العيد فرحة.. لكنه هذا العام تحول الي عيدين حيث امتزج كأول أعياد ثورة25 يناير بخلوه من المنغصات التي طالما حرمت البعض من الاحتفال بهذه المناسبة السعيدة. أمس كان العيد ثورة قبل أن يكون فرحة لأول مرة
حيث احتضن ميدان التحرير لأول مرة صلاة عيد الفطر في مشهد لا يخلو من دلالة بعدما تحول هذا الميدان الي أيقونة مصرية خالدة وصار شاهدا ودليلا علي نجاح الثورة التي أنهت30 عاما من الحكم الاستبدادي.مع ساعات الصباح الأولي انطلق ملايين المصريين الي الساحات الشعبية لأداء صلاة العيد.. كما انطلقت الأسر الي الحدائق العامة والمتنزهات.. وفيما سافر المقيمون في القاهرة الي محافظاتهم لمشاركة أسرهم وأهاليهم فرحة العشيد.. توجه آخرون الي العاصمة للاستمتاع بأول أعياد الثورة. الأهرام المسائي رصد فرحة المصريين بأول أعياد الثورة حيث طغت البسمة علي وجوه الأطفال والكبار معا.. ابتهاجا بالعيد.حرية.. وغلاءفي الحديقة الدولية بمدينة مصر اكتظت الأبواب بالمرتادين من كل الأسر وبات واضحا حرص الأطفال علي الوجود منذ الصباح الباكر لوجود سيرك صغير بالداخل وخارج السور ارتفع صوته قائلا علي استعداد أن أظل خارج المنزل طوال أيام العيد ولم أفعلها من قبل في حياتيهكذا بدأ كلامه سمير هارون عاملبسوبر ماركت. وأضاف أشعر براحة نفسية كبيرة والحرية لها طعم رائع, وذلك علي الرغم من غلاء المعيشة, الواضح بسبب بعض المستغلين, وبالنسبة لحالة الانفلات الأمني كل هؤلاء المواطنين وهؤلاء الأطفال الصغار أكبر رد علي من يردد ذلك. ويري عيد محمد مندوب توزيع بضائع ـ أنه بعد رحيل مبارك وقيام الثورة أعيش كل يوم عيدا جديدا ويكفي أن مرتبي كان800 جنيه زاد الي1500 جنيه ولا أخشي الحسد, ومازلنا نتطلع الي العديد من الايجابيات من حكومة د.شرف وأشار الي أنه لا يخشي مما يقال ويراه من حالة الانفلات الأمني ويجب اعطاء الفرصة والانتظار لرجال الأمن لأن هذا هو عملهم وهم موكلون به, وقال إنه غير نادم علي تغيير مكان المصيف واعتذاره عن السفر خوفا من بعض حوادث السرقات التي يقرأ عنها في الجرائد.بدون تفتيشتبدو ملامح لحيته واضحة حول وجهه وتبرز سمات السجود الكثير علي جبهته أصر علي ابداء رأيه قائلا: رفع الظلم وأشعر بنعيم وأمان كبير كنت افتقده وأسرتي, وهذه أول مرة أقضي عيد الفطر خارج بلدتي بكفر الشيخ التي أعتز بها كثيرا وكان يمنعني من الخروج والسفر استفسارات الأمن غير المبررة والتفتيش بدون سبب وكأني إسرائيلي ولست مصريا أبا عن جد الجد.وكل ذلك لمجرد أنني ملتح وملتزم بالمساجدا وأضاف أنه سيظل بالقاهرة حتي زيارة حديقة الحيوان.ويقول محمد إبراهيم طالب جامعي إنه بالرغم من نجاح الثورة واحتفالنا بأول عيد بدون منغصات الأمن السابقة إلا أنني ومعي كثير من أصدقائي لا نشعر بالتغيير الحقيقي الذي يراه الآخرون, وذلك لزيادة عدد البلطجية والسرقات المستمر, وأضاف: أحلم بانتشار رجال الشرطة في كل مكان به مخالفون في ساعة واحدة وإيداعهم السجون لبث الطمأنينة في نفوسنا. وتقول ياسمين محمد طالبة بجامعة عين شمس, هذا أفضل عيد منذ أن ولدت وأشعر بكل دقيقة وساعة فيه ودعوت كثيرا أن تستمر نسمات الحرية نملأ بها صدورنا. مشاهدة الحيوانات واطعامهم حلم كل الأطفال ويبيتون يحلمون ليلة وقفة العيد بزيارة حديقة الحيوان دائما وهذا ما كان واضحا بمدخل الحديقة من توافد الآلاف علي بوابة الدخول بالرغم من ارتفاع ثمن التذكرة الي ثلاثة جنيهات بعد أن كان50 قرشا.عيد الجلاءوتقول الحاجة فاطمة أحمد ربة منزل إن هذا العيد تحديدا أعادها الي عهد جمال عبدالناصر, وتذكر هذه الأجواء المشابهة لعيد الجلاء, وأشعر بالأمان التام, لأن الرهان دائما يكون علي الأخلاق.وأضافت الحمد لله أن تقاليدنا كلها شرقية وروح الشهامة لم يفقدها المصريون وما فعله الرئيس السابق مبارك بالعديد من الأجيال الشابة ومنهم أحفادي لن يسامحه الله عليه. وأضافت أنها لن تكتمل الفرحة حتي القصاص العادل فيمن نهبوا ثروات هذا البلد الكريم ويتموا العديد من الأسر وأفقدوهم فلذات أكبادهم.ويشير يحيي محمد بائع متجول من أسيوط, هذا العيد مختلف في كل شئ وانتظر مثل غيري من الشباب العاطلين اكتمال الفرحة بتوظيفنا بأي راتب بعد أن زال الغم وجبروت الوزارة السابقة.وأضاف أن هذه هي الروح التي أقضي بها العيد ويقول أحمد طير البر موظف بأحد البنوك إن يوم رحيل المخلوع عيد مستقل في حد ذاته نحتفل به كل يوم واليوم يضاعف فرحتنا بالعيد السعيد وأن كنت أخشي الفلول هواة إفساد الفرحة علي المصريين البسطاء.
المصدر : الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق