الخميس، 15 مارس 2012

مقدسى: علاقاتنا مع مصر غير قابلة للمساومة وأكبر من أى هزة

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية الدكتور جهاد مقدسى أن العلاقات المصرية-السورية علاقات غير قابلة للمساومة, وقال :إن الدولتين كانتا فى فترة متحدتان وحاربتا معا, والشارع السورى بطبعه يحب كل ماهو مصرى, فالعلاقة بين الشعبين أكبر من أى هزة .






وأضاف: "نحن تجمعنا مع كل مواطن مصرى علاقات اللغة والدين والثقافة المشتركة.. وإذا حدث خلاف مثلما حدث خلال النظام السابق فإن الخلافات كانت على سياسات وليس اختلافا على ارتباطنا ببعضنا كشعبين لكن الاختلاف كان "كيف نصل الى الهدف".






وذكر مقدسى - فى حوار خاص لمراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط بدمشق - "نحن نؤمن تماما بالعلاقات مع مصر وان تعافى مصر وظهور نظام مصرى جديد هو مصلحة استراتيجية لسوريا لان مصر الضعيفة وسوريا الضعيفة تسمح لدول باختطاف العمل العربى المشترك بشكل نظرى.. لأنها دول لاتملك مقومات قيادة العمل العربى لان قيادة العمل العربى لايقوم بدون مصر وسوريا والعراق".






وحول زيارة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان الى دمشق.. قال الدكتور جهاد مقدسى إن سوريا رحبت بزيارة عنان حيث أجرى لقاءين مع الرئيس السوري بشار الأسد.. مشيرا الى أن زيارة عنان طابعها استطلاعى ليستكشف كيفية ايجاد حل للازمة التى تعيشها سوريا.






وقال مقدسى إن أجواء الزيارة كانت ايجابية.. لكن بما أن الأزمة السورية مركبة فالموضوع ليس فقط بيد الحكومة السورية فهناك جانب دولى يجب أن يحشد لانجاح مهمة كوفى عنان.. فالموضوع ليس بيد شخص عنان بل بالتفويض الذى يحمله.






وأضاف:أنه إذا كان المجتمع الدولى متمثلا فى عنان يود مساعدة سوريا على تخطى هذه الأزمة فيجب أن يكون هناك تعاون جماعى فالدول التى تسلح - وأشهرت الآن انها تسلح- والدول التى تحرض اعلاميا والدول التى تكرس عناد المعارضة الخارجية فى رفض الحوار كل هذه الأطراف يجب ان تتجاوب مع مبادرة عنان لانجاحها..إننا منخرطون إيجابيا ومن مصلحة سوريا إنجاح مهمة عنان".






وتعليقا على الأوضاع فى سوريا..قال المتحدث باسم الخارجية إن الحراك فى سوريا له عدة اتجاهات, وهناك حراك سلمى يحمل مطالب مشروعة للشعب السورى.. وهذا من واجب القيادة السورية الاستجابة لها دون أى تردد وهذا مايحدث.






وأشار إلي أن هذا الحراك "السلمى" بدأ يوم 15 مارس من العام الماضى.. وفى يوم 21 مارس أى بعد ستة أيام أطلقت القيادة السورية أول حزمة قوانين واصلاحات وهى حزمة أولية وليست نهاية المطاف لان الاصلاح مسيرة وليس قرار.






وأكد أن اختلاف سوريا عما حدث فى بعض الدول العربية هو عدم وجود نوع من التصلب فهناك انفتاح فى سوريا لكن هذا الانفتاح يتزامن مع أمرين أولا حفظ أمن وسيادة سوريا ولا مساومة على هذا الموضوع.. الثانى إذا كان هناك ما يطلقون عليه "ربيع عربى" فيجب أن تختار سوريا مايناسبها من هذا الربيع وليس ما يناسب الغرب.






وقال مقدسى "اذا كان مايطلق عليه الربيع العربى صحيحا فنحن نود اختيار مايناسب سوريا من ورود وزهور من هذا الربيع"..وإذا رسمنا خريطة لهذا الحراك سنجد ان هناك معارضة وموالاة وكلا الطرفين لديهم مشاغل حول الاصلاح فالموالاة لديها خطة للاصلاح والمعارضة تنتقد هذه الخطة.. هذان الطرفان لا جدل عليهما فوجود المعارضة أمر طبيعى, والعنصر الثالث هو العنصر المسلح "التخريبى".






وأضاف:أن تحت مسمى هذا العنصر "التخريبى" هناك ثلاث فئات الأولى خارجون على القانون يقومون بعمليات خطف وسرقة وهذا لاعلاقة له بالمطالب أو الديمقراطية.. والفئة الثانية هى مجموعات ذات فكر تكفيري القاعدة أو غيرها لكن لها فكر تكفيرى وتسعى الى نشر العنف من دون أجندة لأن اللا استقرار يصب فى مصلحة هذه المنظمات..فهم يعيشون على التكفير والإرهاب وخلق عدم استقرار سياسى فى أي دولة.






أما الفئة الثالثة: "تحت بند المسلحين" هى الأحزاب التى تتينى العنف تحت ستار دينى وهذا العنصر هو الاخطر لانك حين تنظر اليه من جانب تجده حزب سياسى.. ومن جانب آخر له أذرع عسكرية ليحقيق أهدافه السياسة.. هذه هى خريطة الحراك السياسى فى سوريا "وفقا لما قاله المتحدث السورى".






واستطرد: أن السمة العامة هى غضب السوريين لكن هذا لا يعنى أن كل غاضب هو ضد النظام قد يكون بالموالاة وغاضب.. هناك عملية مزج غير بريئة لاستغلال كل هذه الأعداد وتصوريها على أنها معارضة ضد النظام.. لهذا فالأزمة مركبة فى سوريا تحتاج لانسان يعرف خصوصية سوريا وعندما يقرأ الواقع السورى يفهم هذا الواقع, وليس عن طريق تقيمات استخباراتية لدول ودوائر غربية تعتمد على ماتغذيه به المعارضة و"شريط يوتيوب".






وأوضح المتحدث باسم الخارجية السورية أن تصرف الدولة تجاه الأزمة فى سوريا هو تصرف يحمل استجابة تامة للاصلاحات وقد نتفق او نختلف مع الدولة حول السرعة والبطء والكيفية , هذا أمر يترك للجدال السياسى, وأمر تحركه صناديق الانتخاب.. أى أن هناك التزام تام من قبل الدولة بالنقاط التى لها علاقة بمسيرة الاصلاح وأصبح مثلا لدينا قانون للتظاهر السلمى ودستور جديد وبرلمان جديد.






وتابع:لا أقول أننا وصلنا بهذه الأمور إلى الديمقراطية فحتى دول عالم المتقدمة تعدل من قوانينها لكن أقول إن الدول بهذه الخطوات تضع أسسا للديمقراطية والتعددية.






وأكد مقدسى أن مهمة الدولة هى الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب لان الحكومة ليست موجودة للتكريم ولكنها الجناح التنفيذى لما يريده الشعب, وهذا كله يخضع لآليات, نحن لانقول أن الدولة فى أحسن حال ولكن نقول أن هناك انفتاح على أية مقترحات بناءة.






واستدرك المتحدث السورى قائلا.. لكن من الجانب الآخر هناك موضوعات ليست سياسية , مثل المعالجة الأمنية, فكل من يتبنى العنف وسيلة لأهداف سياسية ستقف الدولة فى وجهه.






وأكد أن من يود التغيير عليه أن يسلك الطرق الدستورية , بالانتخابات والمشاركة السياسية.. مشيرا الى أن سوريا وافقت على المقترح الصينى والمقترح الروسى لحل الأزمة.. وقبلها أقامت حوارا دون قيد أو شرط لكل أطياف المعارضة السورية.








المصدر : اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق