ضياء بخيت - ايجيبتي
من روائع السينما المصرية التي أثرت وجداننا فيلم "غروب وشروق" وكان الفنان الراحل محمد الدفراوي يقوم فيه بدور ضابط في البوليس السياسي أيام الملك فاروق وكان رئيسه في الفيلم هو الفنان الراحل محمود المليجي (عزمى باشا) رئيس البوليس السياسي.
كان أحد الأفلام النادرة التي تضم مجموعة من كبار الفنانين ممن تألقوا في سماء الفن المصري مثل السندريلا الراحلة سعاد حسني والراحل رشدي أباظة والراحل إبراهيم خان والراحل صلاح ذو الفقار والراحل كمال يسين.
ولهذا أريد التأكيد على أن ابن مدينة دسوق الفنان محمد الصغير أحمد الدفراوى، الذي تخرج في كلية آداب القاهرة مطلع الخمسينات، كان ينتمي إلى جيل العمالقة رغم أنه لم يأخذ حظه في بطولات سينمائية كبيرة مثل المليجي وأباظة وذو الفقار وغيرهم من نجوم الشباك آنذاك ولكن أدواره كانت أساسية ومؤثرة دائما ولاتنسى وكان أول مرتب حصل عليه كبيرا بالنسبة لفترة الخمسينات وهو 200 جنيه عن دوره في فيلم "الله أكبر."
في عام 1970، عرض فيلم "غروب وشروق" وظهر اسم محمد الدفراوي على الشاشة مباشرة بعد محمود المليجي وإبراهيم خان ومن يشاهد الفيلم سيتعلم كيف يكون وطنيا مخلصا لبلده من محمد الدفراوي الذي عمل مع تنظيم سري وطني لتخليص مصر من فساد الحكم آنذاك. أحداث الفيلم ندور في الفترة التي سبقت ثورة 23 يوليو 1952 مرورا بيوم "السبت الأسود" أي حريق القاهرة ثم قيام الثورة وخروج جميع المعتقلين السياسيين. والفيلم يلقى ضوءا على تعذيب المعتقلين السياسيين وقد أضيف إليهم رشدي أباظة رغم أنه لم يكن يتعاطى السياسة ولكن عزمي باشا أمر بسجنه لأنه رفض الزواج من ابنته الدلوعة مديحة (سعاد حسني) تجنبا لفضيحة كان سببا فيها وهو لا يدري.
كانت مديحة تعيش وحيدة مع والدها عزمي باشا في قصره وكان والدها يفرض عليها قيودا لأنها مطلقة. تعرفت مديحة على طيار شاب اسمه سمير (إبراهيم خان) وتزوجا. وبينما هو في رحلة خارج مصر، شعرت هي بالملل فعادت لاستهتارها القديم وحاولت لقاء عصام (رشدي أباظة) وذهبت إليه في شقته. خرج عصام ليشترى بعض لوازم السهرة وأغلق الباب على مديحة بالمفتاح، ولكنه اصيب في حادث ونقل إلى المستشفى. وصل سمير من رحلته ليلا ... ودون الخوض في تفاصيل ... ذهب إلى المستشفى وهناك طلب منه عصام الذهاب لشقة العزوبية وفتح الباب للمرأة المحبوسة هناك. وعندما ذهب سمير فتح الشقة وكانت مديحة نائمة في غرفة النوم وفوجئ بأن النائمة هي زوجته فجرجرها وهي بقميص النوم وذهب بها إلى والدها عزمي باشا وقال له "بنتك طالق يا باشا."
وبسبب استهتار مديحة تم تدبير حادث لقتل سمير تحت عجلات اوتومبيل حتى لا يفضح سرها ويفضح والدها الباشا رئيس البوليس السياسي. وهنا جاء دور الدفراوي الذي تعرف على صلاح ذو الفقار وكشف له أن صديقه الحميم سمير قتل عمدا وليس في حادث عابر كما قيل لهم وأن عليه إقناع عصام (رشدي أباظة) بأن يتزوج مديحة ضمن مخطط للثأر لصديقهما وإنقاذ البلد من نظام الحكم الفاسد.
لا أريد أن أخوض في تفاصيل أكثر عن الفيلم ويمكنكم مشاهدته بسهولة فهو واحد من روائع السيناريوهات التي كتبها المبدع رأفت الميهي. ولكن أردت أن ألفت انتباهكم للتركيز على أحد أدوار الفنان الراحل محمد الدفراوي وأدائه الرائع في مثل هذا الدور البسيط. وكم كان أستاذا في التمثيل المسرحي. فهو أيضا حاصل على بكالوريوس الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1955، ومن يشاهده في المسرحية الشهيرة "كفاح شعب" يدرك مدى صدقه كفنان نافذ إلى القلب. رحم الله محمد الدفراوي وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته ومحبيه وعشاق فنه الصبر والسلوان.
أريد أيضا أن أنعي في هذا المقال أستاذي الإذاعي والتلفزيوني الراحل طاهر أبو زيد إبن مدينة طلخا الذي علم أجيالا من الإعلاميين فن اللقاءات الإذاعية. رحم الله الجميع.
الخميس، 6 يناير 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق