السبت، 22 أكتوبر 2011

أنيس منصور وداعا‏..‏ أيها العبقري




رحل عن عالمنا صباح أمس الكاتب الكبير أنيس منصور داخل مستشفي الصفا بإحدي غرف العناية المركزة‏,‏ عن عمر يناهز‏87‏ عاما‏,‏
بعد صراع لم يدم طويلا مع المرض‏,‏ وستشيع الجنازة اليوم من مسجد عمر مكرم‏,‏ ويقام العزاء بعد غد الاثنين بنفس المسجد‏.‏أنيس منصور كاتب صحفي وفيلسوف وأديب‏,‏ كان نابغا منذ صغره إذ حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية‏,‏ وكانت له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكي عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي‏,‏ وفي دراسته الثانوية كان الأول علي كل طلبة مصر حينها‏,‏ وهذا تتويج لتفوقه في السنين السابقة‏,‏ التي اشتهر فيها بالنباهة والتفوق حتي انه إذا جاءت حصص اللياقة البدنية كان المدرسون يقولون له ـ كما ذكر هو في كتابه عاشوا في حياتي ـ‏:‏ بلاش كلام فارغ انتبه لدروسك ومذكرتك‏,‏ الأولاد دول بايظين لأنهم كانوا يرون فيه مستقبلا باهرا وشخصية فريدة‏.‏التحق أنيس بعد ذلك بكلية الآداب جامعة القاهرة برغبته الشخصية واختار قسم الفلسفة الذي تفوق فيه‏,‏ وحصل علي ليسانس آداب عام‏1947,‏ وعمل أستاذا في القسم ذاته‏,‏ ثم في جامعة عين شمس لفترة ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم والإبداع الأدبي في شتي صوره‏.‏أجاد أنيس منصور عدة لغات غير العربية هي الإنجليزية والألمانية والإيطالية‏,‏ لذلك اطلع علي كتب عديدة في هذه اللغات وتلك الآداب وترجم بعضا من الكتب والمسرحيات‏,‏ إذ ترجم أكثر من‏9‏ مسرحيات بلغات مختلفة و‏5‏ روايات مترجمة‏.‏ وتقريبا‏12‏ كتاب لفلاسفة أوروبيين‏,‏ كما ألف أكثر من‏13‏ مسرحية باللغة العربية‏,‏ كما سافر أنيس بلاد كثيرة‏,‏ فكتب علي خلفية ذلك كتب تنتمي لأدب الرحلات‏,‏ وألف كتبا عدة منها حول العالم في‏200‏ يوم‏,‏ بلاد الله لخلق الله ـ غريب في بلاد غريبة‏,‏ اليمن ذلك المجهول‏,‏ أنت في اليابان وبلاد أخري‏,‏ أطيب تحياتي من موسكو‏,‏ أعجب الرحلات في التاريخ‏.‏كانت كتابات أنيس منصور عما وراء الطبيعة هي الكتابات المفضلة لدي القراء والمثقفين‏,‏ ومن أشهر كتبه في هذا المجال الذين هبطوا من السماء‏,‏ الذين عادوا إلي السماء‏,‏ لعنة الفراعنة‏,‏ وقد قاربت مؤلفاته نحو‏200‏ كتاب تشكل مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة‏.‏وكان أنيس إنسانا منضبطا له عادات خاصة‏,‏ فهو يقوم ليكتب في الرابعة صباحا ولا يكتب نهارا‏,‏ ومن عاداته أيضا أن يظل حافي القدمين ومرتديا البيجاما وهو يكتب‏,‏ كما يعرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جدا ويعاني من الأرق المزمن ويخشي الاصابة بالبرد دائما‏.‏ورأس أنيس تحرير عدد من المجلات منها‏:‏ الجيل‏,‏ هي‏,‏ آخر ساعة‏,‏ أكتوبر‏,‏ العروة الوثقي‏,‏ مايو‏,‏ كاريكاتير‏,‏ الكاتب‏,‏ كما أسس مجلة أكتوبر عام‏.76‏بعدها ظل يكتب في جريدة الأهرام المقال اليومي الأكثر قراءة‏:‏ مواقف لأكثكر من‏40‏ ععاما‏,‏ كما كانت له مقالات في جريدة الشرق الأوسط‏,‏ وأسس مجلة أكتوبر في‏31‏ أكتوبر‏1976‏ م وهي مجلة عربية سياسية اجتماعية شاملة‏.‏ومن أهم مؤلفات أنيس منصور دعوة للابتسام‏,‏ الكبار يضحكون أيضا‏,‏ في صالون العقاد كانت لنا أيام‏,‏ من أول السطر‏,‏ انها كورة الندم‏,‏ نحن أولاد الغجر‏,‏ الوجودية‏,‏ يسقط الحائط الرابع‏,‏ كل شيء نسبي‏,‏ هناك فرق‏,‏ اللهم اني سائح‏,‏ شبابنا الحيران‏,‏ ولكني أتأمل مقالات‏,‏ مصباح لكل إنسان‏,‏ لعل الموت ينسانا‏,‏ ثم ضاع الطريق‏,‏ أوراق علي الشجر‏,‏ وجع في قلب إسرائيل‏,‏ وداعا أيها الملل‏,‏ عزيزي فلان‏,‏ وغيرها من الكتب‏.‏حصل الكاتب الراحل علي عدد من الجوائز‏,‏ تمثلت في الدكتوراة الفخرية من جامعة المنصورة‏,‏ وجائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية‏,‏ وجائزة كاتب الأدب العالمي الأول من أكاديمية البحث العلمي‏,‏ وحصل علي لقب كاتب المقال اليومي الأول في أربعين عاما ماضية‏,‏ وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام‏1963,‏ جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلي للثقافة عام‏1981,‏ جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث عام‏1981‏ وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلي للثقافة عام‏2001,‏ وله الآن تمثال في مدينة المنصورة‏.‏




المصدر : الاهرام المسائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق