السبت، 22 أكتوبر 2011

حلم شـــراء لحـوم العيد



أيام ويهل عيد الأضحي والحكومة لم تستعد بعد‏!‏
أيام قليلة ويهل عيد الأضحي المبارك‏,‏ والمشكلة أن الحكومة تفاجأ بالعيد‏,‏ وكأنه جاء علي غير موعد مع أن موعده معروف منذ العام الماضي‏,‏ وكان يجب وضع حلول موضوعية لإنقاذ الثروة الحيوانية وتنميتها.
ليس من أجل عيد الأضحي فقط ولكن من أجل كل أيام العيد الغريب أن أسعار الأعلاف العالمية انخفضت غير أن أسعارها في السوق لا تزال مرتفعة, كما أن أسعار اللحوم عالميا أقل كثيرا من أسعار اللحوم لمصرية, قضية الأسبوع ناقشت أزمات اللحوم والأعلاف والاستيراد وكيفية حل تلك المشكلات في التحقيقات التالية.
البقري المصري " الأغلي " و أسعار البلدية متفاوتة
تحقيق:منال الغمرىتفاوت واضح ورهيب في أسعار اللحوم البلدية شاهدناها في الآونة الأخيرة في مناطق متفرقة بأحياء العاصمة, حيث يتراوح كيلو اللحم البلدي الكندوز ما بين57 و70 جنيها بينما يصل سعره بالمجمعات الاستهلاكية40 جنيها وفي الشوادر وبعض المناطق الشعبية36 جنيها ومن ثم نتساءل عن سبب هذا التفاوت والفرق بين كل هذه اللحوم.يقول فتوح فتحي أحد الجزارين ومربي المواشي: في ظل هذا الغلاء الفاحش أصبح علف المواشي مرتفع الثمن ويتضاعف يوميا, وبالتالي لا أمل في انخفاض سعر اللحم فقد كان سعر شيكارة الردة40جنيها أصبح الآن87 جنيها وشيكارة الذرة كانت80 و90 جنيها أصبحت1255 جنيها حتي حمل التبن كان140 جنيها أصبح الآن250 جنيها وبالتالي سعر العجل تضاعف فالجاموس الذي كنا نشتريه بـ8 آلاف جنيه أصبح الآن15 و16 ألف جنيه فمن أين يحدث انخفاض الأسعار؟ ويؤكد أن اللحم الذي يباع الكيلو منه63 جنيها ليس لحما بلديا لأن حتي اللحم الجارح أي الماشية التي تكررت مرات ولادتها تصبح جارحة قد يصل كيلو اللحم فيها إلي84 جنيها لأنها عجوزة ولحم صعب التسوية يشبه الجملي في التسوية, أما العجول السليمة الصغيرة التي تربت علي أكل صحيح وصحي لا يقل كيلو اللحم فيها عن57 جنيها لأننا لو حسبنا أن عجل الجاموس الحي قائم يزن550 كيلو حي يباع بـ12ألف جنيه يصفي بعد ذبحه لحما صافيا يقدر بـ220 كيلو تقريبا وهنا يكون تكلفة الكيلو صافي45 جنيها هذا بخلاف مصاريف الجزار والعمالة فكيف يباع الكيلو بـ40جنيها؟! هل يمكن للجزار أن يخسر ماله وجهده؟!في حين يشير عطية الشيخ أحد مربي المواشي البلدية إلي أن فرق الأسعار في اللحم يعود الي نوعية اللحم فاللحم البلدي المصري الكندوز الوسط لا يقل عن75 جنيها للكيلو, أما اللحم الجارح أي العجوز الكبير فقد يصل الي84 جنيها للكيلو البلدي ولكن هناك عجولا صغيرة بالفعل ولكنها ليست بلدية وإنما مستوردة وهو لا يعني أن اللحم مستورد أو مجمد, وإنما هي عجول حية مستوردة من السودان ومن الصومال وتأتي إلينا ويتم ذبحها وختمها وبيعها ليصل سعر الكيلو اللحم فيها إلي63 جنيها بما فيه مكسب الجزار وهذه العجول مسعرة من الحكومة قد تتفاوت أسعارها من63 إلي40 جنيها حسب المكان التي تباع فيه ولكن يجب ان تكون هناك رقابة علي هذه الشوادر وأن يكون البائع الجزار أمينا وصادقا مع الناس ويضع عليها انها لحم سوداني أو صومالي حتي لا يغش المشتري وعلي المواطنين معرفة الفرق بين اللحم السوداني أو الصومالي واللحم البلدي المصري.ويضيف عطية الشيخ إذا كان هناك فرق بين اللحم البلدي الكندوز المصري فما بالك باللحم المستورد كما أنه يوجد اختلاف وفرق بين اللحم البقري والجاموسي ولحم الذكور ولحم الإناث والعجول القبلي الصعيدي والعجول البحري والفرق يتضح في شكل اللحم ومدة التسوية والمذاق نفسه فاللحم البقري أغلي لأنه خفيف الوزن وأحمر اللون وفاتح ورقيق ودهنه أصفر وغير ممزوج باللحم أما الجاموسي فهو ثقيل الوزن دهنه أبيض وممزوج باللحم ويسمي لحم ملبس وكلاهما يباع لدي الجزار بسعر واحد, كما أن المواشي المرعاة في الصعيد قصيرة وسمراء وأرخص في السعر من مواشي الوجه البحري التي تتصف بأنها خشنة وكبيرة وطويلة وبيضاء وأغلي من الصعيدي وتفاوت الأسعار تأتي من كل هذه الاختلافات إلي جانب أن الجزار الذي يعمل في المعادي والمهندسين والزمالك ومدينة نصر ومصر الجديدة أكيد يبيع بسعر أعلي بكثير من الجزار الذي لديه محل في شبرا والبساتين ودار السلام والمناطق الريفية ولكن التفاوت هنا ليس بكثير بمعني قد يصل الفرق إلي01 جنيهات فقط وعلي كل حال أقل جزار يتحصل علي250 جنيها مكسبا في العجل الواحد بعد المصاريف.وفي منطقة حدائق المعادي وجدنا الحاج محمود سلطان أحد الجزارين الذي يبيع كيلو اللحم بمبلغ73 جنيها ومدونا عليه التسعيرة والكندوز والبتلو بنفس السعر يقول الحمد لله اللحمة صغيرة ولا تستغرق في تسويتها سوي نصف ساعة ومن يأكل منها يدعو لي وبسؤاله عن نوعية العجول أكد أنها عجول حية من السودان ويتم الكشف عليها قبل دخولها مصر من قبل الأطباء البيطريين ويتم ذبحها بمعرفة المسئولين بمذبح العين السخنة ويتم ختمها مثلها مثل اللحم البلدي المصري وأكبر شاهد علي ذلك زبائني الذين يشترون اللحم مني ويأتون للشراء يوميا ويري الحاج محمود أن اللحم كله واحد المهم أنها مواشي حية تم تربيتها في السودان ليست مريضة ولا بها أي شائبة تشوبها, بالاضافة الي انها رخيصة وفي مقدرة الجميع فالفقير الآن يأكل اللحم والغني والمتوسط ومكسبي في الكيلو يتراوح ما بين جنيه وجنيه ونصف حلال100% وبدعوة الناس إلي جانب أن معظم العجول السوداني صغيرة ومتوسطة وليست عجوزة لذلك لحمها لذيذ وصغير في التسوية.وبسؤال أحد الأطباء المسئولين بالهيئة العامة للخدمات البيطرية عن كيفية التعرف علي اللحوم البلدية المصرية المنتجة محليا من اللحوم الأخري المستوردة يقول إن اللحوم البلدية المذبوحة بمصر تختم بالخاتم الأحمر عليها اسم المجزر, ويكون الخاتم مستطيلا بالنسبة للعجول صغيرة السن وخاتم مثلث للعجول كبيرة السن, أما العجول المستوردة من السودان والتي تذبح في مذبح الندي بأبو سمبل وعليها اسم المجزر والخاتم ذات اللون البنفسجي الذي يميل للزرقة وذات شكل سداسي له6 أضلاع, أما العجول الصومالي فتذبح في المذبح بسفاجة بالبحر الأحمر وجميعها طازجة ويتم الكشف عليها قبل الذبح وهناك لحوم مستوردة طازجة قادمة من السودان تأتي مقسمة إلي أربع الربع عليه ختم واحد أو اثنين فقط, أما المذاق قطعا فيختلف ولكن لا فرق في اللون بين اللحوم فجميعها لونها وردي أما البتلو فهي لحوم فاتحة أكبر من اللحوم الكندوز, كما أن سعر كل لحم يختلف عن الآخر.
تخفيض سعرها بنسبة20% ممكن بشروطالمستوردة.. هل تصلح بديلا؟تحقيق:علي شيخونمع اقتراب عيد الأضحي يشتد الحوار حول اللحوم المستوردة ومدي صلاحيتها وأسعارها وحجم العرض منها, وهل ذبحت طبقا للشريعة الإسلامية..الخبراء أكدوا أهمية توسيع جهات منابع الاستيراد لزيادة العرض لخفض الأسعار, وإن مرض الساركوسست عبارة عن فرقعة إعلامية فهو عبارة عن فقاعة غير ضارة موجودة في اللحوم الجاموسي وتتلاشي بالتجميد أو بالغليان, وإن ارتفاع الأسعار بنسبة05% عن العام الماضي يرجع إلي ارتفاع الأسعار العالمية وإن خفض الأسعار بنسبة02% ممكن وبشروط.في البداية يري الدكتور حسين منصور رئيس وحدة إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء عن ترهل الأداء الرقابي وتوقف مسايرته للتطورات العالمية منذ منتصف الستينات واهتمت هذه الجهات فقط بتوفير الغذاء وبالأسعار المنخفضة, موضحا أنه عقب تشكيل الهيئة وخروج قانون الغذاء الموحد إلي النور سوف يتم تلاشي جميع هذه العيوب وسوف يعامل المستورد المصري بنفس تعامل المستورد الأوروبي في بلاده وبنفس الإجراءات والشروط.وحول مدي مطابقة ذبح اللحوم المستوردة للشريعة الإسلامية أشار الدكتور حسين منصور إلي أنه كلف كليات الطب البيطري بإعداد دراسة حول المجازر المحلية وكيفية مطابقتها للذبح طبقا للشريعة الإسلامية خلصت الدراسة إلي أن ما يتم في هذه المجازر من تعذيب للحيوان وتلوث وأن التسمية فقط غير كافية لصبغ الشرعية, في حين تقوم المجازر في الخارج بالالتزام بالذبح طبقا للشريعة الإسلامية وبإشراف هيئة الخدمات البيطرية وأيضا المراكز الإسلامية في هذه الدول مطالبا بضرورة الإسراع في إنشاء هيئة سلامة الغذاء واعتماد قانون الغذاء الموحد.> انخفاض أسعار اللحوم المستوردة يعطي إحساسا لدي المستهلكين أنها لحوم درجة ثانية!يقول سمير سويلم رئيس اتحاد مستوردي اللحوم إن هذا الإحساس خاطيء تماما فلا توجد لحوم درجة ثانية علي الإطلاق بل إن السلع الغذائية مثل الخضراوات المجمدة أعلي في السعر عن الخضراوات الطازجة. والسبب وراء انخفاض سعر اللحوم المستوردة إنها تحصل علي دعم من الدول المصدرة لها لتشجيع الصادرات لديهم ونظام الدعم متبع في مصر, فالمصدرون يحصلون علي مبالغ مالية محددة دعم عن كل طن يتم تصديره.> ولكن يقال إن مستوردي اللحوم مثلهم مثل باقي المستوردين يدخلون لحوما دون المستوي من أوروبا!هذا غير صحيح علي الإطلاق فاللحوم التي يتم استيرادها من أوروبا هي نفس التي يشتريها ويأكلها الأوروبيون أنفسهم, والدليل علي ذلك أن الفنادق والقري السياحية في مصر تفضل المستورد عن المحلي في اللحوم لثقتهم في هذه اللحوم من حيث الجودة.والذبائح في أوروبا تتكون من61 قطعية مختلفة مثل: الموزة والفيليه والاستيك والريش والملبس... إلخ وكل قطعية من نفس الذبيحة بسعر يختلف عن الأخري تبدأ بالملبس الأرخص سعرا وتتدرج لتصل إلي الفيلتو الأعلي سعرا في الذبيحة بمعني أنه لا توجد لحوم درجة أولي وأخري درجة ثانية ولكن توجد أجزاء رخيصة وأخري مرتفعة السعر في نفس الذبيحة.مثل ذلك إذا كان هناك مجزر في أوروبا يصدر لحوما فإنه يقطع الذبائح نفسها وكل جزء يذهب إلي البلد في كراتين وعبوات للتصدير, فالأجزاء الأمامية والتي تستخدم في الفرم والسلعة يقبل عليها المصريون توضع في كراتين وتعد للتصدير إلي مصر والأجزاء الخلفية التي يستخرج منها الفليتو والاستيك توضع في كراتين وتجمع لترسل إلي الدول الأوروبية وأعلي الكتف الذي يستخدم في الفرم من نفس الذبيحة يذهب إلي روسيا.ثانيا فإن الاستيراد يكون طبقا للمواصفات القياسية رقم1522 لسنة1966المنظمة لفحص اللحوم المستوردة وهناك ثلاث جهات رقابية تجري فحوصها بداية بمعامل وزارة الصحة وأيضا معهد صحة الحيوان التابع لوزارة الزراعة وهيئة الرقابة علي الصادرات والواردات التابعة لوزارة التجارة وهذه الجهات الثلاثة تقوم بسحب عينات عشوائية عند وصول اللحوم إلي الموانئ المصرية وبعد فحص هذه العينات والتأكد من سلامتها يتم الإفراج عن الشحنة, وأي شحنة مخالفة يتم رفضها وعلي مستوردها أن يعيدها فورا قبل دخولها البلاد مرة أخري, إما إلي بلد المنشأ أو تصديرها إلي أي بلد آخر.> كيف لشحنة لحوم رفضت في مصر يتم تصديرها إلي دولة أخري؟يقول رئيس اتحاد المصدرين أن هذا الرفض يعني مخالفة الشحنة للمواصفة القياسية المصرية وهذه المواصفة تختلف من بلد إلي آخر.> نسبة الرفض في مصر مقارنة بباقي دول العالم مرتفعة جدا وهذا يرجع في الأساس إلي تعدد جهات الرقابة وتركيز هذه الجهات علي تصيد الأخطاء والمخالفات عكس ما يحدث في أوروبا خاصة أن الأجزاء التي يتم استيرادها من نفس الذبيحة التي صدر أجزاء أخري منها الي اوروبا ولم يتم رفضها. والفحص في أوروبا يتميز بالشفافية في عدة أمور مثل التعامل مع مستندات الشحنة الواردة واللحوم الواردة عليها والمصداقية في المستوردين الذين لديهم سجل خال من تعمد استيراد سلع معيبة.> ولكن تشدد أجهزة الرقابة لدينا يرجع الي ان عددا كبيرا من المستوردين يتعمد استيراد سلع فاسدة؟لا يوجد ما يسمي استيراد لحوم فاسدة أو متعفنة فلا يوجد بلد يسمح بتصدير لحوم متعفنة والتعفن يكون بسبب مشاكل الشحن والتخزين ولا يوجد مستورد عاقل يمكن أن يخاطر بسمعته وماله في استيراد لحوم فاسدة.> نسمع كثيرا عن ان مستوردا استورد شحنة لحوم عبارة عن أكل للقطط والكلاب ثم يبيعها للمواطنين فما صحة هذا القول؟هذا كلام نظري خاصة ان لحوم القطط والكلاب اغلي بكثير من لحوم البشر.> هناك دول تملك سمعة سيئة في تصدير اللحوم ونسمع أن المستوردين يركزون عليها لماذا؟الدول التي يشك في أمرها بالنسبة لإنتاج اللحوم تقوم هيئة الخدمات البيطرية بإرسال لجان متخصصة إلي هذه الدول لفحص الحيوانات هناك قبل الذبح والإشراف علي عمليات الانتاج والتجميد بهذه المجازر وكيفية الشحن في الحاويات وارسالها الي مصر وتفتح ايضا في الموانئ المصرية بمعرفة الجهات الرقابية المصرية.> أثارت اللحوم الهندية الكثير من الجدل حول جودتها فما هي حقيقة الأمر؟يقول سمير سويلم ان الاستيراد من الهند يخضع لنفس الشروط التي تضعها هيئة الخدمات البيطرية, وقد قامت الهيئة في شهر نوفمبر الماضي بمعاينة مجازر الهند وبعد المعاينة أجازت اللجنة الاستيراد من خمسة عشر مجزر ورفضت الاستيراد من أربعة آخري, وهذا دليل علي حرص الهيئة علي استيراد لحوم جيدة وآمنة وصالحة للاستخدام.> ولكن ماذا عن مرض الساركوسست؟المشكلة التي لاصقت اللحوم الواردة من الهند وتم تداولها بشكل خاطيء في وسائل الإعلام ان هذه اللحوم بها دودة وهذا غير صحيح علي الاطلاق لان الساركوسست عبارة عن طفيل فقاقيع غير ضارة بصحة الانسان وموجودة في اللحوم الجاموسي بجميع دول العالم وحتي باللحوم المصرية البلدي وقد أصدرت لجنة سلامة الغذاء التابعة لوزارة الصحة بيانا الي جميع الجهات الرقابية بأن هذا الطفيل غير ضار بصحة الانسان ويتم القضاء عليه عند التجميد في درجة أقل من أربع درجات مئوية او بالغليان عند درجة ستين درجة مئوية وكلتا الحالتين يتم التعامل مع اللحوم الهندية سواء بالتجميد اثناء الاستيراد أو الغليان أثناء الطهي.> رغم انخفاض أسعار اللحوم المستوردة إلا أن هناك قطاعا من المجتمع مازال لا يستطيع شراء اللحوم كيف نخفض أسعار اللحوم؟اللحوم المستوردة رغم جودتها التي لا تقل عن اللحوم المحلية إلا أنها تباع بنصف سعر المستورد ولكن هناك أمور أخري لو تم تطبيقها يمكن أن تخفض السعر بنسبة20% وهي ثبات القوانين المنظمة للاستيراد والتعامل مع الاستيراد بروح القانون وليس بلفظه وتوحيد جهات الرقابة لتسهيل عمل المستورد, وتمكينه من إجراء عقود طويلة الأجل بأسعار متدنية وتخفيف الأعباء عنه فالتخوف من رفض البضائع يجعل التجار يعزفون عن استيراد اللحوم.. وقد أصبح إجمالي ما يتم استيراده سنويا أقل من ربع مليون طن بما يوازي ثلث حجم الاستهلاك السنوي وبتخفيف الأعباء يمكن مضاعفة الكمية المستوردة وتوفيرها بأسعار أقل من السعر الحالي.أزمات اللحوم لا تنتهيالمعوقات تواجه الاستيراد من إثيوبيا والسودانتحقيق:أيمن السيسيمازالت هناك أزمة في اللحوم في مصر ومشكلات تتفاقم يوما بعد يوم, وبرغم كثرة النداءات والصراخ سواء فيما يتعلق بالإنتاج أو الاستيراد, إلا أن العجز في حل هذه المشكلات المتكررة بدا واضحا, ويبدو أن هناك من لا يرغبون في إيجاد حلول حقيقية سواء علي مستوي المسئولين أو غيرهم.بداية يبلغ العجز في اللحوم البلدية والمستوردة في مصر حوالي055 ألف طن, وتتزايد الفجوة بين إنتاج اللحوم الحمراء والاستهلاك تتسع وتتزايد سنويا ويظل ارتفاع الأسعار في مصر غير مبرر, إلا أن مافيا اللحوم وجشع المستوردين من المتحكمين في الأسعار لا تكتفي بنسبة معقولة من الأرباح.. وإذا كانت هناك مشكلات رئيسية في البنية التحتية لصناعة وإنتاج اللحوم في مصر كارتفاع أسعار الأعلاف والأمراض التي تصيب المواشي وعدم تحديث المجازر والثلاجات وعدم توافر منافذ للبيع المباشر للجمهور مع ذلك فهناك بعض المستثمرين حاولوا العمل في هذا المجال للربح ـ بالطبع أولا ـ ولتوفير اللحوم الجيدة للمواطن بأسعار تتناسب ومتوسط الدخل في مصر, إلا أن المعوقات الكثيرة التي تواجههم تزيد من تعقيد الأمور, واستمرار مافيا اللحوم في التحكم بالأسعار. المهندس عبد الآخر عبد الفتاح عبد الآخر, والذي يعمل في استيراد اللحوم من إثيوبيا يؤكد تعرضه للعرقلة في الاستيراد من إثيوبيا رغم توفيرها من خلال منافذ بيع مباشرة للمستهلك بأسعار مناسبة بالتعاون مع الجمعيات التعاونية الاستهلاكية في25 محافظة.ويضيف: قمنا باستيراد عدة شحنات لحوم(800 عجل بقري مبردة بالعظم) وكان في خطتنا زيادة المستورد منها من خلال حمولات9 طائرات بطاقة360 طنا ليصل إجمالي الاستيراد المتوقع ما يعادل شحنة مركب, فضلا عن قدرتنا علي وجود4000 رأس ماشية جاهزة للتصدير الفوري, كما قمنا بإنشاء40 منفذ بيع في عدد من المحافظات ويتم جلب الشحنات من خلال شركة الطيران الإثيوبية ورغم تقدمه إلي شركة مصر للطيران للنقل علي طائراتها مع تخفيض الأسعار. فإذا كانت الأزمة في مصر عامة فلا أقل من أن تتعاون الجهات المختلفة للعمل علي تخفيض الأسعار مثل مصر للطيران للشحن الجوي التي تزيد أسعار الشحن علي متن طائراتها بواقع دولار علي كل كيلو بالعظم ولكن لم تفلح محاولات المستثمرين مع الشركة في التخفيض. وهو ما دفع إلي التعاقد مع الطيران الإثيوبي.علي فتحي أحد تجار اللحوم الذي سافر إلي إثيوبيا والسودان وتعاقد علي استيراد أجود أنواعها من البلدين فكر أيضا في استيرادها حية علي متن مراكب بحرية ولكن التعقيدات التي صادفته سواء من الرفض أو عدم التسهيل في إنهاء الإجراءات.ويقول الدكتور حمدي عبد السميع الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة بنها إن الثروة الحيوانية في مصر يتم تدميرها عن عمد في السنوات الأخيرة نتيجة نقص الأعلاف مع ارتفاع أسعارها وزيادة تكلفة تسمين العجول علي المزارعين والمربين, إضافة إلي تزايد الاستهلاك الذي وصل الي مليون طن وانتاجنا50% منه ونلجأ الي استيراد الباقي.ويحاول البعض سد هذه الثغرة ولكن بالاستيراد من الهند بما تحتوي من لحوم طفيل الساركوستين, ولهذا فإن رخص ثمنها ليس إلا معادلا لسوء حالته, أما اللحوم البرازيلية فهي ذات جودة أعلي فإن سعرها يصل إلي03 جنيها رغم أن سعرها لا يتجاوز2 دولار أما بالنسبة للحل الأمثل كما يراه الدكتور حمدي عبد السميع فهو التعامل مع السودان وإثيوبيا, وإن كان السودان أقرب خصوصا مع منح مصر مليون فدان للاستثمار الزراعي.وتعزيز العلاقات من خلال تربية واستيراد المواشي من السودان وأثيوبيا والأخيرة توجد بها ثروة حيوانية ضخمة, ومن الممكن ان تصل اسعار الكيلو من اللحوم عالية الجودة الحية من35:40 جنيها في أقصي سعر لها, مطالبا بالمرونة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية.فيما لا يتعارض مع الوضع الصحي الوبائي لدول الاستيراد مع ضمان الرقابة الجيدة في مصر خصوصا مع اللحوم الحية. مع الرقابة الشديدة لضمان عدم تسرب سلالتها إلي المزارع المصرية وإذا كانت الطلبات لعمل مجازر تتوالي من المستوردين في بعض المحافظات مثل السويس والبحر الأحمر فإن التباطؤ في الموافقة يعني عدم جدية المسئولين في مصر في العمل علي حل هذه الأزمة. رغم أن هذه المجازر ستسهم في تشغيل الشباب.




المصدر : الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق