رحل عن عالمنا صباح أمس الكاتب الكبير أنيس منصور داخل مستشفي الصفا بإحدي غرف العناية المركزة, عن عمر يناهز87 عاما,
بعد صراع لم يدم طويلا مع المرض, وستشيع الجنازة اليوم من مسجد عمر مكرم, ويقام العزاء بعد غد الاثنين بنفس المسجد.أنيس منصور كاتب صحفي وفيلسوف وأديب, كان نابغا منذ صغره إذ حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية, وكانت له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكي عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي, وفي دراسته الثانوية كان الأول علي كل طلبة مصر حينها, وهذا تتويج لتفوقه في السنين السابقة, التي اشتهر فيها بالنباهة والتفوق حتي انه إذا جاءت حصص اللياقة البدنية كان المدرسون يقولون له ـ كما ذكر هو في كتابه عاشوا في حياتي ـ: بلاش كلام فارغ انتبه لدروسك ومذكرتك, الأولاد دول بايظين لأنهم كانوا يرون فيه مستقبلا باهرا وشخصية فريدة.التحق أنيس بعد ذلك بكلية الآداب جامعة القاهرة برغبته الشخصية واختار قسم الفلسفة الذي تفوق فيه, وحصل علي ليسانس آداب عام1947, وعمل أستاذا في القسم ذاته, ثم في جامعة عين شمس لفترة ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم والإبداع الأدبي في شتي صوره.أجاد أنيس منصور عدة لغات غير العربية هي الإنجليزية والألمانية والإيطالية, لذلك اطلع علي كتب عديدة في هذه اللغات وتلك الآداب وترجم بعضا من الكتب والمسرحيات, إذ ترجم أكثر من9 مسرحيات بلغات مختلفة و5 روايات مترجمة. وتقريبا12 كتاب لفلاسفة أوروبيين, كما ألف أكثر من13 مسرحية باللغة العربية, كما سافر أنيس بلاد كثيرة, فكتب علي خلفية ذلك كتب تنتمي لأدب الرحلات, وألف كتبا عدة منها حول العالم في200 يوم, بلاد الله لخلق الله ـ غريب في بلاد غريبة, اليمن ذلك المجهول, أنت في اليابان وبلاد أخري, أطيب تحياتي من موسكو, أعجب الرحلات في التاريخ.كانت كتابات أنيس منصور عما وراء الطبيعة هي الكتابات المفضلة لدي القراء والمثقفين, ومن أشهر كتبه في هذا المجال الذين هبطوا من السماء, الذين عادوا إلي السماء, لعنة الفراعنة, وقد قاربت مؤلفاته نحو200 كتاب تشكل مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة.وكان أنيس إنسانا منضبطا له عادات خاصة, فهو يقوم ليكتب في الرابعة صباحا ولا يكتب نهارا, ومن عاداته أيضا أن يظل حافي القدمين ومرتديا البيجاما وهو يكتب, كما يعرف عنه أنه لا ينام إلا ساعات قليلة جدا ويعاني من الأرق المزمن ويخشي الاصابة بالبرد دائما.ورأس أنيس تحرير عدد من المجلات منها: الجيل, هي, آخر ساعة, أكتوبر, العروة الوثقي, مايو, كاريكاتير, الكاتب, كما أسس مجلة أكتوبر عام.76بعدها ظل يكتب في جريدة الأهرام المقال اليومي الأكثر قراءة: مواقف لأكثكر من40 ععاما, كما كانت له مقالات في جريدة الشرق الأوسط, وأسس مجلة أكتوبر في31 أكتوبر1976 م وهي مجلة عربية سياسية اجتماعية شاملة.ومن أهم مؤلفات أنيس منصور دعوة للابتسام, الكبار يضحكون أيضا, في صالون العقاد كانت لنا أيام, من أول السطر, انها كورة الندم, نحن أولاد الغجر, الوجودية, يسقط الحائط الرابع, كل شيء نسبي, هناك فرق, اللهم اني سائح, شبابنا الحيران, ولكني أتأمل مقالات, مصباح لكل إنسان, لعل الموت ينسانا, ثم ضاع الطريق, أوراق علي الشجر, وجع في قلب إسرائيل, وداعا أيها الملل, عزيزي فلان, وغيرها من الكتب.حصل الكاتب الراحل علي عدد من الجوائز, تمثلت في الدكتوراة الفخرية من جامعة المنصورة, وجائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري أربع سنوات متتالية, وجائزة كاتب الأدب العالمي الأول من أكاديمية البحث العلمي, وحصل علي لقب كاتب المقال اليومي الأول في أربعين عاما ماضية, وجائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلي لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام1963, جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلي للثقافة عام1981, جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث عام1981 وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلي للثقافة عام2001, وله الآن تمثال في مدينة المنصورة.
المصدر : الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق