الأحد، 23 أغسطس 2009

محمد السادس ‮.. ‬ملك السياسة و الاقتصاد‮



تقرير إسرائيلي أكد أنه‮ ‬يدير المغرب بأصدقاء الدراسة والجنرالات الأوفياء



استعرضت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية في تقرير لها الأوضاع في المملكة المغربية وتمكن العاهل المغربي محمد السادس من تثبيت أركان حكمه بعد عشر سنوات من خلافته لوالده الحسن الثانـي،‮ ‬مستعيناً‮ ‬ببعض المقربين منه من أصدقائه ورجال والده الأوفياء‮.‬ ‮ ‬وتطرق تقرير الصحيفة للحديث عن أن الملك محمد السادس بدأ نفوذه‮ ‬يتصاعد في المغرب بعد أن ظل والده حتي بعد وفاته رمزاً،‮ ‬وأشار الي أن صورة محمد السادس حلت محل صورة والده علي العملات الورقية المغربية وكذلك الشيء ذاته تم لصق صوره في الفنادق والمتاجر الكبري في أنحاء المملكة،‮ ‬وذكرت الصحيفة أن محمد السادس الذي‮ ‬يلقب في المغرب بـ‮ »‬M6‮« ‬مثله مثل والده‮ ‬يسيطر علي مقاليد الأمور في البلاد ويمسك بكافة الخيوط حتي فيما‮ ‬يتعلق بالزعامة الدينية ويلقب نفسه بأمير المؤمنين وحفيد الرسول محمد صلي الله عليه وسلم‮.‬ وأضاف التقرير أن وسائل الإعلام المغربية تردد اسم العاهل المغربي اناء الليل وأطراف النهار،‮ ‬فلا تخلو نشرة أخبار في التليفزيون المغربي بالحديث عن انجازات الملك في بناء العديد من الطرق أو المستشفيات أو المنشآت وكذلك تغطي نشاطاته الدينية‮.‬ لكن وبحسب التقرير فان العاهل المغربي‮ ‬غير راض عن منصبه ويظهر ذلك في عدم حضوره لجلسات الحكومة المغربية في إشارة الي أنه لم‮ ‬يحضر سوي خمس جلسات فقط خلال عام‮ ‬2008‮ ‬وجلستين منذ بداية عام‮ ‬2009‮ ‬علي الرغم من القانون المغربي الذي‮ ‬يلزمه بحضور جميع الجلسات وترأسه لها،‮ ‬لكن وخلافاً‮ ‬لوالده‮ ‬يصر علي الابتعاد عن وسائل الاعلام ولا‮ ‬يدلي بأية تصريحات لها سواء المحلية أو الأجنبية،‮ ‬حتي أن آخر حوار له كان في‮ ‬يناير‮ ‬2005‮ ‬وكانت الأسئلة والاجابات معدة له مسبقاً‮ ‬ولم‮ ‬يخض فيها من قريب أو بعيد في السياسة‮.‬ وأضاف التقرير أن العاهل المغربي محمد السادس‮ ‬يتهرب من الزيارات الخارجية ويقلل منها قدر الامكان وكذلك لم‮ ‬يشارك في أي‮ ‬احتفالات سوي مرات نادرة،‮ ‬ويلقي بالمسئولية في هذا الجانب علي شقيقه الصغير‮ »‬رشيد‮« ‬الذي مثل بلاده في مؤتمر دول البحر المتوسط ومؤخراً‮ ‬في جنازة رئيس الجابون،‮ ‬كذلك‮ ‬يلقي بالمسئولية علي شقيقته أو قرينته،‮ ‬وأشار التقرير الي أن قلة اهتمام العاهل المغربي بالسياسة الدولية‮ ‬يضر كثيراً‮ ‬بمصالح بلاده خاصة فيما‮ ‬يتعلق بالقضايا ذات الصلة بالسياسة الخارجية للمملكة وعلي رأسها قضية الصحراء الغربية الواقعة جنوب المملكة وتسعي الرباط من أجل تأكيد تبعيتها لها وتعادي بسببها جبهة البوليساريو التي تسعي من أجل الاستقلال بها والانفصال عن المغرب،‮ ‬وتشير الصحيفة نقلاً‮ ‬عن سياسي مغربي معارض قوله إن قضية الصحراء المغربية تقف الآن في طريق مسدود‮.‬
وتحدث التقرير عن تدخل العاهل المغربي في بعض القضايا الداخلية مثل إصراره علي إطلاق سراح مجموعة من الشباب المغربي اتهموا بالانتماء لجماعة عبدة الشيطان التي وقف التيار المحافظ في المملكة من وراء القبض عليهم،‮ ‬حيث قام في حينه باستدعاء وزير العدل المغربي وأبلغه بأن هذا الأمر لا‮ ‬يعجبه وطلب منه فوراً‮ ‬إطلاق سراحهم جميعاً،‮ ‬وبالفعل لم‮ ‬يستغرق الأمر سوي ساعة من الزمان‮.‬ وبحسب التقرير فان دبلوماسياً‮ ‬غربياً‮ ‬رفض الافصاح عن هويته أكد أن بعض الأصدقاء المقربين من العاهل المغربي الذين لازموه منذ أيام الدراسة هم بالفعل من‮ ‬يديرون شئون المملكة وذلك منذ وقوع العمليات الإرهابية التي‮ ‬نفذتها جماعات إسلامية متطرفة في مايو‮ ‬2003،‮ ‬لكن وفيما‮ ‬يتعلق بملف الأمن ـ الجيش والشرطة ـ فان جنرالات المغرب الذي تجاوز عمرهم السبعين عاماً‮ ‬وتم تعيينهم منذ عهد الملك الحسن الثاني مازالت في‮ ‬يدهم سلطة الحفاظ علي أمن البلاد،‮ ‬وقال ان أصدقاء الملك محمد السادس‮ ‬يسيطرون علي أجهزة الاستخبارات والأمن السرية وكذلك فيما‮ ‬يتعلق بالملفات الاقتصادية الهامة التي تؤثر بشكل أو بآخر علي الحياة السياسية المغربية‮.‬ وكشف التقرير عن أن بعضاً‮ ‬من أصدقاء الملك الذين‮ ‬يديرون شئون الدولة ومنهم فؤاد علي الذي‮ ‬قام فور الاستقالة من الحكومة في عام‮ ‬2007‮ ‬بحشد القوي والتنظيمات السياسية الموالية للقصر الملكي‮ ‬المغربي وشكل حزب الحداثة وذلك لكي‮ ‬يكون رأس حربة ضد الأحزاب الاسلامية الممثلة في البرلمان المغربي وتحظي بحضور شعبي واسع وكذلك لمواجهة الأحزاب الاشتراكية،‮ ‬وأشار التقرير الي أنه علي الرغم من تكرار اعلان مسئولي الأحزاب الإسلامية والاشتراكية عن تأييدهما للملك إلا أن صديق الملك لا‮ ‬يتواني‮ ‬عن دعم حزبه وتقويته لمواجهة هؤلاء،‮ ‬وهو ما تجلي بوضوح خلال الانتخابات الأخيرة التي حظي فيها حزب الحداثة بعدد كبير في مقاعد البرلمان المغربي،‮ ‬كذلك شهدت قوة الاشتراكيين والاسلاميين تراجعاً‮ ‬كبيرا وفقدوا الكثير من المدن التي كانوا‮ ‬يسيطرون عليها‮.‬ وأشار التقرير الي أنه علي الرغم من نجاح خطوات تحجيم الاشتراكيين والاسلاميين الا أن هذا الأمر كان‮ ‬له تبعات ومنها دخولهما في شراكة بعد أن كانت هناك خصومة دائمة بينهما وعدم توافق في الآراء وليس هناك أمر أدل علي ذلك من دعوتهما المشتركة لتغيير بعض القوانين المغربية‮.‬ وفي نهاية التقرير تحدثت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية عن آمال عريضة تضعها تل أبيب لتحسين العلاقات ودفعها مع الرباط خلال فترة تولي محمد السادس للحكم في البلاد‮.‬



المصدر : الوفد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق