السبت، 27 أغسطس 2011

الدراما التليفزيونية تشوه الاسرة المصرية



انتشار الدراما التلفزيونة في السنوات الماضية والتكاثر المرعب لقنوات الدراما والمسلسلات اصبح يشكل خطرا علي بعض القيم المجتمعية ان لم يكن قد الحق ضررا بالفعل بالاسرة المصرية‏.‏
والخطر يتزايد بصورة خاصة خلال شهر رمضان الكريم حيث تتدافع القنوات علي بث أكبر قدر من المسلسلات بغض النظر عن القيمة الفنية أو الرسالة التي تحملها للمشاهد الأمر الذي يحدث خللا بسبب النماذج المشوهة التي تعرض..في البداية تقول د.محبات أبو عميرة عميدة كلية البنات جامعة عين شمس انها غير راضية عن هذه الأعمال ولم تشعر بمصداقية في تجسيد الواقع الخاص بالأسرة المصرية خاصة المرأة, علي حد تعبيرها. فهناك تركيز علي المرأة المرفهة غير المسئولة في تصرفاتها وتجاهل للمرأة المصرية المكافحة التي تشارك في العمل العام والعمل الوطني وتفتقد المرأة القدوة في هذه الأعمال.. هذا بجانب ترسيخ المفاهيم السلبية لأفراد الأسرة بشكل عام من شباب وفتيات والمفروض ان ننمي القيم الايجابية وهذا دور كتاب السيناريو ومؤلفي الدراما وتوافقها في الرأي أيضا أمل سليمان أول مأذونة في مصر وتؤكد: أن تلك الأعمال بعيدة كل البعد عن مشاكلنا وقضايانا كأسرة مصرية فضلا عن كونها كالكرنفال لعرض أزياء بطلات العمل علي الشاشة الصغيرة بجانب بعض الاحداث المثيرة وذلك من أجل جلب عدد أكبر من الإعلانات علي حساب ما ننشده من قيم سليمة ومحترمة في المجتمع.أما د.ماجدة باجنيد أستاذة الإعلام بجامعة الأهرام الكندية أن الإعلام, خاصة التلفزيون يؤثر علي الناس بدرجة كبيرة حيث الكل يشاهده من مثقفين وأميين نساء ورجال وشباب وفتيات وأطفال أيضا وهناك من الشباب الذين يضعون مقاطع من المسلسلات علي اليوتيوب.. وتقول إن أغلب الأعمال الدرامية التي نشاهدها علي الشاشة يتم انتاجها بغرض الترفيه أكثر من التثقيف و بهدف الربح وليس لها أي دور في ترسيخ المفاهيم السليمة فضلا عن أنها تولد شعورا لدي الكثير ين في المجتمع, وخاصة الشباب بالطموح غير المشروع.. والحل من وجهة نظرها كأستاذة في الإعلام, أن يجري تصنيف العمل الدرامي قبل عرضه من حيث النوع بمعني هل هو عمل ثقافي أو اجتماعي أو ديني؟ وموجه لمن من أفراد الأسرة؟ وما هو خط الموضوع الأساسي له؟ وما هي الأفكار المطروحة من خلاله؟ وهكذا.. يتم غربلة الدراما واستبعاد الأعمال الهدامة في المجتمع وذلك لصالح الأسرة المصرية التي هي عماد المجتمع.وتتفق د.نسرين البغدادي أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث في الرأي وتضيف قائلة: هناك مجموعة من الأعمال الدرامية ترسخ بالفعل القيم السلبية خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين أفراد الأسرة بعضهم وبعض. أو الفن له دور تنويري الي جانب دوره الترفيهي, وليس هناك فن لا رسالة, له كما أنه ليس هناك فن يتم تلقيه بدون أن يكون هناك نوع من التأمل والفهم الذي يتلاقي مع الخلفية الاجتماعية للمشاهد وبالتالي فالفن يلعب دورا في تشكيل الرؤي من خلال الدراما, وخاصة أن التلفزيون موجود حتي في مساكن الايواء والعشوائيات فالمشاهدة إذن ستكون من كل شرائح المجتمع وبدون وعي.. ومن هنا لابد أن يكون كتاب الدراما علي وعي ودراسة لشكل المجتمع المرغوب فيه وأن يكون هناك نوع من الالتصاق المجتمعي والاستعانة ببعض الدراسات للوقوف علي آراء الجمهور والانماط الفنية المقبولة.



المصدر: الاهرام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق