السبت، 3 سبتمبر 2011

كشف حساب بيزنس رمضان


خسائر القنوات المصرية بلغت 250 مليون جنيه فى شهر رمضان المنقضى، وهى بذلك تعد خسائر فادحة حيث تصل على 50% مما تم إنفاقه على شراء مواد درامية وبرامج، تلك هى الخدعة كبيرة التى تروج لها القنوات عبر تقارير غير دقيقة، لتفتح الباب فى النصف الثانى من رمضان لعرض مواد إعلانية تفوق أضعاف المساحة المتعارف عليها فى أسواق العروض التليفزيونية وهى خمس دقائق إعلان لكل 15 دقيقة، ولتأتى الإعلانات على حساب المواد الإعلانية، التى تقلصت مساحات البرامج والمسلسلات إلى أقصى حد، وسط صمت تام من صناع هذه الأعمال التى شوهتها الفواصل الإعلانية وأتت على تسلسلها.
يؤكد الخبير الإعلانى يحيى سامح أن الخسائر لم تتجاوز 15%، وأن المعادلة التجارية فى الإعلان تقوم على أن تحقق القنوات 65% من قيمة المواد الإعلامية المشتراة من الخارج سواء كانت مواد درامية من مسلسلات درامية أو برامج فنية وترفيهية، على أن تحقق نسبة الـ35% المتبقية فى عروض ما بعد رمضان، وبعد تحقيق الإعلانات 50% من الدخل المتوقع فإن الخسائر فى العرض الأول لم تتجاوز 15%. حالة غير مسبوقة من الإضراب، دعت إلى خروج العديد من الشركات المعلنة.
وأوضح أن الشركات التى كانت تعلن عن نفسها، وعن سياساتها الإنتاجية، ودورها فى خدمة المجتمع أوقفت تلك المؤسسات هذا النوع من الإعلان لأن الظروفها تأثرت بحالة عدم الاستقرار السياسى والاقتصادى الذى شهدته البلاد بسبب أحداث الثورة، وكذلك خرجت كثير من الشركات التى كانت تعلن عن منتجاتها لترويج فائض الإنتاج لديها مثل شركات منتجات الألبان والسلع الغذائية، والتى ألغت الورديات الليلية بسبب عدم استقرار الحالة الامنية واصبحت بذلك منتجاتها مطلوبة فى الأسواق بسب النقص فى الكميات المعروضة، وكانت النتيجة أن قامت القنوات بتخفيض أسعار دقائق الإعلان لجذب الإعلان الذى انحصر فى عدد قليل من المعلنين، ومنها الشركات العالمية، وشركات الاتصالات التى استغلت انخفاض الأسعار للإعلان عن العروض التى تقدمها لعملائها فى شهر رمضان.
على صعيد آخر أشار إلى القنوات الجديدة والتى أثرت كثيرا فى سوق الإعلام وقال إن هناك قنوات مثل التحرير والنهار والسى.بى.سى حاولت أن تأخذ حظها من كعكة الإعلانات عبر العروض الحصرية من البرامج والدراما التليفزيونية، وهو ما تسبب فى إحداث تغييرات جديدة على خريطة الإعلان فى مصر، بينما خرجت بعض القنوات من المنافسة وفى مقدمتها قنوات التليفزيون المصرى، فبعد أن كان يحتل موقع الصدارة قبل ثلاث سنوات، أصبح فى رمضان هذا العام خارج المنافسة الذى بضرورة سيعيد ترتيب أوراقه بعد هذه التجربة القاسية والتى تحتاج لثلاث سنوات على الاقل لاسترداد موقعه فى سوق الإعلان.
وأوضح أنه فى ظل هذا المناخ المضرب فى سوق الإعلان كانت النتيجة هى انخفاض سعر دقيقة الإعلان والتى تدنت قيمتها لأقصى درجة وأصبحت لا تتجاوز 3 آلاف جنيه فى أكثر الأوقات تميزا على الشاشة فى هذا الموسم، وبينما تعرضت كثير من القنوات لأضرار بالغة، حافظت بعض القنوات التى تمتعت بثقة المشاهد على مدار الفترة الماضية، ومنها قنوات دريم والمحور والحياة وكذلك قناة التحرير التى انطلقت قبل شهر رمضان بفترة وجيزة.
وأشار إلى أن القنوات حققته من إعلانات نحو 250 مليون جنيه، بينما أنفقت هذا العام نحو 500 مليون جنيه على المحتوى، حيث أنفقت كل من النهار والسى.بى.سى ما بين 100و150 مليونا لكل منهما فى إنتاج برامج وشراء مسلسلات درامية، كذلك يصل ما أنفقته قنوات دريم فى شراء برامج ومسلسلات من 100 مليون، ويقترب ما أنفقته كل من المحور والـONtv وقناة التحرير أرقام من خمسين مليون جنيه، وذلك لتغطى كل قناة نحو 8 ساعات يوميا من البث التليفزيونى.
فيما تعد القنوات الأكثر خسارة فى موسم رمضان المنقضى هى تلك القنوات التى يتم إطلاقها خصيصا لشهر رمضان وفى مقدمتها القاهرة والناس وon رمضان، حيث يقتصر نشاطها فى شهر واحد من السنة، ومن هنا تكون القناة الأكثر خسارة هى القاهرة والناس التى ستتوقف بعد رمضان، أما قنوات ON فخسارتها أقل حيث تستخدم ترددها فى بث برامج قناة أخرى وهى ON لايف الإخبارية. وفى النهاية يظل حجم خسائر القنوات فى رمضان المنقضى مرهون بقدرات القنوات على تقديم محتوى يمكنه إبقاء المشاهد أمام الشاشة فيما بعد انتهاء الشهر الكريم، وتسويق العروض الثانية للأعمال الدرامية والبرامج إعلانيا بشكل جيد.




المصدر : الشروق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق