الأحد، 18 يوليو 2010

سعيد صالح : عبدالناصر بهدلنا .. السادات "عمل حاجات مش مدروسة".. و حكمة مبارك أنقذتنا


سعيد صالح
منذ ٣٠ عاما، ودون سبب واضح، اختفى سعيد صالح من الساحة الفنية، وقرر أن يبتعد بإرادته لأنه على حد قوله «زهق من الفن».
والآن، يظهر فى أعمال تليفزيونية قليلة لأنه يرى أنها «أفضل من الجلوس فى المنزل»، ويرى أن سينما هذه الأيام «عبيطة»، ولديه مشروع موسيقى يتضمن ٣٠٠ أغنية من ألحانه.
سعيد المعروف عنه تقديم أعمال سياسية كانت تنتقد النظام الحاكم، تفاعل مع مطالب التغيير فى الدستور والنظام دون أن يؤيد البرادعى أو جمال مبارك، لكنه يرى أنه «إذا البلد احتاج تغيير النظام فيجب أن يتم تغييره» لمصلحة المواطن.
■ لماذا ابتعدت عن الفن كل هذه الفترة؟
- أنا موجود، وقد انتهيت فى الفترة الأخيرة من تصوير مسلسلين «أنا القدس» عن القضية الفلسطينية وأجسد فيه شخصية الشيخ صالح حارس القدس، و«فرح العمدة» مع غادة عادل ومجموعة من الشباب.
■ هل موضوع «أنا القدس» له علاقة بالمجازر الإسرائيلية الأخيرة تجاه قوافل الإغاثة؟
- الإعداد للمسلسل سبق هذه المجازر، لكن هذا ما تعودنا عليه من إسرائيل، فالسخافة وقلة الأدب وضرب أى مكان فى المنطقة العربية طريقتهم التى لا يحيدون عنها.
■ يبدو أن علاقتك مع التليفزيون تحسنت!
- رغم المسلسلين، أنا لا أحب التليفزيون، وبصراحة هما أصروا انى أشتغل معاهم وقالوا لى هذا أفضل من الجلوس فى البيت.
■ وهل السينما أغلقت بابها فى وجهك؟
- هى فين السينما أصلا، الأفلام الآن تشبه مسلسلات التليفزيون «عبيطة».
■ كل الأفلام؟
- يوجد شباب موهوبون مثل أحمد السقا وأحمد حلمى، لكن الجيد قليل، وهناك مشاكل فى نوعية ما يقدم من نصوص، فلم نعد نرى أعمالا فنية مستوحاة من روايات أدبية تعبر عن واقع المجتمع الذى نعيش فيه.
■ أنت من اكثر الفنانين الذين اصطدموا بالرقابة، فهل تشعر بأن السينما الآن أكثر جرأة؟
- أنا أقدم فنا، وأعرض مشاكل تخص المجتمع، وطول عمرى لم أخف من أى شىء.
■ لكنك قلت فى مسرحية «لعبة اسمها الفلوس» عام ١٩٨٣ جملة «واحد أكلنا المش، وواحد علمنا الغش، وواحد لا بيهش ولا بينش»، وكنت ستدخل السجن بسببها؟
- ممكن أنتقد النظام، وما قلته عادى ولم أسجن بسببه وحاولوا أن يفعلوا معى «بنط» ولكنه «عدى»، وعلى فكرة استفدت من السجن، فبعد قضاء عام فيه، ذهبت لأداء فريضة الحج ١٤ مرة، وفضلت طول عمرى محافظ على إستقلالى ولم يستطع أحد أن يجبرنى على قول شىء ما، أو يمنعنى من قول حاجة عايز أقولها، وليس للرقابة سلطان علينا سوى فى الألفاظ الخادشة.
■ هل الرقابة زمان أفضل من الوقت الحالى؟
- زمان كان من الممكن أن تقول ما لا تريده، وكان نجاح العمل الفنى هو الأساس فى تمرير أى انتقاد للنظام أوالمشاكل الموجودة فى المجتمع، وكان يجب الالتزام بنص العمل، ولو أنا وعادل إمام قلنا ما هو مكتوب فى نسخة العمل المسرحى فلن نصبح ممثلين متميزين لأن الموجود فى نسخة العمل بداية أولى، وكنت آخذ الدور وأعيش معه وأشاهد العمل من كل الجوانب وأخرج بالشخصية التى أقدمها للجمهور، لكن الحقيقة أن الرقابة لم تتغير.
■ لماذا انقطعت العلاقة الفنية بينك وبين عادل إمام؟
- مين اللى قال إنها انقطعت، عادل إمام يسهر معى فى مكتبى فى المهندسين يوميا، وسوف أعمل معه مرة أخرى فى فيلم «زهايمر».
■ ألم يستفزك كفنان أن ترى مئات المصريين ينامون على الأرصفة احتجاجا على أوضاعهم وتقديم مأساتهم دراميا؟
- من حق الشعب أن يتظاهر، وسبب مشاكلنا أننا نعتمد على ٥٠% من الفلاحين والعمال غير المتعلمين حتى نحصل على الموافقة على قوانين، فالمفروض أن تأخذ آراء ناس تعرف ما تقوله، مش أشخاص تصفق وتقول موافقون على قرارات كثيرة دون أن يعرفوا عنها شيئاً، ولماذا تصمت الصحافة على عيوب المجلس الموقر، وعلى فكرة الناس اللى نايمة على الرصيف مش كويسة، لأنهم راحوا يعتصموا بعد ما خلفوا ٧ و٨ عيال وعايزين يشحتوا عليهم، وهؤلاء هم إفرازات المجتمع، ومجلس الشعب لا يفعل معهم أى شىء، ومن المفترض أن الدولة تدرس مشاكل الشعب كله وتوجد لها حلولا سواء فى الزراعة أو الصناعة أو الإسكان لأن القاهرة حدث لها انفجار.
■ لو عرض عليك أن تنضم إلى حزب معين هل تقبل؟
- لا، لأننى فنان ليست لى علاقة بهذه الأشياء، والفنان حزب بذاته، وأنا أقول ما أريده من خلال أعمالى الفنية فلماذا أنضم إلى حزب؟
■ واضح أنك تتابع جلسات مجلس الشعب؟
- أتابعها من بعيد، فهى لا تهمنى فى شىء.
■ وهل تابعت انتخابات مجلس الشورى الأخيرة؟
- لا لا لم أتابعها، فهى تكرار لأى شىء يحدث فى البلد، وقرارات مجلس الشورى ليست ملزمة فى شىء.
■ البعض اقترح تعديل الدستور وتحديد مدة معينة للحكم.. ما رأيك؟
- الرئيس مبارك له دور كبير فى حماية هذا البلد من اضطرابات حدثت مع كل البلدان المجاورة، ومصر هى البلد الوحيد الذى تم تأمينه فى الفترة الماضية بسبب مبارك وحكمته فى التصرف فى المواقف، وأطلب من الرئيس مبارك أن يصنع نظاما حقيقيا للحكم.
■ ما شكل هذا النظام الحقيقى؟
- أن يترك الحكم للناس، ففترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لمصر دمرتنا ، وكان المفروض أننا «ظبطنا» الحكم بعد طرد الملك، وأن يترك الحكم لأشخاص ننتخبهم فى مجلس الشعب أو مجلس الشورى، وعليهم أن يأتوا برمز إلى البلد، ويتركوا الحكم للشعب من خلال البرلمان مثلما يحدث فى إنجلترا وألمانيا.
■ واضح أنك ضد جمال عبدالناصر؟
- أنا ضد كل ما حدث، عبدالناصر جاء وكان هناك ملك، ومن المفترض «أشيل» الملك الكبير وأجعل الابن الأصغر ملكا للبلد والنظام يستمر كما هو ، فعندما حكم البلد جمال عبد الناصر «اتبهدلنا».
■ والسادات؟
- السادات حب يغير حتى لا يكون مثل عبدالناصر، وعمل أشياء لكن دون دراسة مثل الانفتاح، وهو غير عندما وجد الناس مخنوقة، لكنه أتى بأشياء سيئة، مثل السرقة والنصب، قام بها رجال أعمال وقتها.
■ ومبارك؟
- مبارك أغلق البلد على كده باعتبار أنه سيظل مستقرا، وفى حكم مبارك لم نضطرب من الزيادة العددية للسكان والتمركز فى القاهرة، والخصخصة التى نفذها زودت حجم الاستعانة بالعمالة، وكان من المفترض أن كل مستثمر يدخل مصر نفرض عليه قوانيننا، وأن يدخل تحت نظام وقوانين البلد، والخطأ أن رؤوس الأموال دخلت بحرية.
■ هل تعتقد أن محمد البرادعى يملك القدرة على التغيير؟
- البرادعى شخصية عالمية مشرفة، لكنه لم يتواجد على الساحة حتى الآن، وما يحدث مجرد تفكير فيه، ولم يرشح نفسه، وأنا أريد نظاما سياسيا يحكمنا فيه شخص لفترة ثم يأتى غيره ليحكمنا لفترة أخري، وبذلك نربى نظاما للحكام إذا كنا بنحب البلد.
■ وهل ترى أن البرادعى يمكن أن يصل إلى الحكم؟
- ولم لا؟ أنا لا أعرفه ولم أره، لكن ما المانع فى وجوده رئيسا للدولة؟!.
■ إذا ترشح البرادعى وجمال مبارك، أيهما تختار؟
- أختار بناء على البرنامج الانتخابى للشخص، والأفضل سوف أختاره، وهذا ليست له علاقة بأن جمال ابن الرئيس، لكننى أيضا لا أرحب بالتوريث، يعنى مش موافق على أن ابن جمال مبارك يحكمنا من بعده، أما جمال نفسه، فنحن ما شفناش منه حاجة وحشة، مش عايزينها توريث.
■ كيف ترى أداء الحكومة بشكل عام؟
- هناك مشكلة كبيرة تؤرق المصريين منذ زمن بعيد اسمها التعليم، ولا يمكن اختصارها فى مجرد مدرس ما بيشرحش وعينه على الدروس الخصوصية، فالمصريون كانوا سنة ١٩٥٢ حوالى ١٨ مليوناً والآن أصبحنا ٨٨ مليونا، فكيف تطعم كل هذا العدد، الحكومة أصبحت هى اللى بتربى وتأكل وتشرب، والمشكلة أن الأسرة المصرية العادية أنجبت فى كل بيت ما يقرب من ٧ أو ٨ أولاد وتركتهم فى الشارع لذلك نعيش فى فوضى مستمرة، الحكومة هتعمل إيه فى هذا العدد؟ وأمامها مخرج واحد بس هو أنها تعمر الصحراء الغربية حتى الحدود مع ليبيا حتى يكون هناك متنفس للبلد.
■ ألا ترى أن الفن كان سببا فى تدهور التعليم؟
-الفن نتيجة لما يحدث، والاستهزاء بالتعليم ناتج عن أن التعليم نفسه فاسد.
■ ما الإصلاحات التى تحتاجها مصر؟
- أشياء كثيرة تحتاج إلى دراسة أهمها إعادة بناء البنية التحتية لمصر من مصانع وطرق وزراعة وخلق فرص جديدة للشباب، وإذا كان النظام يحتاج إلى تغيير نغيره طالما فى صالح البلد.
■ ما سبب حالة عدم الانضباط التى أصابت المصريين؟
- عندما يكون لديك شارع منضبط، ومنزل جيد، ومدرسة متميزة، سوف تكون الشخصية المصرية مبسوطة ومنضبطة، فكيف تحافظ الشخصية المصرية على هويتها وكل ما حولها يتغير للأسوأ؟!
■ واضح من كلامك أنك تشعر بإحباط شديد؟
- أنا كرهت الفن من سنة ١٩٨٢ وقررت التفرغ للموسيقى، وهناك مشروع لتقديم أغان من ألحانى، ودرست أغانى سيد درويش و أشعار فؤاد حداد، وكان هناك مشروع لمسلسل عن «سيد درويش» لكنه متوقف، ومعى ما يقرب من ٣٠٠ لحن.
■ لماذا لم تخرج هذه المشروعات للنور حتى الآن؟
-ستخرج فى الفترة المقبلة، والحمد لله قدرت أقدم كل شىء فى حياتى ولا أنتظر شيئاً والناس سوف تعرفنى أكثر بعد وفاتى من خلال مشروعى الموسيقى.
■ هل لديك مشروع تؤمن به حياتك خاصة أن عملك فى الفن قليل؟
- لدى فلوس كثيرة لا أعرف ماذا أفعل بها، ولا أجيد العمل فى غير الفن، وزى ما عشت فنان هاموت كمان فنان.


المصدر : المصري اليوم
اقرأ أيضا :
* عمرو دياب يضرب محمد فؤاد في مقتل ...
اضغط هنا
* سعد الصغير في العناية المركزة ... اضغط هنا
* حسام حسن: لا يشرفني تدريب جدو ... اضغط هنا
* ضابط شرطة ينقذ فتاة من الاغتصاب رغم تلقيه طعنات بالهرم ... اضغط هنا
* تعديل مفاجيء بـ حاسب التنسيق يستبعد الحاصلين على 90 % من الطب اضغط هنا
* تجدد الاتهامات بين جمهور عمرو دياب وتامر حسني ... اضغط هنا
* شذى : إدارة الأعمال وراء غياب نجومية المطربات المصريات ... اضغط هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق