الأحد، 23 أغسطس 2009

مخرج "صدق وعده": "أبو جهل" أبكاني.. وأوثق معاناة المسلمين


محمد عزيزية، مخرج "صدق وعده"؛ الذي تعرضه قناة MBC1 في شهر رمضان، إن مشهد تعذيب المسلمين على يد أبي جهل جعله يبكي، مشيرا إلى أن المسلسل يوثق المعاناة التي تعرض لها المسلمون في أول الدعوة.
وأضاف أن سبب رفض التلفزيون الكويتي هذا العمل، هو توثيقه للإهانة والمعاناة التي تعرض لها المسلمون في بداية الدعوة، وهو ما وصفه المخرج بالشيء غير الجديد على الإسلام والمسلمين؛ فالدين الإسلامي ما زال يتعرض للآن لهجمة قوية، وصلت إلى الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، كما حصل في الرسوم التي نشرتها الصحف في الدنمرك.
ومع هذا فالدين -كما يقول عزيزية ينتشر وبكثرة في أوروبا في هذه الفترة. وهذا الجانب كان من الضروري التعرض له.
كما أكد على خلو النص من أية أمور تسيء إلى الرسول الكريم، أو إلى الدين الإسلامي، وقال إن السيرة النبوية الموجودة في نص المسلسل وافق عليها الأزهر، بمعنى أن القائمين على المسلسل حصلوا على بطاقة عبور لإتمام العمل، الذي كتبه عبد السلام أمين، وقام عثمان جحا بكتابة سيناريو المسلسل، وقد وصف المخرج الكاتب عبد السلام أمين بأحد أهم ركائز الأدب في مصر، وأنه من خيرة الكتاب.
وأكد المخرج أن "صدق وعده" هو العمل الوحيد التاريخي الذي يعرض على قناة MBC1 في رمضان، فـ"باب الحارة" مثلا، هو عبارة عن فانتازيا، تهدف إلى إيجاد مكان وزمان، ويمكن إسقاط العمل على الأحداث في غزة، والحصار الذي تلقاه، ويتعرض له أهلها، وهو تماما ما يحدث في باب الحارة، أو بمعنى آخر فإن الأحداث التي تحصل في غزة يمكن إسقاطها على "باب الحارة"، أما "فنجان الدم" فهو قصة درامية بطابع بدوي، بعيدا تماما عن المسلسلات التاريخية، أما "صدق وعده" فهو مسلسل تاريخي، يروي قصة وقعت بالفعل، ويعيدها للأذهان بقالب درامي.
الناس أذواق
وعلق محمد عزيزية على عودته إلى المسلسلات التاريخية، بأن هذه النوعية من الدراما لم تنته مدتها، وقال "من الجيد أن نبدل ونقدم المعاصر، وأن ننوع في نفس الوقت؛ فالناس أذواق، ويحبون التبديل والتنويع"، وأعطى مثالا بعقدي السبعينيات والثمانينيات، التي انتشرت فيها المسلسلات البدوية، بشكل كبير، وبعد أن خبت لفترة، عادت وظهرت من جديد وبقوة على كثير من الفضائيات العربية".
وركز عزيزية على أن موضوع الانتشار وإعادة الظهور مرتبط برغبات الناس، فالفضائيات وعلى اختلافها، أول ما تهتم به هو ذوق الناس واهتماماتهم ورغباتهم، في محاولة منها لجذب أناس باهتمامات مختلفة، للجلوس أمام شاشاتها، ومتابعة برامجها من ألفها إلى يائها. مع أنه من المستحيل إرضاء أذواق الناس قاطبة.
وبما أن الفضائيات لن تستطع أن ترضي أذواق الناس قاطبة، أكد عزيزية أن ما يجب أن تركز عليها القنوات هم فئة المراهقين والشباب، من ناحية أنهم الكم الأكبر من المشاهدين، ويجب السعي لإرضائهم وتلبية رغباتهم واهتماماتهم.
وفي رأي مخرج " صدق وعده" فإن فترة رمضان من أصعب الفترات، بالنسبة للقنوات والقائمين عليها، من حيث اختيار البرامج والمسلسلات التي ستبثها، فهو الشهر الوحيد الذي تجتمع فيه العائلة بكل أفرادها أمام شاشة التلفزيون، بمعنى أنه يوجد تنوع واختلاف في الأذواق، وهو ما يحتم على القناة أن تعرض مسلسلات تلائم كافة الفئات والأعمار، لاستقطابها.
وشدد عزيزية على ضرورة أن تتميز المسلسلات "بالاستفزازية" التي تجعل المشاهد يسعى لمشاهدتها ومتابعتها، خاصة أمام الكم الهائل الذي تعرضه الفضائيات المختلفة على شاشاتها، في نطاق المنافسة.
تقسيم المصريين والسوريين
أما عن التشارك في العمل، الذي جمع ممثلين سوريين ومصريين، فقال المخرج إن هذا لا يندرج ضمن نطاق استدراج الممثلين السوريين والمخرجين إلى مصر، والعمل في أعمال المصريين، فالإنتاج مشترك، بين شركة إنتاج سورية وقطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، وهو ما أدى إلى نوع من التقاسم في الأدوار بين ممثلين مصريين وسوريين، أمثال أيمن زيدان وسوسن بدر وجهاد سعد وخالد النبوي ومكسيم خليل وعبد الرحمن آل رشي، بالإضافة إلى أدوار ثانوية أداها مجموعة ممثلين من كلا البلدين، وقد تم اختيار الممثلين المصريين من خيرة الممثلين الناطقين بالعربية الفصحى.
أما عن تصوير المسلسل في سورية، فقد جاء نتيجة لتقارب البيئة السورية مع البيئة الخليجية، بالإضافة إلى عامل الحرارة العالية في مناطق التصوير في مصر؛ لذا فقد تقرر تصويره في سورية، بعد أن كان مقررا تصويره في كلا البلدين.
كان الفنان المصري خالد النبوي نفى إساءة "صدق وعده" للرسول عليه السلام، معربا عن دهشته من رفض رقابة تلفزيون الكويت عرض المسلسل على القنوات الكويتية.
وقال النبوي إن التشبيهات التي وردت بالمسلسل للرسول "ساحر وكاهن وغيره" وكانت سببا في رفضه، أوردها القرآن على لسان الكفار.
وأضاف أنه "من الطبيعي أن يقول المشركون هذا الكلام، فهذه التعبيرات لم يأت بها كاتب النص من خياله، بل بالاستناد إلى ما ذكره القرآن الكريم؛ الذي نفى كل الشبهات عن رسولنا بقوله تعالى في سورة "الحاقة": ﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43)﴾.
كانت لجنةٌ مشتركة بين وزارة الإعلام ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت قد رفضت إجازة عرض مسلسل "صدق وعده" على تلفزيون الكويت خلال شهر رمضان المبارك؛ بدعوى احتوائه على "أوصاف للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لا تليق بمقامه الشريف في أي حال من الأحوال".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق