محمود خليل الحصري" واحد من أشهر قارئي القرآن الكريم، ليس فى مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي كله، وهو الوحيد الذي قرأ القرآن في البيت الأبيض الأمريكي.
الشيخ الحصري أول من سجل المصحف المرتل للإذاعة برواية حفص عن عاصم سنة 1381هـ/ 1961م.وظلت إذاعة القرآن الكريم في مصر تقتصر على صوته منفردا حوالي 10 سنوات. ثم سجل رواية ورش عن نافع سنة 1384 هـ/ 1964م، ثم رواية قالون والدوري سنة 1388هـ/ 1968م.
وفي العام نفسه، سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامي. ورتل القرآن الكريم في كثير من المؤتمرات، وزار كثيرا من البلاد العربية والإسلامية الآسوية والإفريقية، و أسلم على يديه كثيرون.
وكان أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، وبفتح مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وشيد مسجدا ومكتبا للتحفيظ بالقاهرة.
ولد الشيخ محمود خليل الحصري في 27 سبتمبر/ أيلول 1917 بقرية "شبرا النملة" في محافظة الغربية، وحفظ القرآن الكريم في المسجد الأحمدي بطنطا، وأتم حفظه وهو في الـ8 من عمره، ثم تفرغ بعد ذلك لدراسة العلوم الشرعية وأصول الدين بالأزهر، ونال منه شهادة القراءات الـ10 الكبرى.
تقدم الشيخ الحصري للإذاعة عام 1944، واعتمدته الإذاعة مقرئا واحتل المرتبة الأولى بين المتقدمين، وانطلق صوته عبر الأثير إلى المسلمين في كل مكان.
وعمل مقرئا للمسجد الأحمدي لمدة 10 سنوات متتالية حتى جاء إلى القاهرة عام 1955 وعمل مقرئا بمسجد الإمام الحسين.
وفي عام 1957 عين مفتشا للمقارىء المصرية، ثم رقي وكيلا لها بعد عام واحد. وفي 1959، عين مراجعا وخبيرا ومصححا للمصاحف في لجنة القرآن والحديث بمجمع البحوث الإسلامية التابعة للأزهر.
وفي 1960 أصدر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرارا جمهوريا باختيار الشيخ محمود خليل الحصري شيخا لعموم المقارىء المصرية، ليكون بذلك أول من شغل هذا المنصب من قراء آيات الذكر الحكيم.
في الوقت نفسه، اختارته وزارة الأوقاف مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم.
ورافق الشيخ خليل الحصري الرئيس محمد أنور السادات في زيارته التاريخية إلى الولايات المتحدة في ديسمبر 1977، والتقى بالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
كما زار إندونيسيا والفلبين والصين والهند وسنغافورة. وفي ماليزيا حاصرته السيول والأمطار فأرسل له رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر أقلته إلى الألوف الذين كانوا ينتظرونه، وكانت معظم رحلاته في شهر رمضان المعظم.غربيون أسلموا على يديه
في 1965 قضى الحصري 10 أيام كاملة بمسجد في باريس، أشهر خلالها 10 فرنسيين إسلامهم على يديه.
كما أشهر على يديه إسلام 18 أمريكيا، بينهم طبيبان و3 مهندسين. وفي مدينة "سان فرانسسكو" تقدمت منه سيدة أمريكية مسيحية وقالت إن "قراءته مست وجدانها، وأحست من عمق نبرات القراءة أن القرآن الكريم على حق، رغم أنها لم تفهم كلماته" وأشهرت إسلامها على يد الشيخ الحصري، ووعدته بأن تلتحق بأحد المراكز الإسلامية لتتعلم اللغة العربية.
وقدم الشيخ محمود خليل الحصرى للمكتبة الإسلامية أكثر من 10 مؤلفات، منها "مع القرآن" و"مجموعة القراءات الـ10" و"معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف.. الأرض كنزا والابتداء".
كما سجل القرآن الكريم بطريقة يتعلم من خلالها الصغار كيفية القراءة.
وفي أواخر أيامه، شيد مسجدا ومعهدا دينيا ومدرسة تحفيظ في مسقط رأسه بقرية "شبرا النملة". وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في وجوه البر كافة.
نال الحصري العديد من الأوسمة تقديرا لمكانته، أبرزها جائزة الدولة التقديرية من الطبقة الأولى عام 1967.
وفى مساء يوم 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1980 أدى الشيخ الحصري صلاة العشاء، ثم أصيب بنوبة قلبية توفي على إثرها، وكانت آخر كلماته "أن الإيمان إذا دخل قلبا خرج منه كل مايزيغ العقل".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق