزة فى السينما لكى ننقل خبراتهم إلينا والاستفادة منهم مباشرة بالتعامل أو من خلال المناقشات الجادة التى تعود علينا بالمكاسب.






وما غايتك من هذا المهرجان ؟


المهرجان ليس غاية وإنما وسيلة من وسائل تحقيق الأهداف المستقبلية، وهى الصناعة السينمائية فى السلطنة، حيث سننتج أفلاما سينمائية نحقق بها أهدافنا فى ظل التوازن الفكرى بين الموضوع والمضمون.






نحن لا نسعى إلى منافسة "هوليوود" ولكن نسعى إلى تحقيق ثقافة سينمائية تكون معروفة وتحافظ على نفسها فى بقية أمورها التراثية ولتكون أفلامنا لها صبغة معروفة مثل الفيلم الإيرانى فكلفته بسيطة ومضمونه قوى، هذا هو هدفنا أن نصنع أفلاما تحافظ على تراثنا العريق .






وهنا ممكن أن نقول أن الأفلام التى تنتج ببعض البلاد بالوطن العربى ودول جنوب أمريكا ذات كلفة بسيطة ومضمونها ذات معنى يخدم ثقافة وفكر البلد ونحن نحلم أن ننتج أفلاما مضمونها قويا.






والمنافسة فى صناعة السينما قوية، وهناك دول مثل أوروبا تسعى دائما إلى تحقيق أهدافها بكافة الوسائل وكافة القوى السياسية لتحقيق هذه المكانة التى تسعى إليها.






حدثنا عن ضيوف مهرجان هذا العام والبلاد المشاركة ؟


من المتوقع أن يشارك فى مهرجان مسقط السينمائى هذا العام أكثر من 90 دولة منها مصر وسوريا والإمارات والسعودية والكويت والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان والصين والهند والمغرب وإيران، وسيتم تكريم أكثر من 20 نجما سينمائيا، من كل دول العالم العربى وهوليوود وبوليوود وغيرهم، وسيكون حفل الافتتاح والختام بالقاعة الكبرى بجامعة السلطان قابوس.






وما أهم معالم المهرجان ؟


ستكون المناسبات الأربع البارزة فى المهرجان هى مراسم الافتتاح وأعمال الفنان المحتفى به والبانوراما السينمائية وعرض الأفلام المنافسة للمهرجان ملتقى الفيلم العمانى ومراسم الاختتام، كما ستشهد المناسبة أيضا ليالى توزيع الجوائز بالإضافة للسنمارات وورش العمل حول مختلف جوانب الفن السابع.






أما الأعمال التى تكرم هذا العام فهى أعمال السير ديفيد لين الذى يذكر بملاحم الشاشة الفضية الكبيرة مثل (جسر على نهر كوى) و(لورانس العرب) و(دكتور زيفاجو) و(ممر إلى الهند)، وسيشرف هذه المناسبة كبار مشاهير التمثيل فى العالم من أمثال عمر الشريف وفكتور بانيرجى، الذين مثلوا فى أفلام السير لين، بل أن هؤلاء النجوم سوف يقدمون رؤيتهم لهذا الماضى المجيد ولمحات من ذلك العهد الذهبى للفن السينمائى.






وسوف يعرض قسم البانوراما بالمهرجان (هوليوود – الهند)، والذى سيفتح للجمهور (بالدعوات)، واحدا من أبرز الأفلام الحائزة على الجوائز لأحد النجوم الزائرين.


ويضيف الزدجالى: سوف تحتشد ليلتا الافتتاح والختام بأفضل ما شهدته مسقط من الترفيه والمتعة، فسوف تحفل المسارح بنجوم مثل نانسى عجرم والراقص الشهير تيتو سيف ونجم الغناء الهندى لكى على والعازف العالمى الشهير سيفامانى، وإيشا شارفانى وفرقة رقص داكشا سيث وعازف الفلوت، بانديت شاوراسيا والمغنى العمانى صلاح الردجالى، والراقصة الماليزية رملى إبراهيم، ومجموعة سوترا، بالإضافة للعروض الراقصة من مجموعة ميدو، والمزيد من التشويق بفضل المسابقات المخطط لها، مثل مسابقة (سينمائى المستقبل) ومسابقة (الشاشة الخامسة)، وهناك مفاجأة كبيرة ننتظرها لكبار شخصيات مهمة لحضور المهرجان.






وهل هناك عروض محلية ؟


من أهداف مهرجان مسقط السينمائى الدولى، دعم وتشجيع صانعى السينما المحليين، وكجزء من هذا المجهود، سوف يتم دمج أنشطة (مجموعة ملتقى الفيلم العمانى)، وهى مجموعة من صانعى الأفلام العمانيين، تكونت منذ ست سنوات، ضمن فعاليات المهرجان، وسيكون ذلك جزءا من المهرجان وذلك سوف يساعد فى تجمع صانعى السينما العمانيين، لإبراز المواهب المحلية، مما سيساعد العاملين فى هذا القطاع كثيرا".






كما سيتم عرض الفيلم العمانى الثانى "أصيل" ضمن فعاليات العروض الاولى للأفلام السينمائية التى ستعرض فى مهرجان مسقط السينمائى السابع، بجوار عدة أفلام عربية وأجنبية تم اختيارها كعرض أول ضمن فعاليات المهرجان.






ونتوقع أن يشارك هذا الفيلم فى محافل عربية وأجنبية عديدة وذلك لطبيعة الفيلم وحكايته الشعبية التى تحدث فى وقتنا الحاضر، وهذا الفيلم هو الفيلم الثانى بعد فيلم (البوم) أول فيلم سينمائى عمانى الذى تناولت أحداثه حياة الصيادين والبحر.. أما فيلم (أصيل) فيدور حول البدو وحياتهم الصحراوية القاسية، والفيلمان مختلفان تماماً.






ما دور جمعية السينما العمانية ؟


جمعية السينما جمعية وطنية عمانية تهتم بفئة الشباب بقدر الإمكان وتقدم لهم الدورات التدريبية والتخصصية بأفضل صورة، وما عليهم إلا الاستفادة لتحقيق الأهداف ونحن نعنى ليس هدفا ذاتيا ولكن نحقق هدفنا برفع اسم عمان بالمحافل الدولية فى المسابقات ونفوز بها وأن نبرز مكانة عمان عالميا بالمجال الثقافى وهو المجال الرفيع وأنا أنصح الشباب العمانى والخريجين أن يغتنموا هذه الفرص وأن يستفيدوا ويفيدوا أنفسهم.






المصدر : اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق