السبت، 12 ديسمبر 2009

المستشفيات تعاني فقر الدم


في المستشفيات أزمة دم‏..‏ هذه حقيقة يجب الاعتراف بها رغم ماهو معروف عن شهامة المصريين وروح الإيثار والتبرع التي نتحلي بها في أوقات الازمات والكوارث‏.‏وأزمة الدم لها أبعاد عديدة وأسباب كثيرة‏,‏ لعل أهمها القرار الذي صدر بمنع وجود بنوك دم في المستشفيات والاعتماد علي بنك الدم الإقليمي‏..‏ بالإضافة لغياب ثقافة التبرع إما للخوف من آثاره السيئة علي الصحة‏..‏ أو لفقدان الثقة في مصير الدماء التي يتبرعون بها وهل تذهب إلي مستحقيها مجانا أم لا‏..‏الوضع في مستشفيات الصعيد لايختلف كثيرا عن القاهرة بل يزداد سوءا لمعاناة تلك المستشفيات من سائر المشاكل التي يعاني منها الصعيد‏..‏ومن بين تلال المشاكل تحول بيع الدم إلي تجارة مربحة وأصبح للسماسرة الكلمة العليا‏.‏
سماســــــــــرة الحياة‏!‏‏الحكومية تقدمه بـ‏60‏ جنيهاوالمستشفيات الخاصة بـ‏500‏ جنيه
لسنوات ظل ميدان باب اللوق عنوانا خاصا يقصده الباحثون عن كيس دم تعاني مستشفيات الدولة والمستشفيات الخاصة من عدم القدرة علي توفيره لمريض يحتاج له وربما تتوقف حياته عليه‏.‏ الآن اختلفت الصورة لدرجة كبيرة‏,‏ فقد صار للدم البيزنيس الخاص به وطرقه المختلفة‏,‏ بينما مازال محترفو البيع يعملون ولكن وفقا لمنظومة أكثر سرية وتنظيما‏.‏ وبينما تضخ بنوك الدم الحكومية الرسمية دماءها في جميع بنوك الدم الخاصة في المستشفيات الاستثمارية فإنه لا أحد يسأل هؤلاء‏:‏ بكم تشترون وبكم تقدمون كيس الدم الذي صار بدوره سلعة يحركها قانون العرض والطلب؟‏!!‏في الثمانينيات كان لدينا واحد من أشهر بنوك الدم الخاصة في مصر وهو بنك الدكتورة زينب السبكي‏,‏ البنك الوحيد الخاص في مصر والمتخصص في بيع الدم وشرائه طبعا من المحترفين وربما مازال البنك مفتوحا حتي الآن رغم ان دماء هؤلاء المحترفين غيرت مسار عملها وربما شكله حسب متغيرات الظروف منذ إصدار وزير الصحة الأسبق دكتور اسماعيل سلام قراره الشهير بتحريم الاتجار في الدم وتجريم هذا الفعل ومحاكمة أي مركز أو مستشفي خاص أو حتي عام يتعامل مع محترفي بيع الدم‏.‏انتقلت اللعبة الآن لأرض المستشفيات الخاصة التي صارت تحت مظلة القانون تمارس عمليات السمسرة والبيع بهامش ربح غير عادي وتشارك معها السماسرة والمتبرعين المحترفين حسب حاجتها وحساباتها الخاصة‏.‏في البداية تشرح لنا الدكتور شيرين أحمد فتحي أستاذ أمراض الدم ومدير بنك الدم بمستشفي قصر العيني التعليمي الجديد خريطة تدفق الدم عبر المستشفيات وبنوكها قائلا‏:‏ أصبحت طرق الحصول علي الدم تتم عبر أربع وسائل فقط‏,‏ الأولي التبرع الشرفي من الناس العادية تماما من خلال حملات جمع الدم‏,‏ والثانية تبرع المريض للمستشفي الذي يجري فيه الجراحة أو يتلقي العلاج مقابل توفير الدم للمريض وهو تبرع نسميه استبدالي فالمستشفي يأخذ الدم من الأقارب مقابل توفير دم المريض من نفس فصيلته‏,‏وقد يكون من أهل مريض آخر وهكذا ثم هناك طريق ثالث نسميه التبرع الموجه وهو الذي نأخذ فيه الدم بكمية محدودة من متبرع من أهل المريض تكون له نفس الفصيلة والتوافق التام وغالبا ما نلجأ لهذا في عمليات القلب المفتوح وأخيرا هناك طريقة رابعة وهي التبرع الذاتي حيث يتبرع المريض لنفسه قبل إجراء الجراحة‏.‏ وتلجأ بعض المستشفيات الخاصة لهؤلاء لسد حاجاتها من الدماء في أوقات معينة ولكن اثبات هذا أمر صعب‏,‏ فالكل يؤكد سلامة موقفه وقانونية عمله‏,‏فهم يتعاملون كما حدد القانون مع بنك الدم القومي والبنوك التابعة للمستشفيات التعليمية والرسمية التابعة لوزارة الصحة‏,‏ والوزارة التي تتولي الإدارة العامة لبنوك الدم التابعة لإدارة التراخيص والتفتيش عليها بشكل دوري للتأكد من سلامة الدم بها والتزامها بالقواعد المنظمة‏.‏وهل يسمح للمستشفيات الخاصة بإجبار أهل المريض علي التبرع؟أعتقد أن هذا غير مسموح به إلا إذا رغبوا في هذا ولكن الأغلب انهم يدفعون ضمن فاتورة العلاج ثمن أكياس الدم التي يأخذها المريض باعتبارها جزءا من الخدمة الطبية المقدمة له‏.‏ومن يحدد ثمن هذه الخدمة‏,‏ هل توجد تسعيرة محددة من الدولة لثمن كيس الدم؟لا توجد تسعيرة‏,‏ فالمستشفي هو الذي تحدد تلك القيمة‏,‏ فهم يشترون الدم سواء من الجهات الرسمية أو المتبرعين بشكل غير رسمي ويضيفون له ثمن الانفاق عليه سواء التحاليل التي تجري للتأكد من سلامة الدم إذا كانت تعيد اجراءها أو تكاليف النقل والتخزين أو فصل بعض مشتقات الدم حسب حاجة المريض وفي النهاية يحددون سعر الخدمة حسب مستوي المستشفي وحاجة المريض‏.‏الدكتورة تيسير عيادة استاذ الدم بكلية طب قصر العيني عندما سألتها عن أسعار الدم التي تباع بها أكياس الدم من بنوك الدم الحكومية كبنك قصر العيني للمستشفيات الخاصة وكيف يتم تنظيم تلك المسألة؟ أجابت‏:‏ سعر كيس الدم يباع في البنوك الحكومية والتعليمية بحوالي‏60‏ جنيها ويرتفع ليصل إلي حوالي‏150‏ جنيها في الفصائل النادرة ولكن سعر الشراء من المستشفي الخاص يتراوح بين‏400‏ و‏500‏ جنيه وأحيانا يصل الي‏700‏ جنيه للفصائل النادرة وتلك التي غالبا ما تحدث فيها عمليات السمسرة واللجوء لمحترفي التبرع أو الذين نسميه بالـ‏CRONICDONERS‏ولذلك فإنه في أغلب الحالات التي تحدث فيها مشكلة لمريض من أصحاب الفصائل النادرة غالبا ما يذهب أهل المريض للبنوك الخاصة‏.‏وهناك ملحوظة مهمة وهي ان فترة تخزين الدم يجب ألا تزيد علي‏45‏ يوما فقط بعدها يكون الدم غير صالح للاستخدام ولذلك فإنه من المفترض أن البنوك الموجودة بالمستشفيات الخاصة هي مجرد اماكن لحفظ الدماء المتداولة وليس لتخزينها أو بيعها كتجارة‏.‏بقي أن نعرف وكما قالت لنا دكتورة تيسير ان بنوك الدم العامة تأخذ الدم من متبرعين بدون أي مقابل مادي‏.‏

اختفت في ظروف غامضة ومطلوب إعادتهاالفصيلـــــــــــــــــــــــــــةفي الرقم القومي
في البطاقة الورقية القديمة قبل تعميم بطاقات الرقم القومي‏,‏ كانت فصيلة الدم خانة مهمة‏..‏ وكان الهدف منها سرعة إنقاذ المصابين المحتاجين إلي نقل دم بمجرد معرفة فصيلة دمهم من البطاقة توفيرا للوقت بدلا من إجراء تحليل لدم المصاب يستغرق وقتا قد يكون فاصلا بينه وبين الموت‏..‏ ولكن في بطاقة الرقم القومي اختفت خانة فصيلة الدم رغم أهميتها المتعلقة بأرواح المصابين لاسيما في حوادث المرور‏.‏‏*‏ يقول د‏.‏ ايمن شوقي بالتأمين الصحي من أهم المشاكل التي كثيرا مايتعرض لها المصابون في حوادث الطرق خاصة الطرق الصحراوية والاماكن النامية عدم معرفة نوع فصيلة دم المصاب وايضا المحيطون به لأنه في حالة معرفة الفصيلة ستكون عملية نقل الدم اسرع‏,‏ لاسيما أن سيارات الاسعاف الحديثة مجهزة بثلاجة لحفظ الدم بها‏,‏ففي حالة الابلاغ عن وقوع حادث ووجود مصاب محتاج الي عملية نقل دم سريعة له يتم الابلاغ عن فصيلة دمه عند ابلاغ الاسعاف عن الحادث فتأتي بأكياس الدم المطلوبة معها لتقوم بعملية نقل الدم بسيارة الاسعاف فورا خلال نقل المريض الي المستشفي وهذا بالطبع يساعد كثيرا في إنقاذ حياة المصاب‏,‏ حيث ان دقيقة واحدة في مثل تلك الحالات الحرجة قد تفرق في انقاذ حياته‏.‏كما ان المحيطين بالمصاب قد يكون لديهم رغبة في التبرع بالدم في حالة مطابقة فصيلتهم بفصيلته‏,‏ لكن عدم معرفتهم بنوع الفصيلة يكون عائقا في تحقيق هذا بينما مجرد كتابة حرف يوضح نوع فصيلة دم بالبطاقة الشخصية‏,‏ كما كان الحال بالبطاقة الورقية القديمة يمكن يساعد في انقاذ حياة انسان بل وايضا يجب اضافة بيان فصيلة الدم برخصة القيادة لان قائدي السيارات الاكثر عرضة للاحتياج لعملية نقل دم في حالة وقوع حادث بالطريق‏.‏وحتي في حالة عدم توافر اكياس دم بسيارة الاسعاف يمكن ابلاغ المستشفي الذي يتم نقل المصاب اليه بنوع فصيلته المدونة بالبطاقة او رخصة القيادة لتجهيز نوع الدم المطلوب والقيام بعملية نقل الدم اليه فور وصوله الي المستشفي مما يساعد كثيرا في انقاذ حياته من الموت‏.‏ويضيف د‏.‏ ايمن شوقي قائلا وهناك أهمية كبري ايضا لتدوين فصيلة الدم ببطاقة الرقم القومي من الناحية الزمنية‏,‏ حيث انه في حالة الحاجة الي التأكد من شخصية صاحب البطاقة يمكن ان تساعد فصيلة الدم المدونة بها من التأكد من ذلك في حالة مطابقة نوع الفصيلة المدونة مع فصيلة الشخص المراد التأكد من شخصيته بتحليل دمه‏.‏لهذا لابد من اضافة نوع فصيلة الدم ببطاقة الرقم القومي عند تجديدها‏,‏ كما كان الحال قديما مما سوف يساعد كثيرا علي مواجهة العديد من المشاكل الصحية والامنية معا‏.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق