سجلت عاصفة الربيع العربى سقوط ثالث الزعماء بانهيار سيطرة الطاغية الليبى معمر القذافى على العاصمة طرابلس، التى نجحت قوات الثورة المسلحة فى دخولها، فيما يقود خميس، نجل «العقيد»، كتائبه فى المعركة الأخيرة بعد سقوط ٣ من أشقائه فى قبضة الثوار وتضارب الأنباء بشأن اعتقال والدهم.
ومثلما شهدت تونس والقاهرة احتفالات صاخبة بسقوط نظامى «بن على» و«مبارك»، احتفل مئات الآلاف من الليبيين بسقوط الديكتاتور على وقع الموسيقى والزغاريد والتلويح بالعلم الملكى، وبثت القنوات الفضائية صورا للثوار والمواطنين يرقصون فرحا وسط الساحة الخضراء بالعاصمة بعد أن غيروا اسمها إلى «ميدان الشهداء».
وعمت الاحتفالات أغلب المدن الليبية، خاصة بنغازى «معقل الثورة»، حيث تجمع عشرات الآلاف فى شوارعها احتفالا بانتصار الثورة.
وبالتزامن مع الاحتفالات والترحيب الدولى بانهيار نظام القذافى عمليا بعد ٤٠ سنة من الحكم، دارت اشتباكات عنيفة بين الثوار والكتائب الموالية للعقيد بقيادة نجله خميس الذى تحرك بقواته من باب العزيزية إلى سيدى خليفة وسط العاصمة.
وتضاربت الأنباء بشأن اعتقال القذافى بعد تقارير تؤكد أنه متواجد على الحدود مع الجزائر، ونفت تونس وجنوب أفريقيا ما تردد عن إرسالهما طائرات لإخراجه من ليبيا، فيما يرى مراقبون أن الجزائر أو فنزويلا قد تكون الملاذ الأخير لهروب القذافى.
وأكد الرائد الركن عبدالسلام جلود، الرجل الثانى السابق فى النظام الليبى قبل أن يعلن انضمامه للثوار، أن القذافى ليست لديه جرأة الزعيم النازى أدولف هتلر لينتحر، وربما يكلف أحداً من المقربين منه ليغتاله.
وتحدد مصير العائلة الحاكمة بإعلان محمد القذافى أنه رهن الإقامة الجبرية بمنزله تحت حماية الثوار، فيما تجرى المحكمة الجنائية الدولية مفاوضات مع الثوار لتسليمها سيف الإسلام والساعدى القذافى بعد اعتقالهما، وفر من البلاد أقطاب النظام البغدادى المحمودى، رئيس الوزراء، وعبدالله منصور، مسؤول الإعلام، وعبدالله السنوسى، مدير المخابرات، ومحمد حويج، وزير المالية.
وأعلن المجلس الانتقالى أنه يتطلع إلى إحكام سيطرته على جميع أنحاء ليبيا وتولى قيادة البلاد فى غضون ٤٨ ساعة، ودعا الليبيين للهدوء، والثوار إلى إعلاء روح التسامح وعدم الثأر، معتبراً أن أقطاب نظام القذافى سيتم التعامل معهم كأسرى حرب وتوفير محاكمة عادلة لهم. وأكد ممثل المجلس الانتقالى لدى مصر أنه لن تكون هناك قواعد لحلف شمال الأطلنطى «الناتو» بعد انتصار الثورة.
المصرى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق