السبت، 27 أغسطس 2011

الكشف عن مخازن أسلحة وبضائع بباطن كوبري أكتوبر .. و مواجهات دامية بين الشرطة والباعة الجائلين



وجع في قلب القاهرة الكبري وصداع مزمن تعاني منه العاصمة منذ شهور بعد الانفلات الامني فقد تحولت الميادين والشوارع الكبري الي سويقات عشوائية شوهت وجه القاهرة الجميل.
وفشلت كل المحاولات في وضع حل نهائي وعلاج جذري لهذه المشكلة حتي اصبحت سرطانا استشري في جسد العاصمة.وما بين بلطجية يسيطرون علي تلك الميادين ويديرونها في نشاطات غير مشروعة من فرض اتاوات وتجارة مخدرات وبلطجة وما بين شباب لم يجد فرصة عمل بعد سنوات دراسة طويلة وامل ضاع في الحصول علي فرصة عمل في عهد نظام وحكومات حطمت آمال الشباب الذين انقسموا الي جان ومجن عليه في نفس الوقت واصبحت هذه الميادين هي الملجأ الوحيد لهم حيث التبس الحق بالباطل وتحولت الي ساحة كر وفر بين الباعة الجائلين من جهة والشرطة والبلدية ومسئولي الاحياء من جهة اخري فتأتي الشرطة والبلدية ويهرب الباعة الجائلين وما تكاد تنصرف حتي يعودوا الي اماكنهم مرة اخري ولم يعد يمر يوم الا وتنشب مشاجرات بين الباعة الجائلين في سباقهم علي حجز اماكنهم في تلك الميادين والشوارع وسقط عشرات القتلي ومئات الجرحي مرورا بموقعتي الموسكي والعتبة الشهيرتين بين الباعة الجائلين واصحاب المحلات بسبب اماكن الفرش والتي استخدمت فيها الاسلحة النارية واصيب مأمور قسم شرطة الموسكي بطلق ناري وكشفت حملات الجيش والشرطة في هذه المناطق عن تواجد اعداد كبيرة من الاسلحة النارية والآلية لدي هؤلاء الباعة وكذلك معركة السيدة زينب بين الباعة الجائلين ايضا والتي سقط فيها قتيلان واصيب العشرات ومعارك شبه يومية بين هؤلاء الباعة في شوارع وميادين القاهرة الكبري ولم تفلح محاولات الشرطة المستمرة في القضاء علي هذه الظاهرة واصبح البلطجية هم المتحكمين في هذه الميادين لتأتي مبادرة محافظ القاهرة الدكتور عبدالقوي خليفة أنه بصدد الحد من ظاهرة انتشار الباعة الجائلين بشوارع العاصمة, وذلك بالتوسع في إنشاء سويقات بكل حي من أحياء القاهرة, مزودة بكافة الخدمات اللازمة للعاملين بها وروادها, ويتم منحها للباعة الجائلين بإيجار رمزي يحصل شهريا مما يسهم في إخلاء الأرصفة للمشاة, وتحقيق السيولة المرورية,و إضفاء الشرعية علي نشاطهم.وأضاف المحافظ بأنه قد تم اختيار عدد من المواقع بمنطقة وسط المدينة لتحويلها إلي سويقات لتجميع الباعة الجائلين من وسط القاهرة, ولكن تم استبعادها نظرا لوقوعها داخل حدود القاهرة الخديوية, وسوف يتم توفير البدائل خارج حدود الخديوية وإعدادها كسويقات عقب شهر رمضان, وفي هذا الإطار سوف يتم الاعتماد علي إعداد حملات مكثفة من أجهزة الأحياء المختلفة بالتنسيق مع شرطة المرافق لتنظيم أماكن التجمعات, بما لا يتعارض مع حركة المرور.وكان يوم الثلاثاء الماضي موعدا مع مشهد غريب علي القاهرة.. بميدان رمسيس الذي تحول الي ساحة حرب بين الباعة الجائلين وقوات الشرطة حتي تمت السيطرة علي الموقف وبدأت اجهزة الامن في ازالة جميع المخالفات فتبين قيام البائعين ببناء حجرات من الصاج اسفل كوبري اكتوبر يقيمون بها ويستخدمونها مخازن لبضائعهم وكتبوا علي اعمدة الكوبري انهم لن يتركوا اماكنهم ابدا وقد اشرف اللواء محمود علي حكمدار العاصمة علي ازالة تلك الحواجز الصاج وتمكن العميد عادل التونسي رئيس مباحث قطاع غرب القاهرة من اكتشاف مخازن سرية بباطن كوبري اكتوبر اقامها الباعة الجائلون وقاموا بتخزين اسياخ حديدية واسلحة بيضاء وسنج وبضائع بهذه الفتحات معتقدين انهم اصبحوا اصحاب الميدان وانهم مقيمين فيه بشكل نهائي ليتمكن رجال الامن بعد ثمان ساعات من الجهد المتواصل وملاحقة البلطجية من السيطرة علي ميدان رمسيس حتي كان الموقف اشبه بموقعة عسكرية استمرت من الثامنة صباحا وحتي الرابعة عصرا اصر خلالها ضباط الشرطة علي فرض كلمة القانون والقضاء علي حالة الفوضي والبلطجة.ويؤكد اللواء محسن مراد مساعد اول وزير الداخلية لامن القاهرة في تصريحات للاهرام ان مشكلة الباعة الجائلين كانت موجودة ولكنها تفاقمت بعد الثورة والفراغ الذي حدث بالشارع وهذه ليست مشكلة امن فقط فهناك جانب اجتماعي فالبائع المتجول مواطن يحاول ان يكتسب قوته اليومي وهو في النهاية رجل بسيط والشرطة في نظره هي التي تقطع عيشه.واوضح ان مديرية امن القاهرة وضعت خطة لتطهير الميادين بدأتها بشارع المعز وبعدها ميدان رمسيس وقال انه تم بالفعل عمل رصد لهذه الميادين مثل ميادين العتبة والمطرية وحلوان واكد مراد انه قرر تاجيل تلك الحملات بعد اتفاقه مع المحافظ علي ان تقوم بايجاد اماكن بديلة لهؤلاء البائعين حتي تكون حلولا جذرية لهذه المشكلة فالقضية ليست حملات فقط فاننا نقوم بالحملات والبائعين يعودون مرة اخري وتم تثبيت اعداد كبيرة من الامن المركزي ورجال الشرطة بالميدان علي مدار الـ24 ساعة لمنع عودتهم مرة إخري واذا اردنا تطبيق ذلك في كل الميادين فإننا لانملك قوات تكفي لكل الميادين وهذا يعد ايضا استهلاكا لقوات الامن.وفي النهاية اكد مراد ان البعد الانساني في التعامل مع الباعة الجائلين شئ هام ونضعه امام اعيننا طوال الوقت ولكننا ايضا نحاول اعادة هيبة القانون للشارع المصريمصدر أمني مسئول يقول: علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وان نعترف بأنه بعد الأنهيار الذي حدث للشرطة عقب ثورة25 يناير وضياع هيبة الشرطة والسبب الرئيسي في قلة الحملات يرجع الي خوف الضباط من مواجهة الباعة والبلطجية المنتشرين في الميادين والذين أصبحوا لا يهابون الشرطة ولا يحترمونها وأصبحت المواجهة هي السمة الغالبة لكل الحملات التي تحاول أجهزة الأمن شنها لضبط الميادين.. ويشير المسئول الأمني الي أن حل هذه المشكلة هو زيادة عدد القوات التي تشارك في الحملات من خلال تطويق الميادين بأعداد كثيرة من أفراد الأمن المركزي حتي يستطيع ضباط المرافق تنفيذ الحملات وازالة الاشغالات بالاضافة الي امكانية مشاركة القوات المسلحة في هذه الحملات لمساندة الشرطة



المصدر : الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق