السبت، 13 فبراير 2010

علا غانم : الهدف من فيلم "أحاسيس" إصلاح المجتمع


ليس هناك أى شك فى أنها ممثلة موهوبة وتجسد لونا مختلفا فى السينما المصرية، سواء فى اختياراتها أو طريقة تمثيلها. إنها الفنانة علا غانم التى واجهناها بكل ما أثير حول فيلمها «أحاسيس»، وعن سبب كراهيتها لأدوار الفتاة الملائكية ووصفها لها بالمملة، ومدى تركيزها الفترة الأخيرة على أدوار الإثارة، ولماذا هى سعيدة بلقب ممثلة الإغراء؟! فى البداية دافعت علا غانم عن تحمسها الشديد للفيلم قائلة: حماسى للسيناريو لم يكن مبالغا فيه، وكل الحكاية أنه عندما جاءنى أعجبنى جدا، ولكنى تخوفت منه لأن الموضوع الذى يطرحه حساس جدا، وكان لابد أن يخرجه رجل على قدر المسئولية، فذهبت إلى هانى جرجس فوزى، وقلت له إننى مرشحة لبطولة هذا الفيلم وأريدك أن تخرجه، وأنا متخوفة جدا من هذه النوعية من الأفلام، وعلقت موافقتى على الفيلم بإخراجه له. ولماذا هانى جرجس بالتحديد؟ ــ لأنى أعرفه على المستوى الشخصى، كما أعرف حدوده وسقفه على المستوى الفنى، هذا بالإضافة إلى وجود مساحة للحوار بيننا. وبصراحة قضية الفيلم مختلفة وأول مرة تتم مناقشتها بهذه الجرأة فى السينما، وهذا مغر جدا بالنسبة لى كممثلة، فكان من الصعب أن أضحى بهذا السيناريو بسهولة، والواقع إن اختيارى لهانى جرجس فوزى ليس تحيزا ولكن لأننى تأكدت من البداية أنه الأفضل، فأنا لا أعمل لحسابه، وأريد مصلحتى فى النهاية. وأدعى أن السيناريو كان من الممكن أن يخرج أسوأ بكثير إذا كان مع مخرج آخر.. خاصة أن هذه القضية موجودة بكثرة فى المجتمع ويعانى منها أغلب الأزواج، فهى لا تقل بل بالعكس يتسع نطاقها كل يوم عن الآخر، الغريب أنك تجد الطرف الذى يخون الآخر له مبرراته. إذن أنت ترى أنكم بهذا الفيلم قدمتم حلولا لمشكلة الخيانة الزوجية؟ ــ لا ندعى أننا نقدم حلولا، ولكننا نعتبر الفيلم مثل المرآة التى عندما ينظر فيها الإنسان يرى أخطاءه وعيوبه فيحاول إصلاحها، هذا إذا واجه نفسه بصدق، وهذه مهمة الفن فى المقام الأول، إصلاح المجتمع. وما كان سبب رفضك لأول مخرج رشح للفيلم؟ ــ هو لم يوقع على الفيلم، وكان اسمة مطروحا فقط، ورفضه كان خوفا منه فى تقديم هذه القضية الحساسة، فهانى جرجس فى النهاية يعرف أننا نعيش فى مجتمع شرقى، ويجب أن يكون حساسا فى طرح مثل هذه القضايا حتى لا نزعج الجمهور، لأننا فى النهاية نمثل لنسعد ونمتع الجمهور وليس لمضايقاته. وهل هناك جرأة أكثر مما قدمتم؟ ــ نعم هذه أقل جرأة يمكن أن يقدم بها الفيلم، لأن قصة الفيلم تتحمل أى شىء، لكن كان من الصعب أن نتخطى ما قدمنا عليه كما قلت لأننا مجتمع شرقى. مؤلف الفيلم قال إن المخرج ركز على الجانب الجنسى فى الفيلم وتجاهل تماما الجانب النفسى للقضية؟ ــ الإضافة الوحيدة على السيناريو أننا اهتممنا بشخصية الطبيبة النفسية أكثر والتى تقدمها عبير صبرى. وأدعى أن تغييرات المخرج تمثل إضافة كبيرة للفيلم لأن القضية التى نطرحها ثقيلة جدا ومليئة بالحزن والمآسى، وإذا قدمناها مثلما كتبها المؤلف لأصابت المشاهد بالاكتئاب. كيف؟ ــ لأن الفيلم كان مكتوبا مثل أفلام الستينيات ــ أبيض وأسود ــ وما فعله هانى جرجس فوزى أنه معاصر فى 2010 «ألوان»! فرقصات الكباريه كانت موجودة ولكن لم تكن بـ«الشورت» ونحن قصدنا ذلك لأن هذا هو شكل راقصات الكباريهات هذه الأيام، لكن كل هذا بعيد عن دورى الذى لم يضف أو يغير فيه المخرج شيئا. مشاهدك الساخنة بالمايوه مع باسم سمرة.. المؤلف قال إنه لم يقصدها بالشكل الذى بدت عليه.. ما تعليقك؟ ــ هذا ليس حقيقيا.. كان مقصودا أن يمارس البطل الحب مع البطلة، وهذا ما جعلها تقول فى أحد مشاهد الفيلم: أنها تحب جسدها معه وأن هذا ما جعلها تتعلق به كرجل ولا تنساه فكيف لم تمارس الحب معه.. ارتباط البطلة «سلمى» بحبيبها كان كليا وجزئيا. لكن لماذا لم تتذكرى هذا الحبيب إلا فى أوضاع ساخنة على الفراش أو وأنت معه بالمايوه فى البحر؟ ــ هذا هو الورق الذى جاءنى، ورؤية المخرج الذى لا يحق لى الاعتراض عليها، فأنا كممثلة لى سقف فى النقاش مع المخرج. وبالنسبة لتذكرها حبيبها على الفراش فهذه كانت مشكلتها أصلا وبسببها طلبت الطلاق من زوجها، فهى كزوجة لم تكن تتجاوب مع زوجها جنسيا إلا إذا تذكرت حبيبها، وهذا ما جعلها تعتقد أن عشيقها هو الأب الحقيقى لأولادها وليس زوجها رغم أن هذا خاطئ، فكانت تشعر طوال الوقت أنها تخون زوجها. أفيش الفيلم أيضا كان عبارة عن سرير؟ ــ أعرف أن هناك فئة اختلفت واعترضت على ذلك بل على الفيلم ككل، وهذا طبيعى لأننى مقتنعة ومؤمنة بالمثل الذى يقول «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع». من الفئة التى تخاطبيها فى الفيلم؟ ــ أخاطب كل شرائح المجتمع، لأن الخيانة الزوجية موجودة فى كل بيت عند الأغنياء قبل الفقراء. وبالنسبة لتصنيفه «للكبار فقط» أرى أن الرقابة على حق فى ذلك، لأن القضية التى نطرحها تخص الأزواج فى المقام الأول، ولا يجب أن يشاهدها من هم أقل من 20 سنة لأنهم لن يفهموا مشاعر زوجة يخونها زوجها أو العكس، لأنهم أصلا لم يتزوجوا. المخرج وصف أبطال الفيلم بالضعاف؟ ــ أحترم وجهة نظر هانى جرجس جدا، وبدون أن أذكر أسماء أتفق معه تماما فى رأيه.. فكنا نريد أن يخرج الفيلم بشكل أفضل، ولكن البدائل التى كانت متاحة أمامنا كانت أضعف، ولم تكن لتضيف للفيلم. لماذا تحصرى نفسك فى أدوار الإثارة والإغراء؟ ــ أنا لا أختار نوعية الأدوار التى أقدمها ولا أجرى وراءها، فالحكاية فى النهاية تكون صدفة بحتة كما أننى لا أحب تكرار نفسى. وأرى أننى لم أقدم فى فيلمى «بدون رقابة» أو «أحاسيس» إغراء، كل ما فى الأمر أننى أحب أن أكون مختلفة فى نوعية الأدوار التى أقدمها، ولن أظل طوال حياتى أقدم دور البنت الملائكية، لأنى وقتها سأكون مثل الموظف الحكومى، وحينها سأمل وأعتزل التمثيل. أنا أستمتع بمهنتى جدا لأنها تضعنى كل يوم فى شخصية مختلفة، وهذا ما يلفت انتباهى.. وإن كان على الأدوار المثالية فأنا قدمتها كثيرا فى أفلام «مهمة صعبة»، و«عبده مواسم»، وغيرها فليست كل أدوارى إثارة.. من أين تأتين بهذة الجرأة؟ ــ «جرأتى وصراحتى» السبب فى كل المشاكل التى أتعرض لها.. لأنى دائما أتصور أن الناس ستفهمنى صح، ولكن طول الوقت يفهمونى خطأ، وهناك اتجاه يناهض كل ما أقوم به.. لكنى خلقت جريئة وهذا ما يحمسنى لقبول الأدوار الجريئة، بل وأن أكون جريئة فى طريقة تقديمها، وهذه ظاهرة صحية بأن يكون لكل ممثلة شكل مختلف فى أدوارها. فى رأيك لماذا السينما المصرية مصرة على تقديم العشوائيات والمشاكل الجنسية فى حين أن السينما العالمية ذهبت إلى الفضاء؟ ــ لأننا دولة نامية.. ونحتاج وعيا كبيرا حتى نقترب منهم، فهم وصلوا لدرجة من الوعى لا يمكن لعقولنا أن تستوعبها، ودرجة من الحرية غير طبيعية ولا نصدقها كشرقيين، لذلك أرى أنه من الطبيعى أن يتحدثوا فى أفلامهم عن الخيال العلمى والفضاء، لأنهم لم يعد عندهم مشاكل على الأرض.
الشروق - أحمد فاروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق