مفاجأة غير سارة لـ2500 محل
لم يكن ينقصنا إلا الحر حتى يكتمل فشل الأوكازيون الشتوى»، هذا ما أكده المشاركون فى الأوكازيون الشعبى، الذى بدأ منذ نحو عشرة أيام أما أوكازيون الأغنياء، الذى بدأ قبله بنحو شهر، فالأوضاع كانت أخف وطأة بكثير فهو يستهدف «زبائن الـ5 نجوم» وإن كانت مبيعاته قد تأثرت هى الأخرى بحر الشتاء. موجة الحر الشديد التى ضربت البلاد كانت بمثابة مفاجأة غير سارة لنحو 2500 محل شاركت فى الأوكازيون الرسمى خاصة أن الموجة بدأت بعد نحو 6 أيام من بدء الأوكازيون، ورغم أن هيئة الأرصاد قد أكدت أن موجة الحر لن تستغرق سوى 3 أيام فإن الطقس خالف توقعات الأرصاد، وهو ما أدى إلى إحساس الكثيرين بمقدم مبكر لفصل الصيف لينصرفوا عن الملابس الشتوية مؤجلين قرار الشراء إلى الموسم المقبل لعل الحالة الاقتصادية تكون أفضل. «اشترى الشتوى ليه» «اشترى شتوى ليه ودرجة الحرارة وصلت إلى 33 و34 درجة طوال أسبوع كامل وليس يوما أو يومين، الأوكازيون مضروب من الأول والحر زاد الطين بلل» هكذا لخص يحيى الزنانيرى صاحب مصانع ملابس جاهزة ورئيس جمعية الملابس مشكلة أوكازيون الشتاء، مشيرا إلى وجود مشكلات كثيرة تؤدى إلى عدم نشاط الأوكازيون الرسمى، الذى تصر وزارة التجارة والصناعة على تحديد موعده من طرف واحد ودون أخذ رأى أصحاب الشأن سواء المصانع أو المحال «كنا قبل سنوات نحدد الموعد بالاتفاق مع قطاع التجارة الداخلية فكل سنة لها ظروفها ومواعيد المواسم فى مصر والدول الإسلامية غير ثابتة مثلما يحدث فى باقى أنحاء العالم، فالكريسماس موعده معروف ومحدد بعكس الأعياد ورمضان». الأوكازيون حالة نفسية ــ بحسب ما يؤكده الزنانيرى، الذى يرى ضرورة أن يتم الإعلان عن موعد الأوكازيون قبل البدء بنحو أسبوعين على الأقل وليس قبله بيوم أو يومين حتى تتاح الفرصة للمحال للاستعداد والعمل على تحفيز المستهلك بالإعلان والدعاية. يشير الزنانيرى إلى أن عدد المحال المشاركة فى الأوكازيون هذا العام قليل ولا يمثل سوى 10% من المحال، ويبرر ذلك بأن عددا كبيرا من المحال اضطرت لعمل تخفيضات قبيل الأوكازيون الرسمى ودون رجوع لقطاع التجارة الداخلية حتى توفر على نفسها رسوم الأوكازيون وتتجنب موعده غير المناسب وحتى تكسر حالة الركود التى تسيطر على سوق الملابس. ولمواجهة مشكلات الأوكازيون الشتوى خاصة موجة الحر التى لم تكن فى حسبان أحد يؤكد الزنانيرى أن المصانع سوف تضطر إلى مزيد من نسب الخصم لتحريك الملابس الشتوية فالمصانع هى التى تتحمل تكلفة الأوكازيون. ما يقى حر الصيف وبرد الشتاء «الحال مش ماشى من الأول» يقول لويس عطية رئيس شعبة الملابس بغرفة تجارة الإسكندرية ونائب رئيس اتحاد الغرف التجارية فالحالة الاقتصادية للناس تؤثر كثيرا على عملية شراء الملابس التى اقتصرت على ما يقى حر الصيف وبرد الشتاء. الإقبال على الأوكازيون منذ سنوات كان يتجاوز 100% الآن لا يزيد على 25% رغم كل ما يثار عن تحسن الأوضاع الاقتصادية، فحالة المستهلك المصرى تعبانة وفقا لما يقوله عطية، كما أن الصناعة الصينية سحبت الكثير من المستهلكين والجديد الآن فى مصر الملابس المستوردة من بنجلاديش، والتى دخلت هى الأخرى حلبة المنافسة مما دفع المحال إلى إجراء مزيد من التخفيضات لتصل حتى 70% بحسب عطية، الذى يقول إن أكثر انواع الملابس رواجا هى الأطفال والشباب لأن الآباء والأمهات يفضلون أبناءهم الآن على أنفسهم بعد أن كانت ملابس الكبار من أهم البنود التى تجد إقبالا منذ سنوات. «بالتأكيد الناس خلعت الملابس الشتوية وطبيعى ألا تفكر فى شرائها حتى بأسعار الأوكازيون»، هذا ما يؤكده محمود الداعور رئيس شعبة الملابس بغرفة تجارة القاهرة، فالمستهلك أصبح أكثر وعيا ويدرك أن الموضة تتغير من عام لآخر فضلا عن محدودية ميزانية الأسرة من الأساس «ما فيش أحد مستغنى عن 3 أو 4 آلاف جنيه فائضة ليشترى بها ملابس شتوية يستخدمها العام المقبل». الحر وأشياء أخرى أشياء كثيرة تؤثر على الأوكازيون ومدى نجاحه وفقا لما يقوله رئيس شعبة الملابس بالغرفة التجارية من بينها انتشار ظاهرة ما يسمى بـ«أوت لت المصانع» والمنتشرة بالخارج وعرفت طريقها إلى مصر ويعنى فضلات أو القطع الأخيرة، التى تطرحها المصانع للبيع بأسعار منخفضة إلى جانب ظاهرة «الدلالة الصينية» ومحال «الـ3 قطع بـ25 جنيها»، وذلك كله أحدث هزة بقطاع الملابس وأثر سلبا عليه بالإضافة إلى تغير أولويات الإنفاق، التى كانت زمان المأكل والملبس والمشرب إلى الدروس الخصوصية والنت والموبايل. يستبعد الداعور أى تأثير للتوكيلات الملابس العالمية، التى انتشرت فى المولات والمراكز التجارية الكبرى لأن لها زبونها الخاص، الذى لا يرتاد الأوكازيون الشعبى «دول زبونهم عبدالحليم حافظ»، ويرى ضرورة تغيير القانون الذى يحدد مواعيد ثابتة للأكازيون تكون عادة غير مناسبة أو تأتى فى عز الموسم الطبيعى لنا. قد تكون بعض سلاسل المحال المصرية المعروفة فى عالم صناعة الملابس أفضل حالا من محال وسط البلد والأحياء الشعبية، من بينها «روجادا» الذى بدأ الأوكازيون منتصف يناير، وبدأ بأصناف الموسم الماضى وبتخفيضات متدرجة بحسب «بيشوى سامى» مدير أحد الفروع، الذى يرى أن مبيعات العام الحالى أفضل من الموسم الفائت، حيث إن المحل له زبونه الخاص وإن كان يؤكد أن الحر بالفعل أثر على مبيعات الملابس الشتوية. «آل براندز حالها أفضل» حال التوكيلات العالمية «براندز» بالفعل مختلف، الأوكازيون الخاص بها مرتبط بالمراكز الرئيسية وكذلك نسب الخصم ومعظمها أو كلها بدأ الأوكازيون مبكرا بتصريحات خاصة من وزارة التجارة والصناعة «وزبونها نوع تانى» يتنقل بين الأنواع المختلفة من التوكيلات، لكنه لا يتعامل مع الصناعة المحلية إلا فى النادر، رغم ذلك فإن «عمر عبدالكريم» المسئول بأحد فروع «مانجو» يؤكد أن الإقبال على الأوكازيون هذا العام أقل من العام الماضى، لكن بنسب طفيفة تتراوح بين 10 و15%، والسبب من وجهة نظره لا يعود للحالة الاقتصادية بقدر ما يعود إلى زيادة عدد التوكيلات الجديدة، التى دخلت السوق وأشعلت المنافسة فيه. موجة الحر أثرت على مبيعات التوكيلات أيضا بحسب عبدالكريم، الذى يؤكد أن يوما واحدا حر يقلل مبيعات الشتوى، ولذلك نحاول التركيز على مجموعة الصيفى الجديدة أو «نيو كلكشن»، التى تجد بالفعل إقبالا الآن. «رامى محمد» مسئول أحد فروع «اسبريت» أكد أيضا تراجع عدد زبائن الشتوى بعد الموجة الحارة، لكنه يقول إن مستوى المبيعات فى الأوكازيون هذا العام أفضل من العام الماضى «حركة البيع كانت قليلة السنة الماضية» قال إن الأوكازيون بدأ أول يناير، وشمل جميع الأنواع الصيفى الشتوى والخريفى من الموسم الماضى والحالى والتخفيضات مرتبطة بالشركة الأم فى الخارج.
الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق