السبت، 11 فبراير 2012

وحيد حامد : نار الثورة أصبحت رماداً لأن كل ثائر تصور أنه زعيم






الفوز الكبير الذى حققته جماعة الإخوان المسلمون لم يغير شيئاً فى حدوتة الصراع بين "الكاتب والجماعة" ، بل أن مشاهد الرواية النهائية لن تتغير لأن صاحب الرواية الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد يرى أن التاريخ لا يتبدل وأنه لا يكتب من أجل أحد وإنما من أجل الحقيقة ..

وفى الحوار التالى فاجأنا الكاتب الكبير بآراءه المختلفة والتى ربما تكون صادمة للكثيرين ، يرى أن الثورة تعرضت للسرقة وأن الانتخابات باطلة وأن الإسلاميين ليس لهم الحق مطلقاً فى التحدث باسمها .. التفاصيل فى الحوار التالى .


فى البداية ما تقييمك للفوز الكبير الذى حققه الإسلاميون فى الانتخابات .. وهل كان هذا الفوز دليلاً عملياً على الشعبية والانتشار الكبير؟


بالتأكيد جماعة الإخوان المسلمون لها تواجد متنامى من سنة 1928 فى المجتمع المصرى وهذه مسألة واضحة ، لكن لا نستطيع أن نسميها شعبية ومن هنا أنطلق إلى نقطة هامة جداً حول شرعية الانتخابات فالذى حدث أن الانتخابات التى جرت بهذا الشكل لا قيمة لها فى التعبير عن ديمقراطية حقيقية ولا حتى الانتخابات التى سبقتها.. فلا يصح أن أدفع إنساناً لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب وأقول له اختر النسر أو الحمامة أو على كذا أو كذا ، ولا يصح أيضاً أن تتدخل الرشاوى فى العملية الانتخابية سواء كانت هذه الرشوة 50 جنيه أو حتى باكو شاى ولا يصح أيضاً أن يدخل الدين عنصراً أساسياً فى الدعايات الانتخابية فكل هذه المسائل تبطل الانتخابات وتجعلها غير حقيقية ولذلك النتيجة لا أتكلم فيها.. نقطة أخرى مهمة جداً وهى أنه من وجهة نظرى أرى أن هذه الانتخابات باطلة لأن الإعلان الدستورى ينص على عدم قيام الأحزاب الدينية بينما أرى أكثر من 10 أحزاب دينية قائمة فعلى أى أساس تم السماح بهذا الأحزاب وطبعاً هناك مقولة بأن البرامج الخاصة بهذه الأحزاب خالية من النشاط الدينى ولكن يا فرحتى إذا كان الورق سليم لكن الفعل فى الشارع مغاير فهذا خداع .








لكن القوى السياسية وفئات كثيرة من الشعب تصف هذا المجلس باعتباره برلمان الثورة الذى سيحقق أحلام ومطالب الناس؟!

فين هى الثورة .. ثورة أيه.. كله يتشدق بالثورة.. أولاً السلفيون تحديداً ما علاقتهم بالثورة ؟! فهم لم يشاركوا فى البداية وكانوا يرفضونها تماماً فليس من حقهم الحديث باسم الثورة.. والأخوان كذلك فقد شاركوا باستحياء شديد وانتظروا من الرابح وراحوا فى الكفة الراجحة .. ولذلك الإخوان الآن فى قمة الغرور وقمة التعالى لكن يجب أن يعلموا أن مصر أيضاً بها عقول.








لو عاد بك الزمن .. هل كنت ستغير المشاهد الأخيرة من مسلسل " الجماعة " بعد التطورات الأخيرة؟

هل يتغير التاريخ أصلاً.. ؟! أنا لست كاتباً يسير مع "الرايجة" وموقفى لن يتبدل وأنا فى عز سطوة الحزب الوطنى كنت معارضاً له فلم يحدث شىء بالنسبة لى .. ولو أتى الإخوان إلى الحكم فسأفعل ما كنت أفعله مع النظام السابق .. ولو عملوا شيئاً طيباً يبقى أهلا وسهلا ولو عملوا شىء سىء سأكون ضدهم .. فلابد أن يكون للحاكم معارضون مهما كان .. وأنا فى الواقع أستأت جداً جداً من تصريح للمرشد السابق مهدى عاكف حيث قال " اللى مش عاجبه الإسلاميين مع السلامة" وإذا أغمضت عينك عن مقولة المرشد السابق على أساس أنه متسرع فى كلماته تأتى الكارثة الكبرى ويقول المستشار الخضيرى "اللى مش عاجبه الإسلاميين يسافر من البلد " فهذا هو الكلام السفيه لأن المرشد السابق والمستشار السابق كانا يعارضان النظام السابق ولكن لم يجرؤ أحد فى هذا النظام السابق أن يقول لهم اخرجوا أو اطلعوا بره.. فبأى منطق عاقل يتم استبعاد المختلفين فى الرأى، فهذا عيب وأنا مندهش جداً أن يصدر هذا القول السفيه من المستشار السابق.. فهذا أراه استبداداً مبكراً .

الكثير من المحللين يرون أن الإخوان سيحددون مصير مصر السياسي من خلال السيطرة على لجنة صياغة الدستور بحكم تواجدهم فى البرلمان بهذا الكثافة .. فما تعليقك على هذا الكلام؟

لا خوف من الإخوان على الإطلاق .. ليس لأنهم ناس طيبون أو لأنهم ناس ديمقراطيون أو لأنهم سينفذون الوعود المعسولة .. لا ولكن هناك شعب يقظ .. وأنا شخصياً أقول لهم أهلاً وسهلاً اتفضلوا وأرونا ماذا أنتم فاعلون .. والشعب الذى خلع النظام السابق قادر على خلع الإخوان واللى أجدع من الإخوان فلماذا نخاف إذن من الإخوان، وفى العادة الشعب المصرى طوال تاريخه يخرج على الظالم المستبد وبالتالى الخروج على الإخوان فى حالة استبدادهم وظلمهم سيكون حتمياً وسريعاً سواء كان الإخوان أو أى حاكم خلاص الشعب عرف طريقه.








لماذا طرحت هذا التساؤل فى إحدى مقالاتك : كيف يتحول هذا المواطن الذى عاش منضبطاً وخائفاً إلى إنسان آخر وكأن قطاعا كبيرا من الناس كان فى شوق إلى الفوضى؟

هل رأيت كورنيش النيل أليست هذا فوضى وعندما تجد واحد محترم سائق سيارته وواقف فى الممنوع أو قام بإغلاق الشارع بسيارته فمن تلوم ؟ وعندما تجد مستغلين احتكروا رغيف العيش واحتلوا الشوارع بأكشاك مما تسبب فى تشويه مدينة كانت جميلة وأين حق المواطن عندما يقوم كل واحد ويحضر فرشة ويضعها فى الشارع بدعوى أكل العيش .. أيضاً من المتواجدون فى ميدان التحرير الآن أقطع ذراعى إذا كان هؤلاء ثوار .. الثوار راحوا لحالهم .. شوف شكل ميدان التحرير وابكى على مصر وكاميرات السياح بدلاً من أن تنقل صورة حلوة تنقل صور أرباب السوابق.






فى تقديرك كيف ساهم الإعلام فى منظومة التضليل التى نشعر بها أحياناً؟






الإعلام وتسابق القنوات الفضائية يعمل وفق المثل الشائع " هبلة ومسكوها طبلة" وليس هناك رؤية ولا إحساس بمصلحة الوطن وأيضاً التقلبات الفظيعة فى المواقف فإذا كنت اليوم معك فأنا غدا ضدك .. فما الذى يحدث.. وطول ما أنت بعيد عن الكرسى فأنت مثالى وحالم للوطن وعندما تجلس على الكرسى وتشعر بدفء السلطة تتغيير الأحوال وهناك جملة مهمة جداً تقول "عندما نتكلم فكلنا أصحاب مبادىء وعندما نعمل فكلنا أصحاب مصالح" طبق ذلك على الكل.








كل ثورة كانت تفرز فناً بديعاً وثائراً .. لكن مع ثورة يناير لم نرى تغيراً فى الإبداع المصرى فماذا حدث؟

الفن والابداع لا يرتبطان بمناسبات أو ثورات أو خلافه .. الابداع يرتبط بحال الناس وبحال المجتمع فإذا كان المجتمع نشطاً ويقظ ويموج بالحركة يخرج شعراء ورسامون وإذا كان المجتمع يقظ وحى وملىء بالحركة تجد كل عناصر الحياة فيه مشتعلة ومضيئة لكن إذا كان المجتمع محبط وراكد ومتخبط .. خلاص لا ننتظر شىء.








لكننا قمنا بثورة والثورات تحيي الشعوب وتفجر طاقات الإبداع بها .. ألم يكن كل ذلك كافياً؟

أنا ألخص لك الثورة .. أراها كالنار التى أصبحت رماداً .. هكذا الثورة .. الثورة اتخنقت وفى الواقع الذى نحن فيه الكرة أصبحت بين رجلين جماعة الإخوان والمجلس العسكرى وهنا لا نسأل عن الثورة، شباب الثورة هم من أضاعوا الثورة بعد أن فتتوا أنفسهم وكل واحد عمل زعيم، والإعلام الغبى استهلكهم فصاروا أكثر غباءً منه ..








مسئولون بإسرائيل صرحوا مرات عديدة أن الصدام مع مصر ربما يكون وشيكا خاصة مع صعود الإسلاميين .. فما رأيك؟

وهل تعتقد أنه لا توجد حرب قريبة ؟! لكن دعنا نقول أن إيهود باراك أول من تنبأ بعد أيام من الثورة المصرية وقال أن الثورة المصرية ستتعرض للسرقة .. الثورة الإيرانية الذى قام بها فى الأصل هم اليساريون ثم أخذها الإسلاميون.. الناس الذين كانوا ضد الثورة أصلاص وهم السلفيون فازوا فى الانتخابات لكنى غير مندهش لأن الانتخابات تصنع أكثر من ذلك .. موسيلينى جاء بالانتخابات وهتلر جاء بالانتخابات، ومع ذلك أنا أرجع كل هذا للثلاثين عاماً التى حكمنا فيها مبارك لأن هذا نتيجة تدمير الشخصية المصرية فأصبحت على هذا الحال .. ومصر الآن أصبحت مثل الحيوان الرخو نحن مثل الرخويات الآن..








تجربة الرئيس السابق مبارك كيف تلخصها فى كلمات قليلة؟

حسنى مبارك أمره متروك للمولى عز وجل لأنه رجل أخذته السلطة وهكذا البشر ، وهذا الرجل فى السنوات الخمس الأولى من حكمه لو كان نفذ وعده وحكم فترتين أعتقد أن حال مصر كان سيتغير .. وأنا لا ألوم حسنى مبارك بقدر ما ألوم الذين زينوا له السلطة من الأتباع والحواريين .








هل من الممكن أن تكتب قصة حياة مبارك فى فيلم أو مسلسل درامى؟

لا .. أنا لا أكتب إلا ما أنا مقتنع به أو مسيطر على فكرى وذهنى لكن لن أفكر فى الكتابة عنه وإنما قد أكتب عن المرحلة بكل تفاصيلها وخصوصيتها التاريخية والاجتماعية.



الفيلم الذى كتبته منذ فترة طويلة والذى يحكى قصة العبارة السلام 98 هل يرى النور قريباً؟

لا يوجد منتج فالفيلم يحتاج تكلفة تصل إلى 50 مليون جنيه ..لكن بالمناسبة جماعة الإخوان المسلمون كانوا فى الماضى يقولون لى لماذا لم يتم إنتاج فيلم العبارة فى حين خرج مسلسل الجماعة إلى النور طيب الفيلم موجود والإخوان معهم فلوس هل ممكن ينتجوه .. لو وافقوا على إنتاجه سأرحب وبشدة! وأنا لى أصدقاء كثيرون فى الجماعة فأنا لست فى خصومة معهم.




المصدر : بوابة الشباب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق