السبت، 13 فبراير 2010

لون آخر من الحب


يواكب هذه الأيام الاحتفال بعيد الحب وهو التقليد المستورد من الغرب واكتسب شعبية كبيرة في كل بلاد العالم لأهمية الحب في حياتنا‏..‏ ليس فقط الحب بين العشاق والمتزوجين‏,‏ لكن الحب في معناه الاشمل والأوسع‏..‏ حب الإنسانية بأكملها بكل اطيافها واشكالها وتنوعاتها‏.‏
وفي غمرة الاحتفال بعيد الحب هذا العام دعونا لا ننسي فئات كثيرة بحاجة إلي كل الحب الذي يمكن ان نقدمه لها‏..‏ فئة المحتاجين والمتضررين من السيول الذين يعانون من نقص كبير في الاحتياجات الاساسية‏..‏ والاطفال المرضي في المستشفيات المحتاجين إلي دعم مادي ومعنوي‏..‏ والايتام والمسنين وذوي الاعاقة الذين يشكلون نسبة كبيرة في الوطن العربي‏..‏ فمن اجل هؤلاء الأطفال ذوي الاعاقة نظم المجلس العربي للطفولة والتنمية هذا الاسبوع مؤتمرا عربيا لبحث واجب المجتمع تجاههم‏..‏ لأن مشكلة هؤلاء هي ان المجتمع مازال حتي يومنا هذا يتعامل معهم علي انهم مشكلة في حين ان المشكلة الحقيقية هي عدم الاعتراف بحقوقهم التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والمواثيق والاتفاقيات الدولية وبالتالي عدم معاملتهم علي انهم اصحاب حقوق‏.‏وعلي مدي ثلاثة أيام استمعت من المتخصصين والمسئولين عن الجمعيات الأهلية الخاصة برعايتهم ومن افواه الأطفال انفسهم عن المشاكل التي يعانون منها والتي جاء في مقدمتها معايرتهم باعاقاتهم والسخرية منهم واطلاق الفاظ مثل ابله وعبيط ومتخلف العنف الذي يواجهونه من قبل ذويهم أو المسئولين عنهم في المؤسسات‏..‏ فهذه الفئة ـ وفقا للدراسات والاحصائيات‏-‏ من اكثر الفئات تعرضا للعنف الجسدي والاستغلال الجنسي خاصة النساء والفتيات وذلك في ظل غياب القوانين والأنظمة التي تكفل حمايتهم وفي ظل عدم معرفة هؤلاء بحقوقهم بالإضافة إلي العادات والتقاليد السائدة في الدول العربية التي يحرص الآباء فيها علي اخفاء هذه الأنواع من الإساءة بل وتجعل الاب يتنازل عن حق ابنه أو ابنته حتي لا يفضح المستور الذي يسببه عادة اقرب المقربين‏..‏ وليت الأمر يقتصر علي هذا‏..‏ فهم يتعرضون لأنواع بشعة من العنف النفسي الذي يدمرهم تماما‏..‏ لذلك تحتاج هذه الفئة إلي من يدافع عن حقوقها لأن الطفل ذو الإعاقة من حقه ان يلعب كاقرانه الاسوياء و مشاهدة مباريات كرة القدم دون التعرض لكلمات جارحة‏.‏ وان يتعلم وفقا لقدراته و ان يجد فرصة عمل ليعتمد علي نفسه ويشعر بذاته خاصة وأن الكثيرين منهم موهوبون وبارعون في مجالات معينة مثل الكمبيوتر واعمال السكرتارية والموسيقي‏..‏ ومن حق هذا الطفل ايضا أن يتعلم ـ هو وغيره ـ الدفاع عن النفس كجزء من المنهج الدراسي ويحتاج إلي قوانين رادعة تكفل له الحماية سواء داخل اسرته أو المؤسسة التي يتردد عليها أو في الشارع ويحتاج إلي مدرسين يؤهلونه للاندماج في المجتمع ويكونون في نفس الوقت مدربين علي اكتشاف اي علامات عنف يتعرض لها والإبلاغ عنها‏.‏ملحوظة اخيرة‏:‏ مطلوب من الاعلاميين والباحثين الذين يتناولون هذه الفئة من الأطفال في دراستهم أو موضوعاتهم ان يتناولونها بالمصطلحات الجديدة التي استقر الأمر عليها فلا يشيرون اليهم بكلمات مثل المتخلفين عقليا وذهنيا ولكن بذوي الإعاقة الذهنية لأنهم جديرون بكل احترام‏..‏ همسة صغيرة في أذن كل أم هي أن تعلم ابناءها احترام الآخر المختلف عنهم وان توضح لهم ان التباين والاختلاف بين الأفراد من سمات الانسانية ليسود الحب والإخاء بين الناس ويرتقي المجتمع‏..‏ فتقدم الدول يقاس بمدي إهتمامها بمثل هذه الفئات‏.‏

الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق