الذين ظلوا يوجهون الشتائم إلي المجلس العسكري ورجال الأمن.. ليرسم هؤلاء المتظاهرين ـ غير المسئولين ـ أبعاد صورة شديدة السواد والحزن هذه الصورة المحزية تحدث شرخا كبيرا في العلاقة بين الجيش والشعب.. ولم يكن أمام القوات المسلحة إلا أن تذود عن نفسها بنفس الطريقة, بجانب مجموعات أخري من الشباب الرافض لاسلوب المحتجين.
فمن أعلي أسطح أحد المباني الكبري بشارع الشيخ ريحان تطايرت الحجارة باتجاه الجامعة الأمريكية لتسير في نفس خطوط الدخان المتصاعد من مبني المجمع العلمي الذي تكافح قوات الدفاع المدني من أجل اخماد بقية النيران التي قضت علي المبني تماما وأحرقت90% من محتوياته.. حيث تمكن الشباب الوطني المخلص من تجميع ما يملأ سيارتي نقل من الكتب النادرة التي زحفت عليها النيران.
وكان لافتا للنظر قلة عدد رواد الميدان صباح أمس إلا أنهم أخذا في التزايد المحدود بعد الظهر كزوار شاهدين للخراب والدمار في ظل عدم وجود للخيام أو المستشفيات الميدانية التي تمت إزالتها فيما عدا المستشفي الميداني بعمر مكرم والمستشفي الكائن بنهاية شارع الشيخ ريحان, وفي خضم الاشتباكات سقط عدد كبير من طلاب المدارس بين المصابين بعد اصابتهم جراء رشقهم, وصرح د. طاهر منصور اخصائي جراحة بالمستشفي الميداني بالشيخ ريحان بأن المستشفي استقبل حتي الواحدة من ظهر أمس50 إصابة, معظمهم من طلاب المدارس المصابين بالجروح والكدمات, وكانت هناك ثماني حالات إصاباتها خطيرة ما بين نزيف بالمخ وكسر بالفك وتهتك بفروة الرأس, مما تطلب نقلهم بعربات الاسعاف إلي المستشفيات لتلقي العلاج, بينما اصطفت سيارات الاسعاف مع نهاية الشارع, ولم تتحرك من أماكنها لقرب المسافة بين موقع الأحداث والمستشفي الميداني. ولوحظ أنه بين الحين والآخر كانت تتكرر المشادات بين المتظاهرين التي يتم فضها سريعا, وكان يمسك المتظاهرون بأحد الأشخاص ويعتدون عليه بشدة ويقولون إنه كان يقذفهم بالطوب مع الجيش ويتجهون به إلي أماكن مختلفة بالميدان. وخلال الساعات الأخيرة من نهار أمس استمرت عمليات الكر والفر والتراشق بالحجارة بين المتظاهرين والأمن يتخللها بين الحين والآخر دوي أصوات الطلقات الصوتية من جانب أفراد الأمن بشارع الشيخ ريحان. كما استمر الوضع علي ما هو عليه في شارع قصر العيني, حيث مقر رئاسة مجلس الوزراء, وأغلق الشارع تماما بالحواجز الاسمنتية من ناحية ميدان التحرير لمنع وصول المتظاهرين إلي مقر الوزراء, وتواصلت حركة مرور السيارات في ميدان التحرير, بينما اغلقت تماما شوارع قصر العيني والشيخ ريحان ومحمد محمود.
ولوحظ تناثر الروايات وكثرة الحوارات فيما بين الوافدين والمتظاهرين وكان الجميع يرددون سؤالا واحدا.. ماذا يحدث في مصر؟ ومن الذي يقوم بالتخريب؟ ولا أحد يجيب؟
المصدر: الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق