الوسيط.. هل يعيد الود للزوجين؟!
رقم قياسي حققته قضايا الطلاق والخلع التي شهدتها محاكم الأسرة خلال عام واحد بعد أن وصلت إلي مليون حالة مما يثير تساؤلات حائرة حول دور الوسطاء الذين يصلحون بين الزوجين.. فلماذا اختفوا؟ وهل يمكن أن يعودوا؟ ولماذا لا يحتكم الزوجان إلي وسطاء من أهلهما للتقريب بينهما عند الخلاف بدلا من طلب الطلاق أو الخلع؟!الإجابة قدمتها الدكتورة سهير محمود أمين, أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة حلوان التي تؤكد ضرورة عودة الوسيط بين الزوجين علي أن يكون محايدا ولا ينحاز مسبقا لأي طرف منهما وأن يكون هدفه الصلح عند نقل وجهات النظر من أحدهما إلي الآخر ليقرب بينهما ويوضح أسباب تبني كل منهما وجهة نظره, علي أن تكون لديه قدرة علي التفاوض والإقناع وتتوافر لديه النية الحسنة ويسعي للصلح, وتكون له مرونة في نقل وجهات النظر لإقناع كل منهما بتقديم بعض التنازلات, وأن يتفهم دوافع الآخر, وأن يبدي استعداده لتعديل أفكاره وسلوكياته لتعود المياه إلي مجاريها وتستمر الحياة الزوجية بين الشريكين بدلا من الانفصال.وتضيف أن الوسيط أو الحكم العدل من أهل الزوج وأهل الزوجة ليس فكرة جديدة بل إنه من تعاليم الدين الإسلامي حتي يكون الصلح عائليا والتدخل من أسرتي الزوجين حرصا علي بنيان المؤسسة الأسرية التي أقامها الزوجان وتمد المجتمع باللبنات الجديدة اللازمة لنموه ورقيه ومن ثم فإن اللجوء إلي هذه الوسيلة ضروري عند حدوث الشقاق فيجب أن يتدخل حكم من أهلها يرتضيه الزوج وحكم من أهله ترتضيه الزوجة ويجتمعان في هدوء بعيدا عن الانفعالات النفسية والرواسب الشعورية التي كدرت صفو العلاقات بين الزوجين.وتوضح الدكتورة سهير أمين المراحل التي تمر بها عملية الوساطة بين الزوجين وتبدأ بالاستعداد للوساطة وتقبل فكرة التدخل وأن يحاول الوسيط التخفيف من مقاومة الأطراف للوساطة, ومن هنا يكون دور الوسيط كمعالج نفسي يجب أن ينصت لكل منهما باهتمام.وتضيف أن المرحلة الأولي( المقدمة) يقوم خلالها الوسيط بشرح عملية الوساطة للزوجين مع توضيح دوره في مساعدتهما علي التحدث مع بعضهما, وإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهما مع التأكيد علي سرية المعلومات ووضع قواعد أساسية للجلسة تتبلور أهميتها في الإنصات الجيد إذا تكلم أحد الأطراف.وبعد ذلك تأتي مرحلة سرد القصة حيث يعطي الوسيط كل طرف الوقت الكافي لسرد القصة من وجهة نظره بينما يستمع الطرف الآخر والوسيط معا مع تأكيد الوسيط أن يكون الطرف المتحدث قد قام بتنظيم النقاط والأفكار المهمة التي يريد طرحها في الموضوع فهذه فرصته لأن يدلي بوجهة نظره شاملة الأفكار والمشاعر والأحاسيس.بعد ذلك تأتي مرحلة تحديد المشكلة.. بناء علي ما تلقاه الوسيط من معلومات خلال سماع وجهات النظر المختلفة من الطرفين تبدأ من مرحلة التحديد أو التعرف علي المشكلة عن طريق بلورة المشكلة بأسلوب محايد علي النحو الذي يساعد علي حلها.أما مرحلة حل المشكلة فتتم في النقاط التالية:* يضع الوسيط قائمة بالأهداف المشتركة للطرفين.* ثم يضع قائمة بالمشكلات علي أن يبدأ باختيار المشكلات الأسهل أو الأكثر إلحاحا.* وضع اهتمامات كل طرف في قائمة, لأنه عندما يشعر الفرد بأن اهتماماته هي موضوع النقاش يبدأ في طرح الحلول للوصول إلي تحقيق الأهداف مع تأكيد المحافظة علي مرونة التفكير وإيجاد أكبر عدد من الحلول المقترحة للمشكلة.* أما المرحلة النهائية, وهي مرحلة الاتفاق وتلخيص ما تم الاتفاق عليه بين الزوجين برعاية الوسيط مع تأكيده أن المفهوم الجديد للفوز قول الدلاي لاما أن آلهة الانتصار لها ذراع واحدة ولكن السلام يعطي الانتصار للطرفين ولا يوجد في الدنيا انتصار أعظم من زرع السلام والمودة والرحمة والحب وكل سلام يبدأ بالعلاقات الجميلة الجيدة بين الناس.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق