العيد موسم الأفراح وحفلات الخطبة لكن هذا العيد شهدت أسعار الذهب ارتفاعا ملتهبا وتجاوز سعر الجرام لعيار21 ليتجاوز حاجز300 جنيه وعيار18حوالي250 جنيها.
وبالتالي أصبحت الشبكة عقبة أمام اتمام الزواج أمام أسر العروسين مع أن سوق الذهب تشهد كسادا كبيرا وصل70% حيث يعاني تجار الذهب في الصاغة وفي كل المحافظات حالة ركود فحركة البيع والشراء محدودة وان وجدت فهي بمبالغ صغيرة لارتفاع الأسعار.فهل يتم الزواج بدون شبكة أم هناك حلول أخري؟العريس مهندس وعروسة تعمل في احدي الشركات ينتميان لاسرة متوسطة ليست فقيرة محدودة الدخل, وفي نفس الوقت ليست ثرية, اتفقت الاسر علي تفاصيل اتمام الزواج وكان المبلغ المخصص للشبكة15 ألف جنيه, كان هذا المبلغ منذ سنوات قليلة يشتري شبكة محترمة طقم ذهبي مثلا, لكن بعد ارتفاع الاسعار انقلبت الموازين, وأصبح هذا المبلغ ضئيلا لايشتري سوي عدة جرامات من الذهب لايمكن اعتبارها شبكة عروس لكن ماذا سيفعل الطرفان؟ العريس لايملك سوي هذه الامكانات وأسرة العروس تقدر الظروف خاصة في ظل أزمة وجود عريس بمواصفات جيدة مقبولة في هذه الايام.قصة أخري ترويها عبير قائلة: تقدم لي شاب ووافقت عليه أسرتي رغم امكاناته المحدودة لكن لديه المواصفات التي ترشحه للفوز بأي عروس فهو شاب علي خلق ومتدين ومن أسرة طيبة ولديه شقة, جلست أسرتي مع أسرته للاتفاق علي تفاصيل الجهاز والشبكة وقال والده ان امكانات ابنه لاتسمح بشراء شبكة خاصة مع ارتفاع أسعارها وهي مسألة شكلية من وجهة نظره, ويمكن شراء أجهزة كهربائية بثمن الشبكة ويمكن الاستغناء عن الذهب لكن لا يمكن فرش شقة عروس بدون بوتاجاز وثلاجة وغسالة وتليفزيون والحقيقة الكلام مقبول منطقيا ومعقول لكن أسرتي وبالذات والدتي اعترضت علي هذا الكلام, ورأت ان الشبكة شيء أساسي خاصة اننا نسكن في منطقة شعبية والشبكة أول شيء تتباهي به العروس أمام الأقارب والجيران فماذا سنقول لهم, وهل أكون أقل من بنات العائلة اللاتي تزوجن بشبكة محترمة هذا هو كلام والدتي واصر كل طرف علي رأيه, ولم أستطع أن أعارض والدتي وجاء الفرج علي يد شقيقي الأكبر الذي حاول التوفيق بين الطرفين فقدم اقتراحا تم قبوله, وهو أن نشتري شبكة صيني ألبسها أمام الجميع علي أنها ذهب أصليوأسأل الحاج عبدالمحسن عبدالهادي( جواهرجي في الفيوم) عن الأحوال بعد الارتفاع الجنوني لاسعار الذهب فيقول: لم نتوقع أن ترتفع الأسعار بهذا الشكل وفي وقت قصير وطبعا أثر هذا الارتفاع علي حركة الشراء خاصة أن السيولة لدي الناس أصلا غير متوافرة بسبب الظروف التي يمر بها البلد في الوقت الحالي فالمبلغ المحدد للشبكة ثابت لكن ارتفاع الاسعار تجعل عدد الجرامات تقل ومع أننا في موسم أعياد وأفراح ولكن هناك احجاما في حركة البيع والشراء علي مستوي الجمهورية كلها, وقد يقول رأي ان هناك حركة بيع من الناس التي لديها مدخرات ذهب كاستثمار لكن أقول ان المشكلة في المقابل هي عدم وجود سيولة لدي التجار للشراء.ويمكن القول إن حركة التجارة للذهب في الاسواق تأثرت بنسبة70% بمعني أن الطلب أو الشراء في حدود30% فقط علي الأكثر.وأسأله ماذا تفعل الاسر من الفيوم والتي يقبل أولادها وبناتها علي خطبة وزواج في العيد؟ويجيب: صحيح الفيوم ليست كالقاهرة لكن الناس بدأت تتفهم الظروف وتقبل بالشبكة الصيني وتؤجل شراء الذهب الحقيقي مستقبلا مع توفير الضمان بالشراء بمبلغ معين أو عدد معين من الجرامات.وهل تتوقع ثبات الاسعار أو انخفاضها أو استمرار الارتفاع؟طالما الظروف الاقتصادية العالمية مازالت مؤثرة فالأسعار ستواصل ارتفاعها لان الذهب مثل أي سلعة لاتتراجع أسعارها بعد وصولها لمعدلات مرتفعة, قد يثبت السعر في فترة أو يرتفع لكنه لن ينخفض.وعن أسباب الارتفاع الكبير لاسعار الذهب يقول وصفي واصف( رئيس الشعبة العامة للمصوغات والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية) هناك أسباب عديدة وراء ارتفاع أسعار الذهب, منها مشكلة ديون امريكا وثانيا انعدام الثقة في الاسهم والسندات وصناديق الاستثمار في البنوك العالمية فكان الذهب هو الملجأ الآمن للاقتصادات العالمية خاصة أن المؤشرات أوضحت السنوات الماضية الارتفاع بنسبة30% هناك سبب ثالث أيضا هو أزمة منطقة اليورو وأقصد الدول الأوروبية التي تعاني الأزمات الاقتصادية وعددها خمس دول منها اليونان, وسوف تنضم لها ايطاليا أيضا, هذه الاسباب جميعها تبعها ارتفاع الطلب علي الذهب عالميا وبالتالي ارتفعت أسعاره وانعكس هذا الحال علي السوق المحلية.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق