اعتاد الأطفال قضاء أغلب أوقاتهم فى الإجازة الصيفية ما بين الذهاب للنوادى أو الاشتراك معاً فى ألعاب الفيديو وغيرها من تلك الأنشطة، مما يدفعهم إلى المخاطرة بفقدان كل ما تعلموه أثناء السنة الدراسية، هذا ما يناقشه ديفيد فون دريهلى، الكاتب بمجلة «تـايم» الأمريكية، محاولاً التوصل إلى أسباب مشاكل الإجازة الصيفية، واقتراح حلول حتى لا يفقد الأطفال ما تعلموه أثناء الدراسة.
وهذه نسخة مختصرة من المقال الذى جاء تحت عنوان «قضية ضد الإجازة الصيفية» وهو موضوع الغلاف الرئيسى لعدد مجلة «تــايم» الأمريكية الذى سيصدر فى ٢ أغسطس المقبل:
لدى الأمريكيين وجهة نظر «مشوهة» عن الطفولة ووقت الصيف؛ فهم يربطون الدراسة بـ«الظلم والقهر»، ووقت الصيف بـ«الحرية والترفيه». فالمدرسة هى «النظام»، أما وقت الصيف فهو «الإبداع والابتكار»، أو بمعنى آخر: المدرسة تعنى العمل، أما الصيف فهو للعب فقط، ولكن عندما نرى منافسة الطلاب الأمريكيين مع أطفال آخرين من مختلف أنحاء العالم - والذين ربما يقضون أربعة أسابيع دراسية زيادة عن نظرائهم فى بلادنا، نرى أن الصيف بالنسبة للأطفال - خاصة من الأسر ذات الدخل المنخفض - عبارة عن موسم يعبر عن «الملل والخمول والعزلة».
وبالنظر إلى حرمانهم من التحفيز أو التنشيط بأسلوب «صحى»، فإن الملايين من الأطفال من ذوى الدخل المنخفض يفقدون كماً هائلاً مما تعلموه خلال السنة الدراسية، وسواء أطلقت عليه «صيف خسارة التعليم»، كما يفعل الأكاديميون، أو «انزلاق الصيف»، فالصيف يعتبر من أكثر العوامل الضارة التى تتسبب فى وجود «فجوات» فى عملية التحصيل الدراسى بالمدارس الأمريكية، أو على الأقل من العوامل المتعارف عليها.
فهناك فئة من الأطفال تمتلك خبرات «عالية الجودة» تجعلهم قادرين على توظيف عقولهم وأجسادهم فى أنحاء عديدة سواء فى المخيمات والمعسكرات أو فى المتاحف والمكتبات أو حتى فصول تخصيب اليورانيوم، فى نفس الوقت الذى يعانى فيه أطفال آخرون من عدم امتلاك أى موارد، فتجدهم على نواصى الشوارع أو أمام شاشات التليفزيون.
وعندما يأتى الوقت الذى يدق فيه جرس العام الجديد، تجد الأطفال الفقراء «فى الوراء» بسبب تراجعهم عن الدراسة لأسابيع عديدة، ما لم تكن شهوراً.
وفى ذلك السياق، يقول رون فيرتشايلد، الرئيس التنفيذى لمنظمة «الجمعية الوطنية للتعلم فى الصيف» فى بالتيمور، إن «هناك نظرة مثالية بالنسبة الصيف، ولكننا نعلم أن الحقيقة مختلفة تماماً بالنسبة لكثير من الأطفال المحرومين منذ عشرات السنين»، إن فيرتشايلد ومنظمته يعتبران جزءاً من حركة متنامية هدفها «وقف انزلاق الأجازة الصيفية».
كما أن تلك المنظمة تشمل أكبر مؤسسات القطاع الخاص فى البلاد كدعم وتأييد لها، ولكن ما يسعى إليه الإصلاحيون هو استغلال الإجازة الصيفية لأهداف تعليمية، دون تدمير أفضل ما فى الموسم وهو توفير قدر من المرح والحرية واللعب.
فمثلاً، فى منطقة انديانا بوليس قررت مجموعة من المؤسسات الخيرية المحلية فى ١٩٩٠ وعلى رأسها «مؤسسة ليلى - Lilly Endowment»، تنسيق جهودها لتوفير أماكن آمنة للأطفال فى الفترة التى لايذهبون فيها إلى المدرسة، وصرحت إدارة المؤسسة بأن التركيز فى السنوات الأخيرة انصب على عنصر واحد وهو «عنصر التعليم» باعتباره «حاجة ملحة»، خاصة عند النظر إلى أن المدارس العامة بانديانابوليس تقوم بتخريج عدد أقل من نصف عدد طلابها، ومع ذلك أكدت الإدارة أنه من الممكن تدريس مادة الفيزياء أثناء ممارسة رياضة كرة السلة.
وتقوم تلك المؤسسة بتقديم عدد من المنح والمساعدات لدعم جميع المجالات المختلفة؛ بدءاً من الرحلات الميدانية إلى أجور المعلمين، وهناك أيضاً مركز خدمة المجتمع «هوثورن» فى غرب انديانابوليس، والذى يتعلم فيه كل من الصف الثالث والرابع أساسيات مادة الجبر بفضل المتطوعين المحليين، فى حين أن غيرهم من الطلاب يقومون باستكشاف علم النبات فى حديقة حضارية أنشأها بروفيسور الكيمياء الحيوية المتقاعد «آستر بيكيلى».
والطريق الأنسب الآن من أجل الوصول إلى مجموعة أكبر من الأطفال هو المدارس الحكومية أو العامة، هو إطالة السنة الدراسية لجعل الطلاب أكثر قدرة على المنافسة على الأقل لمدة ثلاثة عقود قادمة، فالإجازة الصيفية الطويلة هى «إرث ماضينا الزراعى المختفى» عندما كانت هناك حاجة للأطفال فى الحقول أثناء موسم الزراعة.
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق