تحولت صلاة العيد فى مختلف المحافظات إلى ساحة للصراع بين القوى السياسية والمرشحين المحتملين لخوض الانتخابات الرئاسية.
فقد أدى مئات الآلاف فى الإسكندرية صلاة العيد فيما يقرب من ١٩٠ ساحة للصلاة خصصتها مديرية الأوقاف، بخلاف ١٨٠ ساحة أخرى خصصتها جماعة الإخوان المسلمين، كان أهمها فى سان ستيفانو وأرض المعسل فى الإبراهيمية ومنطقة أبوسليمان، فيما كان نصيب الدعوة السلفية ٤٠ ساحة أكبرها فى محطة مصر.
وضم مسجد القائد إبراهيم ما يقرب من ٢٠ ألف مصل، وسادت حالة من الارتباك فى ساحة المسجد قبل الصلاة، بسبب مشادات كلامية بين من يطلقون على أنفسهم أنصار الشيخ المحلاوى وأنصار الشيخ حاتم، إذ اختلف الطرفان على أماكن الصلاة المخصصة للنساء، حيث اقترح البعض إزالتها وفتح الساحة لجميع المصلين، وتطور النقاش إلى مشادات كلامية أدت إلى تأخر البدء فى التكبير وتجهيز الساحة، التى استطاع القائمون على المسجد تجهيزها قبل الصلاة بنصف ساعة فقط.
فى محطة مصر شارك آلاف السلفيين فى ميدان الشهداء وسط حضور عدد من قيادات الدعوة السلفية وحزب النور، بينما شارك المئات من جماعة الإخوان المسلمين فى ساحة أرض المعسل فى الإبراهيمية، وأعلنت عن توزيع هدايا للأطفال ورحلات حج وعمرة وأجهزة منزلية.
وكان لافتاً تواجد أنصار العديد من المرشحين المحتملين للرئاسة فى ساحات المساجد المختلفة، ففى ساحة مسجد القائد إبراهيم كثف مؤيدو حملة «دعم عبدالمنعم أبوالفتوح رئيساً للجمهورية» من تواجدهم وقاموا بتوزيع العديد من المنشورات وملصقات الدعاية الخاصة به، فيما وزع العشرات من حملة دعم الدكتور محمد سليم العوا رئيسا للجمهورية آلاف المطبوعات الدعائية.
وفى السويس، شهدت المحافظة حرب لافتات ومنشورات شرسة بين مختلف الأحزاب الإسلامية والإخوان المسلمين وحملة الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية.
وانتشرت لافتات البرادعى فى مختلف الميادين، تحمل صورته وعلم مصر وتهنئته بالعيد، وقام عدد من الشباب بتوزيع منشورات تحمل صورته وبرنامجه الانتخابى، فيما علق الإخوان المسلمون لافتات كتبوا عليها «تهنئة من الإخوان المسلمين بالسويس بالعيد، دعوة تحمل الخير لكل الناس، ولا غاز ولا استقرار لأولاد الخنازير»، وانتشرت لافتات أحزاب الوسط، والنور، والحرية والعدالة، والوفد، والبناء والتنمية للجماعة الإسلامية.
ووزع حزب النور، عقب صلاة العيد، منشورات تحمل برنامج الحزب والتعريف به، فيما وزع السلفيون منشورات تشرح معنى السلفية وموقفها من التقدم المادى والحضارى المعاصر.
ووزعت الجماعة الإسلامية منشورا، أشارت خلاله إلى أن الإسلام يدعم حرية غير المسلمين فى التحاكم إلى شرائعهم فى شؤونهم الخاصة، ويحفظ حقوق الأقلية، مؤكدين ضرورة أن يكون كل تشريع بعد الثورة راجعاً إلى شريعة الله، مطالبين المجلس العسكرى بالعفو الشامل عن جميع السجناء المحكوم عليهم بمحاكم استثنائية فى العهد البائد.
وفى الإسماعيلية، أقام أنصار حازم أبوإسماعيل، المرشح السلفى لرئاسة الجمهورية، كشكا عليه صورته على بعد أمتار من ساحة ميدان الممر، ووزعوا منشوراً يتضمن برنامجه الانتخابى، فيما شهدت صلاة عيد الفطر بالميدان جمع تبرعات لضحايا المجاعة بالصومال.
فى الدقهلية، صلى نحو ٢٠ ألفاً من أعضاء جماعة الإخوان فى ميدان الشهداء، أمام مبنى المحافظة، مما تسبب فى عرقلة المرور وتوقف حركة السير فى جميع الشوارع المؤدية للمحافظة، وخصصت الجماعة عشرات الأتوبيسات، التى حملت شعار الجماعة، لنقل المواطنين من ربوع مدينة المنصورة مجاناً إلى مقر الصلاة. ووزع عدد من أعضاء الجماعة وحزب الحرية والعدالة البالونات والهدايا، وألغت الجماعة الاحتفال الفنى الذى سبق أن أعلنت عنه بسبب الزحام وتوقف المرور.
كما صلى المحافظ اللواء صلاح المعداوى والقيادات التنفيذية والشعبية والأمنية كالعادة فى استاد المنصورة الرياضى.
فيما شهدت قرية أويش الحجر مشادات كلامية بين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وأعضاء ومجلس إدارة مركز شباب القرية، بسبب إصرار الإخوان على قيام الشيخ على عبدالحكيم بأداء الصلاة، وإلقاء الشيخ محمد عبداللطيف الخطبة، بينما أصر شباب القرية ومجلس إدارة مركز الشباب على الالتزام بالإمام والخطيب الذى خصصته الأوقاف، وهو الشيخ مصطفى السيد إبراهيم.
ووزع شباب القرية منشورات مضادة للجماعة تهدد بالتصعيد فى حالة إصرار أعضائها على فرض الإمام والخطيب، وهو ما تجنبته قيادات الإخوان بالقرية.
وفى الشرقية، قرر المحافظ الدكتور عزازى على عزازى حضور جميع الأئمة إلى ساحات الصلاة عقب أداء صلاة فجر يوم العيد مباشرة، لمنع أى شخص من استخدام مكبر الصوت أو السيطرة عليه، وصلى المحافظ باستاد الزقازيق الرياضى.
وفى بنى سويف، تبارى حزبا الحرية والعدالة «إخوان» والنور (السلفى) على جذب المواطنين إلى ساحاتهم لأداء صلاة العيد، وقدم الإخوان فقرة للأراجوز عن طريق العرائس المتحركة، وانتقد خلالها استخدام الألعاب النارية فى الشوارع، وحكى للأطفال قصة الثورة، وأنشد شباب الإخوان مجموعة من الأغانى، أشادت بالثورة.
ولأول مرة بعد ثورة ٢٥ يناير، أدى أعضاء الإخوان وحزب الوفد والأعضاء السابقون بالحزب الوطنى المنحل الصلاة فى ساحة واحدة بميدان البيئة، جنبا إلى جنب.
وفى أسيوط، نظمت الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية صلاة العيد فى استاد جامعة أسيوط لأول مرة منذ عام ١٩٨١، حيث احتشد عشرات الآلاف وراء الشيخ عبدالآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية، الذى طالب المجلس العسكرى بطرد السفير الإسرائيلى ثأراً للشهداء المصريين على الحدود، والمساعدة فى الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن من السجون الأمريكية.
بينما أدت جماعة الإخوان الصلاة فى مسجد أبوالجود، معقل الجماعة، حيث احتشد أكثر من عشرة آلاف من الرجال والسيدات بساحة ميدان المنفذ بجوار المسجد، وانتشر توزيع المنشورات الدعائية لمرشحى الجماعة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
المصدر : المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق