السبت، 24 ديسمبر 2011

الإعـلام العـالمي : الجنـود و الشرطة و الثـوار و الاسلاميون و الليبراليون أساءوا لمصر المقدسة















الإعـلام العـالمي : الجنـود والشرطة والثـوار والاسلاميون والليبراليون أساءوا لمصر المقدسة
وجهت مجلة فورين بوليسي الامريكية انتقادات شديدة اللهجة لكافة أطراف اللعبة السياسبة في مصر بدءا من الثوار ومرورا بالإسلاميين وانتهاء بالمجلس العسكري‏,‏ مؤكدة انهم جمعيا يتحملون مسئولية المأزق الذي تشهده ثاني دول الربيع العربي‏.‏








وكتب ستيفن كوك محلل شئون الشرق الأوسط في المجلة تقريرا حمل انتقادا شديد اللهجة للمتحكمين في المشهد السياسي المصري تحت عنوان التحرير الذي تحول إلي فرانكنشتاين- في إشارة إلي مشاهد الرعب التي تحدث فيه بين الحين والآخر- أن المأزق الحالي الذي تمر به مصر لا يليق بها, وقال إن المصريين سواء كانوا من الجنود أو الشرطة أو الناشطين أو الاسلاميين قد أساءوا الي هذا الأرض المقدسة.



واستهل كوك تقريره بالقول إن: ميدان التحرير تنبعث منه رائحة البول, وهذا ليس من المستغرب مع هذا الحجم من البشر الذين كانوا يعيشون هناك في مخيمات لعدة أسابيع.. ومع ذلك فالمشكلة لا تتعلق بالرائحة, فليست هي وحدها التي لا تليق بمصر, وإنما هي مجرد رائحة تعبر عن المأزق الحالي الذي تعيشه ثاني الدول الحاضنة لثورات الربيع العربي.
وأضاف المحلل الأمريكي أن ما حدث في شارع قصر العيني هو إهانة للثورة, مشيرا الي أن المعركة الضارية بين الشرطة العسكرية والمتظاهرين, والتي استخدمت فيها الحجارة والزجاج والمعادن والهراوات وقنابل المولوتوف تؤكد ذلك, وقال أيا ما كان سبب العنف الحالي بسيطا فقد كشف مع ذلك عن وجود مشكلة أكثر عمقا تعاني منها مصر, فقد تراجعت البلاد من القوة والكرامة الوطنية التي ترمز للثورة, وأصبحت الآن تعاني من لعبة السياسة القذرة وتطبيع العنف.
وأكد أن الأكثر إثارة للقلق هو أن المعركة الاخيرة تبدو أنها اندلعت بدون اسباب واضحة, وان الشباب والاطفال الذين نزلوا شارع قصر العيني بدوا وكأنهم يبحثون عن الثأر لأحداث العنف التي شهدها شارع محمد محمود.






وحمل كوك الجميع: المؤسسة العسكرية, والمجموعات الثورية والإسلاميين والليبراليين, مسئولية المأزق السياسي الذي تعاني منه مصر حاليا والانهيار الاقتصادي, قائلا إن الجميع ترك المجتمع علي الحافة, واصبح أي حادث بسيط يتحول الي اعمال شغب, وأصبحنا نري جنودا يضربون النساء ومتظاهرين يحرقون مبني يحتوي علي بعض من الكنوز المصرية التاريخية والثقافية.
وفي محاولة لتفصيل الاتهامات, قال كوك إن القيادة العسكرية التي تعاملت مع الثورة طوال18 يوما بشكل جيد ما زالت تفتقر إلي الفطنة السياسية, أما بالنسبة للتيارات الإسلامية فرأي المحلل الأمريكي أنها تسعي إلي الحفاظ علي المكاسب السياسية التي حققتها بعد الثورة, مفضلة أن تتخذ مواقف معلنة أو واضحة.
وعن الثوار الذين تحدث عنهم المحلل الأمريكي أكثر من غيرهم باعتبارهم محرك التغيير الذي حدث يوم25 يناير, قال كوك إنه رغم كل الإبداع والطاقة التي امتلكها هؤلاء الشباب ومكنتهم من اسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك, فإن هناك أيضا الكثير من النرجسية الثورية بينهم, حيث أسرف المحرضون علي سقوط مبارك- كما جاء في التقرير- في تركيزهم علي تلميع مؤهلاتهم الثورية, وبخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك, تلك المؤهلات التي ليست في متناول الغالبية العظمي من المصريين, بدلا من القيام بالعمل الشاق لإقامة تنظيم سياسي, خاصة وانهم يفتقرون إلي الخبرة في هذا المجال, ومع تزايد الاعتصامات والاحتجاجات بدأ الثوار في خسارة تعاطف غالبية المصريين, لذا بات عليهم التفكير بشكل مختلف.
وخلص كوك إلي أن التحرير تحول إلي وحش فرانكنشتاين حيث لا توجد قيادة, ولا قوة معنوية, ولا أي قضية مشتركة, وختم تقريره بالقول: المصريون في ورطة, وليس هناك الكثير الذي يمكن لأي شخص القيام به لمساعدتهم, كثيرا ما نسمع من المصريين مقولة: هذه ليست مصر, وقد حان الوقت بالنسبة لهم لإثبات ذلك.
ومن القاهرة, ذكرت وكالة رويترز في تقرير لها أن الاحتجاجات العنيفة التي يشارك فيها الشبان المصريون حاليا, والذين يسعون إلي إنهاء الحكم العسكري بسرعة وربما إجراء انتخابات الرئاسة قبل منتصف2012 كما هو مقرر لن تؤدي علي الأرجح إلي تراجع هيمنة الجيش علي الأمور في مصر مشيرة إلي أن الجيش سيظل محتفظا بنفوذ قوي علي البلاد.
وأبرزت رويترز تغير نظرة المتظاهرين الحاليين إلي إمكانية استخدام العنف, حيث نقلت عن أحد المحتجين ويدعي مصطفي أيمن قوله حين نظفنا ميدان التحرير في فبراير, أزلنا دماء الشهداء ودفنا الثورة لدي مولدها, مطالبنا لم تتحقق.. العنف هو السبيل الوحيد لإعادة الثورة لمسارها.
وقال أيمن الذي فضل ألا يستخدم اسمه الحقيقي لا توجد ثورة سلمية بفترة انتقالية يقودها الجيش المؤسسة التي تسيطر علي البلاد منذ عام1952.. هل نضحك علي أنفسنا؟
ووصفت رويترز هذا الشاب بأنه واحد من كثير من الشبان الذين يميلون لليسار ويرون أن قيمة دورهم كجماعة ضغط اكبر من قيمة خوضهم مجال العمل السياسي.
وقال أيمن طرفان أفسدا هذه الثورة: الجيش والاخوان المسلمون, مضيفا أن من الواضح أن الجيش والاخوان الذين سيهيمنون علي البرلمان القادم فيما يبدو يتعاونان للوصول الي توازن للقوي في الدولة المدنية الجديدة.
وقالت الوكالة إن الاضطرابات الأخيرة التي وقعت بين المتظاهرين والشرطة والجيش اقتصرت علي ميدان التحرير والشوارع المحيطة به الي حد كبير, ومن المستبعد أن تحول دون استكمال الانتخابات البرلمانية في الموعد المحدد لذلك أوائل الشهر المقبل, لكنها أضافت أن استخدام الجيش للقوة القاتلة ضد المحتجين في الآونة الأخيرة روع الكثير من المصريين الذين يعتبرون الجيش مؤسسة فوق اللوم, وهو وضع متفرد بين مؤسسات الدولة, وبخاصة بعد أن أحجم الجيش عن استخدام العنف لإنهاء الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وأشارت رويترز أيضا إلي أنه سيكون علي جميع المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المقبلة أن يكونوا علي صلات جيدة مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
ونقلت عن المحلل السياسي محمد صفار القوي السياسية والمصريون عموما غاضبون.. علي ما حدث من فوضي, ويطالبون بانتخابات رئاسية مبكرة لنقل السلطة بشكل أسرع, ولكن هذا لن يحيد من دور الجيش في السلطة.
وقال مصدر مقرب من الجيش لـرويترز إن التفويض الشعبي لن يكون كافيا لدعم رئيس مصر القادم لأنه سيحتاج ايضا الي دعم النخبة العسكرية, وأضاف المصدر هذه فترة انتقالية يسلم فيها طرف السلطة لآخر.. يجب أن يكون هناك اتفاق.. هذه هي السياسة.
وسيعني هذا ايضا احتفاظ الجيش بامتيازاته الاقتصادية علي أن يصاحب هذا ما يكفي من استقلالية لإدارة مصالحه التجارية الضخمة.
وتتجلي أهمية الجيش لاقتصاد مصر واستقرارها في أنشطة منها جهوده في مد الطرق والقرض الذي قدمه مؤخرا للبنك المركزي وقيمته مليار دولار لتقليص العجز في احتياطيات النقد الأجنبي.
وفي عام2008 تدخل الجيش لتخفيف حدة أزمة الخبز حين زاد الإنتاج في مخابزه.
وقال صفار مصر تحت حكم الجيش من1952, ونحن الآن نريد أن نسترجع الجمهورية من حكم العسكر, ولكن الجيش سيحتاج ضمانات لترك السلطة مثل الاطمئنان علي مصالحه الاقتصادية, وسيريد أيضا حصانة لكي لا يتعرض للمساءلة بعد تسليم السلطة.


علي صعيد آخر, رأت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية أن القنوات التليفزيونية المصرية الخاصة لا تعكس سوي مصالح وأيديولوجيات أصحابها ومالكيها سواء كانوا أشخاصا أو قوي سياسية.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقريرها الذي جاء تحت عنوان المصالح الخاصة تسود القنوات التليفزيونية أن النقاد والخبراء الاعلاميين يرون تحطم آمالهم في إعلام مهني مستقل علي صخرة المصالح والايديولوجيات, حيث ان الاعلام الرسمي والاعلام الخاص يقفان علي قدم المساواة في تقديمهم لمادة اعلامية غير موضوعية وتعتمد علي الاثارة ويشملها التحيز بشكل سافر.
فعن الاعلام الرسمي, قالت فاينانشال تايمز إنه لا زال يتبني استراتيجيات تعمل علي اقناع الناس بأن كل ما يحدث في البلاد من اضطرابات سببه أياد خارجية ومؤامرات تحاك للبلاد, وهو ما كان يحدث في عهد مبارك, مشيرة إلي أن كافة وسائل الاعلام الرسمية لا تزال منصة للدعاية لحكام البلاد.
وأضافت الصحيفة أنه مع كل حادثة شهدتها مصر بعد الثورة تحولت الساحة الاعلامية الي ساحة حرب بين الاعلام الرسمي والقنوات الخاصة حيث يسارع الكل من أجل جذب الجمهور وفرض وجهة نظره بأي طريقة وبأي ثمن في محاولة لتصدر المشهد في مستقبل مصر ما بعد مبارك.
ووصفت الصحيفة برامج التوك شو بأنها أصبحت ساحات لكيل الاتهامات وتصفية الحسابات دون أي مراعاة لمعايير قانونية أو مهنية.
ونقلت عن الخبير الاعلامي مجدي عبد الهادي قوله ان: الميديا في مصر حالها كحال البلاد تسودها الفوضي وتخلو من الالتزام بالمعايير كما أنها أصبحت منابر لتفريغ الطاقات ومشاعر دون أي شكل من أشكال التوجيه.
وأضاف: أصبحت برامج التوك شو ساحات لافراغ ما في الصدور الي حدود تصل الي الاهانة والتجريح والتشهير, مشيرا الي ان تلك البرامج تعرض فقط لتحليلات ووجهات نظر وتغيب تماما المعلومات المجردة والصحافة الاستقصائية.


المصدر: الاهرام








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق