النقد والناقد كلاهما في مأزق. وكلاهما أيضا يقع في براثن القدر. خاصة النقد العلمي والناقد إذا كان صاحب موهبة ودراسة تخصصية ومكمن القدرية هنا إذا كانت معظم العروض المسرحية ذات مستوي ضعيف أو ضعيف جدا!! وأحد روافد القدرية هنا ان صناع العملية المسرحية أما زملاء دفعة في الدراسة أو أصدقاء أو زملاء أو أصحاب مهنة واحدة!! لكن الناقد لايجب أن يكون له أب أو أخ أو ابن أو صديق أو زميل دفعة. خاصة والصالح العام والحركة المسرحية المصرية تمر بمرحلة فارقة في زمن تحكمه قوي متباينة ومختلفة قوامها "العولمة العفنة" التي أصابت عروبتنا في "مقتل" وجعلتنا نبحث في ماهية أن نكون أو لا نكون.
الكلام هنا بمناسبة عرض "حمام روماني" الذي يقدم بقاعة صلاح عبدالصبور بمسرح الطليعة وبداية نؤكد علي أن العرض ضعيف جدا فكريا وجماليا وتقنيا. وقبل الخوض في هذه الماهية إلي كلمة محمد محمود مدير عام المسرح وبطل العرض الذي يقول فيها "وأثناء رحلة البحث عن مسرحية نفتتح بها قاعة صلاح عبدالصبور بعد اعادة تطوير مسرح الطليعة فلم نجد أفضل من مسرحية حمام روماني" وهنا تلقيت هذه الكلمات بدهشة وطرافة وغرابة للضعف الشديد في نص العرض المترجم. ثم قال محمد محمود في موضع آخر وبالحرف الواحد "فالبرغم من أن مؤلف المسرحية بلغاري الجنسية إلا انك تشعر انه ولد وعاش في أعرق الأحياء الشعبية في مصر ومن هنا تكمن سر روعة هذا النص".. هنا جاء في خاطري ان محمد محمود يقصد "حمام التلات" وشتان بين حمام روماني وحمام التلات!!.. أيضا جاء في كلمة المخرج هشام جمعة ان مسرحية "حمام روماني" تتعرض بأسلوب ساخر للصراع بين الانسان الشريف وبين القوي الانتهازية وهنا أسأل هشام إذا كان بطل العرض الدرامي انسانا بسيطا واقعا عليه ظلم فهل القوة الانتهازية تتمثل في الأستاذ الجامعي أو تاجر التحف أو سمسار العقارات. مسرحية "حمام روماني" تطرح الكثير من القضايا الهامة منها "المسرح العالمي" وليس عيبا أن نقدم المسرح العالمي ولكن المشكلة في الاختيار. اختيار النصوص من عدة مناظير الأول النص ذات القيمة الانسانية ذات العوامل المشتركة عالميا. ثم النص العالمي الذي يصلح للبيئة المصرية. ثم أهمية الترجمة ودقتها والحفاظ علي جماليات لغتها العاطفية للفتاة "مارتا" خطيبة "أنانيف" الأستاذ الجامعي إلي صاحب المنزل بحجة ان الخطيب يهتم بالآثار علي حساب العاطفة. كذلك اكتشفنا دخول المنزل دون مبرر درامي ظنا منها انها ستقضي ليلة عشق مع الخطيب. مثل هذه الترجمات وظني انها تمت بتصرف كانت بحاجة إلي "دراما تورج" ليس لإعادة كتابتها بقدر ما كانت الترجمة أو العرض في حاجة إلي ترميم وإعادة ترسيم العلاقات بين الشخصيات وبث العمق في البناء والخطاب الدرامي فالعرض في صورته المعروضة علي الجمهور ما هو إلا ثرثرة لا طائل من ورائها!! منذ البداية فقد العرض مصداقيته فأصحاب التجربة يتصورون انهم يقدمون عرضا عن "سرقة الآثار" وهذا غير صحيح وانما هو اكتشاف أثر. ثم الطمع في هذا الأثر.. نحن في منزل مواطن بسيط لا نعرف من هو وماذا يعمل وما أبعاده سوي ان هناك الأستاذ الجامعي "أنا نيف" يكتشف في منزله "حماما رومانيا" من عصر "الامبراطور بومبليان" ثم يتوافد علي المنزل من يطمع في الاستيلاء علي الحمام الأثري. أثناء الحوار الأجوف والفارغ من المحتوي الفكري والرمزي ومن خلال دردشة وحوار غير درامي ومجرد ثرثرة مثل كلمات "فكر في الانسانية" ثم تحول "مارتا" حبيبة الأستاذ عاطفيا إلي "ايفان انتينون" صاحب المنزل وفجأة تحولت كعاشقة إلي مدافعة عن خصوصية المنزل وتتداول الثرثرة في النص وخروجا عن السياق والنسق الدرامي للحديث عن العلاقات الجنسية وانها هي الأهم في العلاقات الانسانية ثم الكلام عن المسرح التجريبي. ويتوافد علي المنزل مجموعة من المنتفعين وليس الانتهازيين مثل "سيكوف" أخصائي تحف والذي يساوم صاحب المنزل ويوهمه بتدخل منظمة اليونسكو وأن عليه نقل الحمام إلي ايطاليا وبيعه للأمريكان. ثم يدخل رجل الانقاذ المعين من قبل المنظمة الرياضية. ثم يأتي الرجل الوسيط العقاري.. يأتي كل هذا في حوار سخيف وضعيف و"عبيط" وساذج وبلا طائل. سوي سفسطة بلا معني وبلا قيمة فكرية. العرض رغم قصر مدته يحتاج إلي اختزال نصفه وربما ضعفه هو الذي أوحي بهذا والسؤال ما هو الخطاب الدرامي المحدد في العرض هل هو النيل من الانسان البسيط من جماعة المنتفعين ومن هم وما قوتهم وما نفوذهم وهل هم في الصورة من خلال منظمات أو قوي محددة وذات قيمة. خاصة أن الشخصيات لم تمثل هذا النفوذ وما هي الخطوط العريضة والملامح والركائز المحددة لأهداف الصورة جماليا وفكريا سوي رجل بسيط وحمام اكتشف بمنزله والكل يطمع فيه!! غاب عن العرض الكثير من الجماليات سواء في الحركة المسرحية سوي حركة الممثل من كرسي إلي كرسي آخر أو الصعود إلي سلم رجل الانقاذ والجلوس عليه أو النزول بالحمام أو الحركة علي عوارض خشبية بطول وعرض الحمام وان كان ديكور وملابس ربيع عبدالكريم مناسبا حيث حول القاعة بالكامل لحمام.. كذلك لماذا جعل المخرج وجود كاميرات وكأننا في برنامج لتصوير ما يحدث داخل المنزل ثم الاختفاء تماما حتي نهاية العرض؟ السؤال هناك مصمم للتعبير الحركي باسم أيمن مصطفي والعرض ليس فيه تعبير حركي ومساحة الغناء محدودة وليس لها دواع فنية ودرامية سواء أشعار د. مصطفي سليم أو ألحان سامح عيسي. الممثلون: بذل بطل العرض محمد محمود جهدا كبيرا لمحاولة بث الأهمية علي الشخصية والطرح العام فكان الأفضل علي الاطلاق. أما الآخرون فكان الأداء متنوعا بين الكلاسيكية لأيمن الشيوي ونيفين رفعت وطارق اسماعيل وجميل عزيز وبين الأداء التهريجي لأشرف عبدالفضيل. نص "حمام روماني" أو النصوص العالمية تناسب منهجيا المسرح الحديث. أما النصوص العالمية التي تناسب مسرح الطليعة هي النصوص التي تقدم من منظور تجريبي وعرض "حمام روماني" ليس فيه تجريب وانما هو عرض تقليدي للغاية!!
الكلام هنا بمناسبة عرض "حمام روماني" الذي يقدم بقاعة صلاح عبدالصبور بمسرح الطليعة وبداية نؤكد علي أن العرض ضعيف جدا فكريا وجماليا وتقنيا. وقبل الخوض في هذه الماهية إلي كلمة محمد محمود مدير عام المسرح وبطل العرض الذي يقول فيها "وأثناء رحلة البحث عن مسرحية نفتتح بها قاعة صلاح عبدالصبور بعد اعادة تطوير مسرح الطليعة فلم نجد أفضل من مسرحية حمام روماني" وهنا تلقيت هذه الكلمات بدهشة وطرافة وغرابة للضعف الشديد في نص العرض المترجم. ثم قال محمد محمود في موضع آخر وبالحرف الواحد "فالبرغم من أن مؤلف المسرحية بلغاري الجنسية إلا انك تشعر انه ولد وعاش في أعرق الأحياء الشعبية في مصر ومن هنا تكمن سر روعة هذا النص".. هنا جاء في خاطري ان محمد محمود يقصد "حمام التلات" وشتان بين حمام روماني وحمام التلات!!.. أيضا جاء في كلمة المخرج هشام جمعة ان مسرحية "حمام روماني" تتعرض بأسلوب ساخر للصراع بين الانسان الشريف وبين القوي الانتهازية وهنا أسأل هشام إذا كان بطل العرض الدرامي انسانا بسيطا واقعا عليه ظلم فهل القوة الانتهازية تتمثل في الأستاذ الجامعي أو تاجر التحف أو سمسار العقارات. مسرحية "حمام روماني" تطرح الكثير من القضايا الهامة منها "المسرح العالمي" وليس عيبا أن نقدم المسرح العالمي ولكن المشكلة في الاختيار. اختيار النصوص من عدة مناظير الأول النص ذات القيمة الانسانية ذات العوامل المشتركة عالميا. ثم النص العالمي الذي يصلح للبيئة المصرية. ثم أهمية الترجمة ودقتها والحفاظ علي جماليات لغتها العاطفية للفتاة "مارتا" خطيبة "أنانيف" الأستاذ الجامعي إلي صاحب المنزل بحجة ان الخطيب يهتم بالآثار علي حساب العاطفة. كذلك اكتشفنا دخول المنزل دون مبرر درامي ظنا منها انها ستقضي ليلة عشق مع الخطيب. مثل هذه الترجمات وظني انها تمت بتصرف كانت بحاجة إلي "دراما تورج" ليس لإعادة كتابتها بقدر ما كانت الترجمة أو العرض في حاجة إلي ترميم وإعادة ترسيم العلاقات بين الشخصيات وبث العمق في البناء والخطاب الدرامي فالعرض في صورته المعروضة علي الجمهور ما هو إلا ثرثرة لا طائل من ورائها!! منذ البداية فقد العرض مصداقيته فأصحاب التجربة يتصورون انهم يقدمون عرضا عن "سرقة الآثار" وهذا غير صحيح وانما هو اكتشاف أثر. ثم الطمع في هذا الأثر.. نحن في منزل مواطن بسيط لا نعرف من هو وماذا يعمل وما أبعاده سوي ان هناك الأستاذ الجامعي "أنا نيف" يكتشف في منزله "حماما رومانيا" من عصر "الامبراطور بومبليان" ثم يتوافد علي المنزل من يطمع في الاستيلاء علي الحمام الأثري. أثناء الحوار الأجوف والفارغ من المحتوي الفكري والرمزي ومن خلال دردشة وحوار غير درامي ومجرد ثرثرة مثل كلمات "فكر في الانسانية" ثم تحول "مارتا" حبيبة الأستاذ عاطفيا إلي "ايفان انتينون" صاحب المنزل وفجأة تحولت كعاشقة إلي مدافعة عن خصوصية المنزل وتتداول الثرثرة في النص وخروجا عن السياق والنسق الدرامي للحديث عن العلاقات الجنسية وانها هي الأهم في العلاقات الانسانية ثم الكلام عن المسرح التجريبي. ويتوافد علي المنزل مجموعة من المنتفعين وليس الانتهازيين مثل "سيكوف" أخصائي تحف والذي يساوم صاحب المنزل ويوهمه بتدخل منظمة اليونسكو وأن عليه نقل الحمام إلي ايطاليا وبيعه للأمريكان. ثم يدخل رجل الانقاذ المعين من قبل المنظمة الرياضية. ثم يأتي الرجل الوسيط العقاري.. يأتي كل هذا في حوار سخيف وضعيف و"عبيط" وساذج وبلا طائل. سوي سفسطة بلا معني وبلا قيمة فكرية. العرض رغم قصر مدته يحتاج إلي اختزال نصفه وربما ضعفه هو الذي أوحي بهذا والسؤال ما هو الخطاب الدرامي المحدد في العرض هل هو النيل من الانسان البسيط من جماعة المنتفعين ومن هم وما قوتهم وما نفوذهم وهل هم في الصورة من خلال منظمات أو قوي محددة وذات قيمة. خاصة أن الشخصيات لم تمثل هذا النفوذ وما هي الخطوط العريضة والملامح والركائز المحددة لأهداف الصورة جماليا وفكريا سوي رجل بسيط وحمام اكتشف بمنزله والكل يطمع فيه!! غاب عن العرض الكثير من الجماليات سواء في الحركة المسرحية سوي حركة الممثل من كرسي إلي كرسي آخر أو الصعود إلي سلم رجل الانقاذ والجلوس عليه أو النزول بالحمام أو الحركة علي عوارض خشبية بطول وعرض الحمام وان كان ديكور وملابس ربيع عبدالكريم مناسبا حيث حول القاعة بالكامل لحمام.. كذلك لماذا جعل المخرج وجود كاميرات وكأننا في برنامج لتصوير ما يحدث داخل المنزل ثم الاختفاء تماما حتي نهاية العرض؟ السؤال هناك مصمم للتعبير الحركي باسم أيمن مصطفي والعرض ليس فيه تعبير حركي ومساحة الغناء محدودة وليس لها دواع فنية ودرامية سواء أشعار د. مصطفي سليم أو ألحان سامح عيسي. الممثلون: بذل بطل العرض محمد محمود جهدا كبيرا لمحاولة بث الأهمية علي الشخصية والطرح العام فكان الأفضل علي الاطلاق. أما الآخرون فكان الأداء متنوعا بين الكلاسيكية لأيمن الشيوي ونيفين رفعت وطارق اسماعيل وجميل عزيز وبين الأداء التهريجي لأشرف عبدالفضيل. نص "حمام روماني" أو النصوص العالمية تناسب منهجيا المسرح الحديث. أما النصوص العالمية التي تناسب مسرح الطليعة هي النصوص التي تقدم من منظور تجريبي وعرض "حمام روماني" ليس فيه تجريب وانما هو عرض تقليدي للغاية!!
الجمهورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق