على وقع الموسيقى والزغاريد والتلويح بالعلم الملكى عمت الاحتفالات طرابلس بسقوط نظام الزعيم الليبى معمر القذافى بعد أن أحكم الثوار سيطرتهم على العاصمة، فيما يقود خميس القذافى نجل الزعيم الليبى جيوب المقاومة فى طرابلس، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافى فى باب العزيزية معقل القذافى.
وبثت القنوات الفضائية صورا للثوار وهم وسط الساحة الخضراء ولحشود المواطنين يرقصون فرحا بسقوط القذافى، وقاموا بدهس صورة كبيرة له فى مزران على مقربة من الساحة. وعمت الاحتفالات مدينة بنغازى معقل الثورة حيث تجمع عشرات الآلاف من المواطنين فى شوارعها احتفالا بسقوط القذافى وانتصار ثورة ١٧ فبراير.
فيما قام الثوار بتغيير اسم «الساحة الخضراء» وسط العاصمة الليبية طرابلس لتصبح «ميدان الشهداء»، وأفاد سكان فى العاصمة بأن شبكة الإنترنت عادت للعمل بشكل طبيعى فى المدينة للمرة الأولى منذ انطلاق الانتفاضة فى ليبيا منتصف فبراير الماضى.
وقال أحد سكان حى تاجوراء شرق طرابلس إن خدمة الإنترنت السريع «تعمل مجددا فى كل الحى».
كما سيطر الثوار على مبنى الإذاعة الرسمية الليبية فى طرابلس، وأعلنوا إنشاء إذاعة للثوار فى طرابلس، سيبثون على موجاتها تسجيلات لمحادثات عبر أجهزة اللاسلكى بين جنود كتائب معمر القذافى خلال تنفيذهم عمليات إعدام عشوائية لمناهضين للنظام.
وفيما يتعلق بمستقبل القيادة فى البلاد، أعلن المجلس الانتقالى أنه يتطلع إلى إحكام سيطرته على جميع أنحاء ليبيا وتولى قيادة البلاد فى غضون ٤٨ ساعة. وفى تصريحات نقلها راديو هيئة الإذاعة البريطانية، دعا المجلس الليبيين إلى الهدوء، وبالأخص فى العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أنه ليس هناك ما يدعو للخوف.
وأكد المجلس أنه يأمل فى أن تسود روح التسامح الثوار لدى سيطرتهم على مقاليد الأمور فى طرابلس، بينما قال الدكتور محمود جبريل، رئيس حكومة المكتب التنفيذى التابعة للمجلس، إن انتصار الثورة يضع على الجميع مسؤولية الحفاظ على الممتلكات العامة وعدم تدميرها.
وأطلقت قيادات الثوار نداءات تليفزيونية عبر قناة «ليبيا الأحرار» المعبرة عن المجلس الانتقالى، التى تبث من العاصمة القطرية الدوحة لسكان طرابلس وثوارها، لعدم السماح بتشويه الثورة. كما طالبوا بإعطاء العدالة الفرصة لتقول كلمتها ضد كل من ارتكب أعمالا غير قانونية فى السنوات الماضية. ولدى سؤاله عن كيفية التعامل مع القذافى وأعوانه حال اعتقالهم، قال عبدالجليل إنه سيتم التعامل معهم كأسرى حرب وفقا للقوانين والمواثيق الدولية، مؤكدا أنه ستتوفر لهم محاكمة عادلة وفق القانون.
ومع إحكام الثوار سيطرتهم على المدينة فر إلى تونس البغدادى المحمودى، رئيس الوزراء الليبى، وعبدالله منصور، مسؤول الإعلام الليبى، حيث ذكرت تقارير أن المسؤولين موجودان فى فندق «بارك إن» بمدينة جربة التونسية. وأعلن الثوار الليبيون أن عبدالله السنوسى، مدير المخابرات، فى نظام العقيد معمر القذافى هرب إلى جنوب البلاد، فيما هرب محمد حويج، وزير المالية فى حكومة القذافى، إلى الجبل الغربى.
ورغم الاحتفالات وانهيار نظام القذافى عمليا، أعلن الثوار أن هناك اشتباكات مع الكتائب الموالية للقذافى عند باب العزيزية. وذكرت التقارير أن دبابات تخرج من باب العزيزية الذى قيل إن الزعيم الليبى يتحصن فيه تقوم بقصف المدنيين. وأعلنت مصادر من الثوار الليبيين أن خميس القذافى، نجل العقيد معمر القذافى، يتوجه بقواته من باب العزيزية إلى سيدى خليفة وسط العاصمة الليبية طرابلس لقيادة «جيوب المقاومة» سواء داخل طرابلس أو خارجها.
وأعلن متحدث باسم الحكومة الليبية أن ١٣٠٠ شخص قتلوا فى الساعات الـ٢٤ الماضية فى طرابلس، واصفا المعارك بأنها «مأساة حقيقية»، فيما أعلن المجلس الانتقالى أن عددا كبيرا من الثوار قتلوا خلال معركة تحرير طرابلس لكنه لم يذكر رقما محددا لحصيلة القتلى فى المعارك.
وتضاربت الأنباء بشأن اعتقال الزعيم الليبى معمر القذافى، فيما لم يتبق له من أمل للخروج من ليبيا سوى الجزائر أو فنزويلا وذلك بعد نفى تونس وجنوب أفريقيا استقباله.
حيث ذكرت تقارير نقلا عن مصادر مسؤولة بالمعارضة أن العقيد الليبى تم اعتقاله، وزاد من صحة هذه التقارير قول المجلس الانتقالى إنه سيتم الإعلان عن خبر مفرح للشعب الليبى خلال ساعات وذلك بعد أن تم اعتقال نجلى القذافى محمد وسيف الإسلام.
كان مسؤول الإعلام بالمجلس الوطنى الانتقالى، محمود شمام، قد أكد فى وقت سابق أمس الأول أن القذافى موجود حاليا على الحدود الجزائرية، محذرا بلد المليون شهيد من استقباله فى أراضيه.
وفيما أعلن المجلس الوطنى الانتقالى أن حرس معمر القذافى استسلم لمقاتليه قال متحدث حكومى إن القذافى موجود فى حصن باب العزيزية بطرابلس ومستعد لإجراء مفاوضات مباشرة وفورية مع رئيس المجلس الوطنى الانتقالى مصطفى عبدالجليل. وبدوره أكد دبلوماسى غربى فى العاصمة الليبية أن القذافى مازال فى منزله فى باب العزيزية فى طرابلس.
وفيما ذكرت التقارير أن فنزويلا ستكون بجانب الجزائر الأمل الأخير للقذافى للفرار من ليبيا، أشارت تقارير أخرى إلى أن العقيد الليبى لجأ إلى قبائل الورفلة أكبر القبائل الليبية.
ونفت مايتى نوانا ماشابانى، وزيرة خارجية جنوب افريقيا، أن تكون بلادها أرسلت طائرات إلى ليبيا لإخراج معمر القذافى منها، داعية الثوار إلى فتح «حوار سياسى بين الليبيين»، ونفت السلطات التونسية أن يكون القذافى ينوى التوجه إليها أو أن يكون موجودا داخل أراضيها.
جاء ذلك فيما أكد الرائد الركن عبدالسلام جلود، عضو قيادة ثورة سبتمبر سابقاً، والرجل الثانى السابق فى النظام الليبى قبل أن يعلن منذ أيام انضمامه للثوار، أن القذافى لن يستطيع الهروب لأنه محاصر من جميع الاتجاهات، معتبرا أن القذافى ليس لديه جرأة الزعيم النازى أدولف هتلر لينتحر، وقد يكلف أحداً من المقربين منه ليغتاله.
واعتبر «جلود» أن تطور الأحداث فى الـ٢٤ ساعة الماضية كان طبيعياً، حيث إن خطة القذافى كانت بأن يقضى على الثورة فى مهدها بضربة صاعقة، ولذلك أرسل أهم قواته وكتائبه المدججة بأحدث أنواع الأسلحة إلى بنغازى ومصراتة والبريقة والجبل الغربى، وعندما دُمرت هذه القوات، أصبحت المنطقة الغربية لطرابلس مكشوفة وليست بها مقاومة حقيقية.
وبدوره اعتبر إبراهيم الدباشى، نائب المندوب الليبى فى الأمم المتحدة، أن الزعيم الليبى خانه ذكاؤه لأنه لم يخرج فى الوقت المناسب من طرابلس، مؤكدا أنه يشعر الآن أن العقيد أصبح فى قبضة الثوار.
المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق