رغم مرور فترة ليست بالقصيرة على آخر أعمال الكاتب الكبير لينين الرملى على مسرح الدولة فإن عودته بالعمل الـ«كوميدى - رعب» «فى بيتنا شبح» جاءت لتثبت أن غيابه كان للتحضير لعمل متميز، حيث يتساءل الرملى فى المسرحية عن الأشباح الذين يسكنون فى مصر؟ فى عمل يحمل العديد من الإسقاطات السياسية على الفترة الحالية رغم أن المسرحية كانت ستعرض منذ 6 أعوام، لكن تعرضت لبعض المشاكل الإنتاجية حتى تم عرضها مؤخرا.
«اليوم السابع» التقت الكاتب الكبير لتحاوره حول المسرحية وتأثير المد الدينى على الفن خلال الفترة المقبلة.
◄◄ كيف جاءتك فكرة مسرحية «فى بيتنا شبح»؟
- فكرة المسرحية ولدت فى عام 1993 وأنهيت كتابتها فى عام 2005، وبالفعل كادت المسرحية أن تنفذ فى العام التالى على نفس المسرح «مسرح ميامى»، وبدأنا بروفات لكنها توقفت، وكان من المفترض أن يقوم ببطولتها الفنان مدحت صالح وقام بترشيحه أشرف زكى لكنه بعد هذا الترشيح اعتذر عن المسرحية ليقوم بعمل آخر للراحل أسامة أنور عكاشة، وفى ذلك الوقت كنا نبحث عن بطلة أمام البطل.
◄◄ وهل اختيار مدحت صالح كان لرغبتك فى أن يكون البطل مطربا أم أنها مجرد مصادفة؟
- لا لم أتعمد اختيار مطرب ليقوم ببطولة المسرحية، والدليل على ذلك أن الأغانى المقدمة فى العمل والتى كتبتها بنفسى هى أغان مسرحية، أما فى النسخة القديمة التى كان مدحت سيقوم ببطولتها، فالأغانى كانت مختلفة عما جاء فى تلك النسخة.
◄◄ فى المؤتمر الصحفى الخاص بالمسرحية قلت نصا: «لا أريد أن يسألنى أحد عن الرسالة التى تقصدها المسرحية».. لماذا؟
- العمل المسرحى يشبه بيت الشعر لا يمكن تفسيره، لأن العمل الفنى فى حد ذاته رسالة، فهو ليس كتابا فكريا أو مقالا صحفيا تبدى فيه رأيك، فالمسرح يشع أشياء كثيرة ومختلفة ولا يصح للكاتب أن يقول هذا قصدى وهذا لا أقصده، فالعمل الفنى لا يُشرح، فلا يمكن أن تذهب لرسام وتسأله عن قصده من رسم لوحة، فمن السهل أن يكتب لك مقصده فى مقال، فأعظم قصيدة شعر لا يمكن تفسيرها سوى أن الشاعر يتغزل فى محبوبته، كذلك الوضع فى المسرح، والدليل على ذلك أعمال شكسبير الخالدة حتى الآن رغم تقديمها برؤى ووجهات نظر مختلفة، والعبرة ليست بقصد الكاتب، ولكن بتلقى المشاهد للفكرة، وعلاقتى بالنص تنتهى بعد كتابته.
◄◄ رغم ذلك فإنه تظهر فى العمل رسالة واضحة على لسان إحدى الشخصيات؟
- إذا رأى الجمهور ذلك فله مطلق الحرية، فالمسرحية بها شخصيات عديدة ووجهات نظر مختلفة، فكيف للمشاهد أن يعرف وجهة نظرى من خلال شخصية، فربما يكون خاطئا، فشخصية منصور «ماجد الكدوانى» فى المسرحية يمر بمراحل عديدة وبداخله صراع نفسى ويتوتر ويخاف ويفرح ويتفاءل، وكلها مراحل لم أمر بها.
◄◄ هل تعتقد أن الجمهور المصرى من الممكن أن يتقبل فكرة مسرحية كوميدية تقدم فى إطار رعب؟
- الكوميديا والضحك شيئان مختلفان، وعلى المتخصص فى الفن أن يفرق بينهما، لأن الكوميديا لا تساوى الضحك، فكل الكوميديا فيها ضحك وأسى، ولكن ليس كل ضحك فيه كوميديا، فبعض الممثلين يعتقدون أن الكوميديا سلسلة من «النكت»، وهذا ليس صحيحا، فالكوميديا لها أشكالها المختلفة، ومن بينها الرعب الذى من الممكن أن يحمل كوميديا، وهناك الكثيرون ينظرون للأعمال الكوميدية بازدراء، والضحك قضية عقلية بدليل أن الكثير من الفلاسفة كتبوا عن فلسفة الضحك، والمسألة ليس لها علاقة بفكرة المسرح التجارى لأن هذا المصطلح لا محل له من الإعراب.
◄◄ هل تعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد مثل تلك المصطلحات مثل المسرح التجارى والمسرح الإسلامى والفن الأخلاقى وغيرها؟
- للجميع مطلق الحرية فى تسمية أشكال المسرح التى يقدمونها فمن أراد تسمية مسرحه بالمسرح الإسلامى والمسرح المسيحى فهو حر، فنحن لا نحظر على أى فرد تقديم ما يريد، لكن الفكرة فى وجود العنصر الدرامى فى العمل، ومشكلة من يتكلمون فى الدين أن الدراما قائمة على الصراع الداخلى، ولا أعرف كيف سيقدم الإسلاميون فنهم فى ظل الشكل الدرامى المعروف، كما أن الأيديولوجية تفسد المسرح.
◄◄ وما تعليقك على الحكم الذى صدر ضد الفنان عادل إمام بأثر رجعى بتهمة ازدراء الإسلام؟
- لا أفهم هذا الحكم لأن شخصية عادل إمام فى فيلم الإرهابى ليست شخصية دينية ولكنه شخص إرهابى واتهمه آخر بتقليده للشعراوى، وأنا أتساءل هل الشعراوى من المبشرين بالجنة أم أنه من الصحابة، إنه مدرس لغة عربية، كذلك هناك من قدم ضدى دعوى قضائية، وكذلك الكاتب وحيد حامد، ولا أستطيع تفسير ما وصلنا إليه فى تلك المرحلة فنحن نعيد إفراز الجهل، وظهور جبهة الإبداع طبيعى لمواجهة المد الدينى، ولا أعرف لماذا قمنا بالثورة فى الوقت الذى بدأنا نستشعر فيه الخوف من تلك التيارات، فالإخوان معروف أن لديهم تنظيما سريا وتاريخهم مع الاغتيالات معروف مثل النقراشى وفرج فودة ومحاولة اغتيال عبدالناصر.
المصدر: اليوم السابع
«اليوم السابع» التقت الكاتب الكبير لتحاوره حول المسرحية وتأثير المد الدينى على الفن خلال الفترة المقبلة.
◄◄ كيف جاءتك فكرة مسرحية «فى بيتنا شبح»؟
- فكرة المسرحية ولدت فى عام 1993 وأنهيت كتابتها فى عام 2005، وبالفعل كادت المسرحية أن تنفذ فى العام التالى على نفس المسرح «مسرح ميامى»، وبدأنا بروفات لكنها توقفت، وكان من المفترض أن يقوم ببطولتها الفنان مدحت صالح وقام بترشيحه أشرف زكى لكنه بعد هذا الترشيح اعتذر عن المسرحية ليقوم بعمل آخر للراحل أسامة أنور عكاشة، وفى ذلك الوقت كنا نبحث عن بطلة أمام البطل.
◄◄ وهل اختيار مدحت صالح كان لرغبتك فى أن يكون البطل مطربا أم أنها مجرد مصادفة؟
- لا لم أتعمد اختيار مطرب ليقوم ببطولة المسرحية، والدليل على ذلك أن الأغانى المقدمة فى العمل والتى كتبتها بنفسى هى أغان مسرحية، أما فى النسخة القديمة التى كان مدحت سيقوم ببطولتها، فالأغانى كانت مختلفة عما جاء فى تلك النسخة.
◄◄ فى المؤتمر الصحفى الخاص بالمسرحية قلت نصا: «لا أريد أن يسألنى أحد عن الرسالة التى تقصدها المسرحية».. لماذا؟
- العمل المسرحى يشبه بيت الشعر لا يمكن تفسيره، لأن العمل الفنى فى حد ذاته رسالة، فهو ليس كتابا فكريا أو مقالا صحفيا تبدى فيه رأيك، فالمسرح يشع أشياء كثيرة ومختلفة ولا يصح للكاتب أن يقول هذا قصدى وهذا لا أقصده، فالعمل الفنى لا يُشرح، فلا يمكن أن تذهب لرسام وتسأله عن قصده من رسم لوحة، فمن السهل أن يكتب لك مقصده فى مقال، فأعظم قصيدة شعر لا يمكن تفسيرها سوى أن الشاعر يتغزل فى محبوبته، كذلك الوضع فى المسرح، والدليل على ذلك أعمال شكسبير الخالدة حتى الآن رغم تقديمها برؤى ووجهات نظر مختلفة، والعبرة ليست بقصد الكاتب، ولكن بتلقى المشاهد للفكرة، وعلاقتى بالنص تنتهى بعد كتابته.
◄◄ رغم ذلك فإنه تظهر فى العمل رسالة واضحة على لسان إحدى الشخصيات؟
- إذا رأى الجمهور ذلك فله مطلق الحرية، فالمسرحية بها شخصيات عديدة ووجهات نظر مختلفة، فكيف للمشاهد أن يعرف وجهة نظرى من خلال شخصية، فربما يكون خاطئا، فشخصية منصور «ماجد الكدوانى» فى المسرحية يمر بمراحل عديدة وبداخله صراع نفسى ويتوتر ويخاف ويفرح ويتفاءل، وكلها مراحل لم أمر بها.
◄◄ هل تعتقد أن الجمهور المصرى من الممكن أن يتقبل فكرة مسرحية كوميدية تقدم فى إطار رعب؟
- الكوميديا والضحك شيئان مختلفان، وعلى المتخصص فى الفن أن يفرق بينهما، لأن الكوميديا لا تساوى الضحك، فكل الكوميديا فيها ضحك وأسى، ولكن ليس كل ضحك فيه كوميديا، فبعض الممثلين يعتقدون أن الكوميديا سلسلة من «النكت»، وهذا ليس صحيحا، فالكوميديا لها أشكالها المختلفة، ومن بينها الرعب الذى من الممكن أن يحمل كوميديا، وهناك الكثيرون ينظرون للأعمال الكوميدية بازدراء، والضحك قضية عقلية بدليل أن الكثير من الفلاسفة كتبوا عن فلسفة الضحك، والمسألة ليس لها علاقة بفكرة المسرح التجارى لأن هذا المصطلح لا محل له من الإعراب.
◄◄ هل تعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد مثل تلك المصطلحات مثل المسرح التجارى والمسرح الإسلامى والفن الأخلاقى وغيرها؟
- للجميع مطلق الحرية فى تسمية أشكال المسرح التى يقدمونها فمن أراد تسمية مسرحه بالمسرح الإسلامى والمسرح المسيحى فهو حر، فنحن لا نحظر على أى فرد تقديم ما يريد، لكن الفكرة فى وجود العنصر الدرامى فى العمل، ومشكلة من يتكلمون فى الدين أن الدراما قائمة على الصراع الداخلى، ولا أعرف كيف سيقدم الإسلاميون فنهم فى ظل الشكل الدرامى المعروف، كما أن الأيديولوجية تفسد المسرح.
◄◄ وما تعليقك على الحكم الذى صدر ضد الفنان عادل إمام بأثر رجعى بتهمة ازدراء الإسلام؟
- لا أفهم هذا الحكم لأن شخصية عادل إمام فى فيلم الإرهابى ليست شخصية دينية ولكنه شخص إرهابى واتهمه آخر بتقليده للشعراوى، وأنا أتساءل هل الشعراوى من المبشرين بالجنة أم أنه من الصحابة، إنه مدرس لغة عربية، كذلك هناك من قدم ضدى دعوى قضائية، وكذلك الكاتب وحيد حامد، ولا أستطيع تفسير ما وصلنا إليه فى تلك المرحلة فنحن نعيد إفراز الجهل، وظهور جبهة الإبداع طبيعى لمواجهة المد الدينى، ولا أعرف لماذا قمنا بالثورة فى الوقت الذى بدأنا نستشعر فيه الخوف من تلك التيارات، فالإخوان معروف أن لديهم تنظيما سريا وتاريخهم مع الاغتيالات معروف مثل النقراشى وفرج فودة ومحاولة اغتيال عبدالناصر.
المصدر: اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق