طازجة وعفوية كانت ردود معظم المثقفين الليبيين الذين رصدت الجزيرة نت أولى انطباعاتهم بعد سقوط نظام معمر القذافي وسيطرة الثوار على العاصمة طرابلس. واشترك هؤلاء المثقفين في الهامش الكبير لفرحتهم العارمة واختلفوا في رصد بعض الهواجس التي تنغص عليهم نشوتهم: من حداثة دم الشهداء إلى التحديات السياسية الجديدة وضبط وضع ليبيا الراهن، لكنهم عادوا ليجتمعوا عند فكرة المستقبل الزاهر الذي ينتظر ليبيا بعيدا عن وجه النظام السابق.تنفس الغبارلم يخف الروائي محمد الأصفر توجسه من اعتبار لحظة سقوط النظام نصرا كاملا، معتبرا أنّ الثورة قد حققت نصف نجاح فقط. وقال "نحن نعيش الآن فرحة عارمة لأننا حرّرنا مدنا وقبضنا على مجرمين من رموز السلطة الديكتاتورية.. نحن الآن فائزون في المباراة.. لكن المباراة لم تنته. ما زال شوط كامل سيلعب وربما نفشل في الاحتفاظ بالنتيجة ويدرك الخصم التعادل ثم الفوز علينا".
الروائي محمد الأصفر محتفلا بسقوط نظام العقيد القذافي (الجزيرة نت)وأضاف "الآن الكل يستعرض ويتباهى بمهاراته، الشعب يحتفل ولا يعمل. الثوار يبذّرون الذخيرة المدفوع فيها مالا ثمينا في الهواء، والساسة يتنافسون على السلطة ويكيدون بعضهم لبعض، الناتو في أي لحظة سيطالبنا بالفاتورة".
ويتمنى صاحب رواية "تقودني نجمة" أن يكتمل إشراق الشمس التي أشرق نصفها. ويقول إنّ الجميل في ثورة ليبيا "أننا لم نعد نتنفس غبارا، فالغبار سكبنا عليه ماء الدم فخبا وصار وحلا.. وها نحن نركض في درب الشمس وتتجنبه أرجلنا".
وهو متأكد أيضا من أنّ مستقبل ليبيا سيكون رائعا، معتبرا أنّ "الناس تغيروا من الداخل بفعل الثورة، والداخل هو من سيبني المستقبل.. القلب مهندس ناجح على الدوام وهو دقيق لا يشيد بناء معوجا إلا لضرورة جمالية..".
أما عن دور المثقف فهو يرى أنّ المثقف الليبي القديم سيعيش فترة من الزمن يغتسل فيها يوميا من أدران 42 عام من الديكتاتورية، وعندما ينظف نفسه يمكنه أن يواصل الإبداع بروح جديدة، مشيرا إلى أن الثورة قد أمدت كل المثقفين الليبيين بأرواح جديدة شابة بدل الأرواح المتكلسة التي أرهقها عنف وعبودية وإجرام القذافي.
البناء السياسيبدوره كشف الكاتب الليبي فوزي الحداد عن فرحته العارمة بنصر الثوار، مؤكدا أنه لطالما كان متفائلا ولا يزال كذلك خاصة وهو يتطلع إلى مستقبل ليبيا الذي يتكّون الآن، منبها بحسم إلى أنّ "التحدي الكبير الآن هو ضبط البلد وعودة المؤسسات للعمل والاهتمام بصياغة دستور دائم يحفظ مصالح الناس والبلد، التحدي الأكبر الآن هو تحدّ سياسي فليبيا تخلو من ثقافة سياسية متراكمة فالبناء السياسي في غاية الأهمية الآن".
خالد مطاوع: أقلقني انتشار السلاح في أيدي بعض الجماعات الراديكالية (الجزيرة نت)هواجس ما هو آت لم تمنع صاحب كتاب "حروف أثقلها الندى" من القول إنّ ليبيا المستقبل قد بدأت و"هذا هو المهم".
أما الشاعر المقيم في أميركا خالد مطاوع فلم يتخل عن حسه النقدي كما هي عادته، ونوه إلى أن نهاية نظام القذافي ستمنح فرصة لليبيين لأن يديروا شؤونهم بأنفسهم. منتقدا سياسة القذافي السابقة "لقد كان يمارس سياسة الأرض المحروقة، حيث لم يسمح لأي شيء سياسي بأن ينمو في البلاد. ليس لليبيين اليوم أي مؤسسات يعتمدون عليها، وقليلة هي القيادات التي يلتفون حولها. ولكنني أعتقد أن القيادة الحالية للمجلس الوطني الانتقالي تعد تمثيلية: معتدلة متعلمة ولديها الرغبة في إرساء حكم القانون".
ويحكي صاحب "فلك الأصداء" تجربته القريبة "لقد كنت في ليبيا مؤخرا، وقد أقلقتني بعض الملامح الدينية للخطاب في بنغازي، كما أقلقني انتشار السلاح في أيدي بعض الجماعات الإسلامية الراديكالية. وسيظل هذا مصدر قلق. ولكن جنبا إلى جانب مع الاندفاع والملامح الدينية والميل إلى التطرف في بنغازي، لدينا الآن صعود للتيار المعتدل في طرابلس".
ويعرج لاحقا هذا الشاعر إلى أكثر المناطق حساسية "هذا يقودني للحديث عن الفنون والثقافة، التي سمح لها في العقود الأخيرة أن تخطو بعض الخطوات إلى الأمام. لقد رأيت في بنغازي عشرات المجلات والصحف، ولكنني لم أشاهد الكثير من "حرية" الفكر. وقد تبقى ليبيا بمزاجها مجتمعا محافظا ينتظر قيادة ثقافية من الخارج. ولكننا إذا كان لدينا حرية فعلية ومارستها الشخصيات الثقافية، عندها سيكون بالإمكان إنتاج ثقافة أصلية وإبداعية تسهم في الحركة الثقافية في المنطقة وليست مجرد تقليد لنماذج خارجية".
رزان المغربي: حريتي دفع ثمنها شباب أنقياء ونحن الآن نجني الفرح (الجزيرة نت)رهان الوعي بكل عفوية تحدثت الكاتبة والروائية الليبية رزان المغربي عن لحظة لطالما حلمت بها، وعبرت عن اختلاط مشاعرها، وكونها مزيجا من فرح ودمع وحزن، مشيرة إلى مسار الثورة الذي بدأ سلميا ثم حوّل إلى ثورة دموية مسلحة. تقول "كانت الدموع تسبقني وأنا أتخيل أنني سأنال حرية الكلمة على دماء الشهداء.. أجل حريتي دفع ثمنها شباب أنقياء. ونحن الآن نجني الفرح".
وتعود الكاتبة الليبية لتتحدث عن الأدوار المتكاملة، "لن أنكر أنّ كلاّ ساهم بدور من مكانه، الانشقاقات الكبيرة، تمرد الكتّاب والمثقفين على الظهور أو مناصرة النظام". أمّا مستقبل ليبيا فتراه مؤلفة "نساء الريح" رهنا بوعي جديد يليق بثورة عظيمة وأنه يجب خلق هذا الوعي، خاصة أن لديها يقينا كبيرا بوجوده، فهي قد عاشت التجربة داخل طرابلس ولم تغادرها إلا قبل أسابيع، عندما أصبح الضغط كبيرا من أجل حضور ملتقيات يقيمها النظام.
أما عن مسار المثقف الليبي فتراه متمثلا بروح ثورية عالية وحرية حقيقية للتعاطي مع الشأن العام، حيث أن الدور الأكبر يقع على المثقف الليبي ليلغي ويمسح ماضيا كان فيه دور المثقف عقيما ورمزيا "لا نحتاج إلى الرموز والإشارات، اليوم هو نصر كبير علينا أن نجيد التعامل معه بوعي كبير".
عهد جديدوبحال غير المصدق، تحدث الروائي والمسرحي أحمد إبراهيم الفقيه عن المرحلة الجديدة، قائلا "كان يوم الانتصار على الطاغية، الذي تحقق بدخول الثوار إلى عاصمة البلاد، واندحار فلول الكتائب المهزومة، يوما للفخار ويوما للأمل والكرامة، يوما للسجود لله شكرا على الخلاص من الطاغية، يوما للترحم على الشهداء الذين فتحوا طريق شعبهم نحو الحرية، وقدموا أرواحهم فداء للوطن وصنعوا بتضحياتهم هذا النصر".
أحمد إبراهيم الفقيه: لا أصدق أنني أرى نهاية العهد الذي لوث تاريخ ليبيا بالدم والإجرام (الجزيرة نت)أما ما يصعب على الكاتب تصديقه فهو أن يعيش ويستمتع برؤية ليبيا الخالية من النظام السابق قائلا "أكاد لا أصدق حقا أنني أرى الآن نهاية هذا العهد الذي لوث تاريخ ليبيا بالدم والإجرام وحكم الشعب بقوة الحديد والنار وأهدر أموال الليبيين وحطم إمكانياتهم، وكان عهده كله إهانة لكل مواطن ليبي ومصادرة لحقوقه وحرمانا له من موارد بلاده تجويعا وإفقارا وتحكما في مقدراته وإغلاقا لكل آفاق التقدم والازدهار أمام المجتمع وأمام الإنسان في هذا الوطن المنكوب".
وأضاف "هكذا فإن فصلا من فصول التاريخ لهذا الوطن وهو فصل من أكثر هذه الفصول قسوة وألما وظلما وإظلاما قد انتهى وإن عهدا جديدا يشرق". وقال صاحب "خرائط الروح" حديثه بذات النبرة التفاؤلية "نعم أستطيع أن أرى ليبيا جديدة تقلع نحو أرض النهوض والتقدم والحضارة، وسينتهي الحجر الذي فرضه النظام على تحررها ونهوضها وتقدمها".
الروائي محمد الأصفر محتفلا بسقوط نظام العقيد القذافي (الجزيرة نت)وأضاف "الآن الكل يستعرض ويتباهى بمهاراته، الشعب يحتفل ولا يعمل. الثوار يبذّرون الذخيرة المدفوع فيها مالا ثمينا في الهواء، والساسة يتنافسون على السلطة ويكيدون بعضهم لبعض، الناتو في أي لحظة سيطالبنا بالفاتورة".
ويتمنى صاحب رواية "تقودني نجمة" أن يكتمل إشراق الشمس التي أشرق نصفها. ويقول إنّ الجميل في ثورة ليبيا "أننا لم نعد نتنفس غبارا، فالغبار سكبنا عليه ماء الدم فخبا وصار وحلا.. وها نحن نركض في درب الشمس وتتجنبه أرجلنا".
وهو متأكد أيضا من أنّ مستقبل ليبيا سيكون رائعا، معتبرا أنّ "الناس تغيروا من الداخل بفعل الثورة، والداخل هو من سيبني المستقبل.. القلب مهندس ناجح على الدوام وهو دقيق لا يشيد بناء معوجا إلا لضرورة جمالية..".
أما عن دور المثقف فهو يرى أنّ المثقف الليبي القديم سيعيش فترة من الزمن يغتسل فيها يوميا من أدران 42 عام من الديكتاتورية، وعندما ينظف نفسه يمكنه أن يواصل الإبداع بروح جديدة، مشيرا إلى أن الثورة قد أمدت كل المثقفين الليبيين بأرواح جديدة شابة بدل الأرواح المتكلسة التي أرهقها عنف وعبودية وإجرام القذافي.
البناء السياسيبدوره كشف الكاتب الليبي فوزي الحداد عن فرحته العارمة بنصر الثوار، مؤكدا أنه لطالما كان متفائلا ولا يزال كذلك خاصة وهو يتطلع إلى مستقبل ليبيا الذي يتكّون الآن، منبها بحسم إلى أنّ "التحدي الكبير الآن هو ضبط البلد وعودة المؤسسات للعمل والاهتمام بصياغة دستور دائم يحفظ مصالح الناس والبلد، التحدي الأكبر الآن هو تحدّ سياسي فليبيا تخلو من ثقافة سياسية متراكمة فالبناء السياسي في غاية الأهمية الآن".
خالد مطاوع: أقلقني انتشار السلاح في أيدي بعض الجماعات الراديكالية (الجزيرة نت)هواجس ما هو آت لم تمنع صاحب كتاب "حروف أثقلها الندى" من القول إنّ ليبيا المستقبل قد بدأت و"هذا هو المهم".
أما الشاعر المقيم في أميركا خالد مطاوع فلم يتخل عن حسه النقدي كما هي عادته، ونوه إلى أن نهاية نظام القذافي ستمنح فرصة لليبيين لأن يديروا شؤونهم بأنفسهم. منتقدا سياسة القذافي السابقة "لقد كان يمارس سياسة الأرض المحروقة، حيث لم يسمح لأي شيء سياسي بأن ينمو في البلاد. ليس لليبيين اليوم أي مؤسسات يعتمدون عليها، وقليلة هي القيادات التي يلتفون حولها. ولكنني أعتقد أن القيادة الحالية للمجلس الوطني الانتقالي تعد تمثيلية: معتدلة متعلمة ولديها الرغبة في إرساء حكم القانون".
ويحكي صاحب "فلك الأصداء" تجربته القريبة "لقد كنت في ليبيا مؤخرا، وقد أقلقتني بعض الملامح الدينية للخطاب في بنغازي، كما أقلقني انتشار السلاح في أيدي بعض الجماعات الإسلامية الراديكالية. وسيظل هذا مصدر قلق. ولكن جنبا إلى جانب مع الاندفاع والملامح الدينية والميل إلى التطرف في بنغازي، لدينا الآن صعود للتيار المعتدل في طرابلس".
ويعرج لاحقا هذا الشاعر إلى أكثر المناطق حساسية "هذا يقودني للحديث عن الفنون والثقافة، التي سمح لها في العقود الأخيرة أن تخطو بعض الخطوات إلى الأمام. لقد رأيت في بنغازي عشرات المجلات والصحف، ولكنني لم أشاهد الكثير من "حرية" الفكر. وقد تبقى ليبيا بمزاجها مجتمعا محافظا ينتظر قيادة ثقافية من الخارج. ولكننا إذا كان لدينا حرية فعلية ومارستها الشخصيات الثقافية، عندها سيكون بالإمكان إنتاج ثقافة أصلية وإبداعية تسهم في الحركة الثقافية في المنطقة وليست مجرد تقليد لنماذج خارجية".
رزان المغربي: حريتي دفع ثمنها شباب أنقياء ونحن الآن نجني الفرح (الجزيرة نت)رهان الوعي بكل عفوية تحدثت الكاتبة والروائية الليبية رزان المغربي عن لحظة لطالما حلمت بها، وعبرت عن اختلاط مشاعرها، وكونها مزيجا من فرح ودمع وحزن، مشيرة إلى مسار الثورة الذي بدأ سلميا ثم حوّل إلى ثورة دموية مسلحة. تقول "كانت الدموع تسبقني وأنا أتخيل أنني سأنال حرية الكلمة على دماء الشهداء.. أجل حريتي دفع ثمنها شباب أنقياء. ونحن الآن نجني الفرح".
وتعود الكاتبة الليبية لتتحدث عن الأدوار المتكاملة، "لن أنكر أنّ كلاّ ساهم بدور من مكانه، الانشقاقات الكبيرة، تمرد الكتّاب والمثقفين على الظهور أو مناصرة النظام". أمّا مستقبل ليبيا فتراه مؤلفة "نساء الريح" رهنا بوعي جديد يليق بثورة عظيمة وأنه يجب خلق هذا الوعي، خاصة أن لديها يقينا كبيرا بوجوده، فهي قد عاشت التجربة داخل طرابلس ولم تغادرها إلا قبل أسابيع، عندما أصبح الضغط كبيرا من أجل حضور ملتقيات يقيمها النظام.
أما عن مسار المثقف الليبي فتراه متمثلا بروح ثورية عالية وحرية حقيقية للتعاطي مع الشأن العام، حيث أن الدور الأكبر يقع على المثقف الليبي ليلغي ويمسح ماضيا كان فيه دور المثقف عقيما ورمزيا "لا نحتاج إلى الرموز والإشارات، اليوم هو نصر كبير علينا أن نجيد التعامل معه بوعي كبير".
عهد جديدوبحال غير المصدق، تحدث الروائي والمسرحي أحمد إبراهيم الفقيه عن المرحلة الجديدة، قائلا "كان يوم الانتصار على الطاغية، الذي تحقق بدخول الثوار إلى عاصمة البلاد، واندحار فلول الكتائب المهزومة، يوما للفخار ويوما للأمل والكرامة، يوما للسجود لله شكرا على الخلاص من الطاغية، يوما للترحم على الشهداء الذين فتحوا طريق شعبهم نحو الحرية، وقدموا أرواحهم فداء للوطن وصنعوا بتضحياتهم هذا النصر".
أحمد إبراهيم الفقيه: لا أصدق أنني أرى نهاية العهد الذي لوث تاريخ ليبيا بالدم والإجرام (الجزيرة نت)أما ما يصعب على الكاتب تصديقه فهو أن يعيش ويستمتع برؤية ليبيا الخالية من النظام السابق قائلا "أكاد لا أصدق حقا أنني أرى الآن نهاية هذا العهد الذي لوث تاريخ ليبيا بالدم والإجرام وحكم الشعب بقوة الحديد والنار وأهدر أموال الليبيين وحطم إمكانياتهم، وكان عهده كله إهانة لكل مواطن ليبي ومصادرة لحقوقه وحرمانا له من موارد بلاده تجويعا وإفقارا وتحكما في مقدراته وإغلاقا لكل آفاق التقدم والازدهار أمام المجتمع وأمام الإنسان في هذا الوطن المنكوب".
وأضاف "هكذا فإن فصلا من فصول التاريخ لهذا الوطن وهو فصل من أكثر هذه الفصول قسوة وألما وظلما وإظلاما قد انتهى وإن عهدا جديدا يشرق". وقال صاحب "خرائط الروح" حديثه بذات النبرة التفاؤلية "نعم أستطيع أن أرى ليبيا جديدة تقلع نحو أرض النهوض والتقدم والحضارة، وسينتهي الحجر الذي فرضه النظام على تحررها ونهوضها وتقدمها".
الجزيرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق