الاثنين، 19 يوليو 2010

محاضرة الإتيكيت التى تحولت إلى "نصائح للزواج"


أى حاجة بنعملها فى الرجالة مش قلة ذوق».خبيرة الإتيكيت نهاد سيف اليزل كانت ترد بهذه العبارة الغامضة على إحدى الحاضرات خلال ورشة عمل فنون الإتيكيت التى نظمتها مؤسسة خطوات للتنمية البشرية.الفتاة الجامعية طلبت رأى خبيرة الإتيكيت. «واحد زميلى جاب لى هدية فى عيد ميلادى ومش عايزة أرد عليه بهدية، علشان ما يعملش كده تانى».إجابة نهاد زوجة السفير المصرى السابق فى البحرين، ‏ كانت صريحة وبصوت حازم، غلبت عليه توجيهات الأم «وأنت تاخدى الهدية منه ليه أصلا». على مدار 15 دقيقة حاولت إقناع الفتاة التى دخلت فى جدل مع نهاد، حول كيفية إعادة الهدية للشاب. وخاطبت نهاد الحاضرات بأن العادات والتقاليد تحكم الإتيكيت. «لو أنت دبلوماسية أو أجنبية كنت أقول لك خدى الهدية»، لكن الفتاة المحجبة المسلمة عليها الانتباه، لأن هذه الهدية «ممكن تكون مدخل لحاجة فى نية الشاب». داخل مسرح مكتبة المعادى العامة، استمعت أكثر من مائة فتاة وسيدة إلى فنون الإتيكيت، من الثانية بعد الظهر وحتى الثامنة مساء، مقابل مائة جنيه لتذكرة الدخول.انتقدت نهاد المحجبات أكثر من مرة، البداية كانت فى الأفراح، «أنا بتخض من رقص العروسة المحجبة وأصحابها».. تضيف وهى ترثى أيام الزمن الجميل، «كنا بنقعد فى الكوشة ونجيب رقاصة كلنا نتفرج عليها».محاضرة الإتيكيت شملت السلوك الأساسى مثل تقديم الهدايا، الملابس، طريقة تقديم الطعام والمشروبات لعريس المستقبل وأسرته، والخطوات الصحيحة لمقابلات العمل.«أنا حاسة إنها بتقول كلام مش عملى». تجلس هدير طالبة التجارة فى آخر صفوف المسرح، بينما تشغل الحاضرات الصفوف الخمسة الأولى فقط.سمعت هدير عن ورشة العمل من خلال الراديو، «لما اتصلت ما عرفتش أجاوب على السؤال».ما هو تاريخ الاحتفال بيوم المرأة العالمى؟الإجابة الصحيحة كانت ستؤهل هدير للدخول فى الورشة فورا مجانا «زى ما سمعت فى الراديو».لكنها ظلت على قائمة الانتظار، وقبل يومين من محاضرة فنون الإتيكيت اتصلت بها مندوبة من المؤسسة أبلغتها بأنه يمكنها الاشتراك فى الدورة مقابل 100 جنيه، تستطيع استردادها بالحصول على كورسات كمبيوتر ولغة إنجليزية مجانا. «العرض عجبنى وجيت».هدير تشعر بأن المحاضرة تحولت إلى «نميمة ستات» وفقا لتشبيهها، خاصة عندما أخذت نهاد من زوجة أحد السفراء العرب فى البحرين مثالا حيا على انعدام فنون الإتيكيت. وبدأت الحاضرات أيضا فى سرد حكايات عن أسوأ تصرفات لفتيات وسيدات خالية من الإتيكيت.تبتسم الطالبة هدير على تعليقات نهاد عندما بدأت تتحدث عن العريس.«مهما كنتم أصحاب فى الشغل اوعى تظهرى قدام أهله إنك واخدة عليه». نهاد تنصح كل فتاة أن ترسم على وجهها مسحة خجل، «حتى لو هتمثلى»، لأن والديه من زمن مختلف ويمكن أن يكون تعليقهما «إنك بنت مش متربية».الجلسة بوضع صحيح كانت أحد تدريبات المحاضرة، «افردى ضهرك عشان القاعدة دى بتظهر ثقتك بنفسك»، وكالعادة قدمت نهاد المثال الحى على الجلسة غير الصحيحة للوزراء بجانب الرئيس فى الاحتفالات العامة، والتى تظهرهم خائفين «علشان بيحنوا ضهرهم».عادت نهاد للحديث عن ملابس المحجبات، «بلاش كميات طـُرَح كثيرة على رأس كل واحدة».تنصح بطرحتين فقط عند الحاجة إلى تداخل الألوان. وهاجمت بشدة إحدى ماركات «البادى»، خاصة فى الأفراح أسفل الفساتين المكشوفة.قالت هدير فى ضيق «هى أصلا مش محجبة بتتكلم ليه عن المحجبات». هدير ترى أن الملابس الموجودة بالسوق لا تلائم المحجبات إلا باستخدام «البادى» الضيق، «هو فيه لبس للمحجبات أصلا».وعندما أخرجت نهاد أدوات المائدة وبدأت بوضعها على الطاولة الصغيرة، التى تجلس عليها أعلى خشبة المسرح، لتبدأ شرح إتيكيت الطعام.
غادرت هدير القاعة مبررة الموقف للفتاة المسئولة عن التنسيق بمشوار مفاجئ.

الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق