الأحد، 23 أغسطس 2009

الإضراب‏..‏ في ميزان الحكومة المصرية


الدولة استجابت سريعا للأطباء والمدرسين والسائقينواتبعت سياسة النفس الطويل مع خبراء العدل وإداريي التعليم

سائقو النقل يضربون عن العمل‏,‏ الصيادلة يعتصمون لمدة يوم واحد‏,‏ خبراء العدل يفترشون سلالم الوزارة احتجاجا علي أوضاعهم‏,‏ المدرسون يهددون بعدم تصحيح الامتحانات‏..‏ عناوين امتلأت بها صفحات الجرائد وتحدثت عنها كثيرا البرامج في القنوات الفضائية المختلفة‏.‏الغريب في الأمر أن بعض هذه الاضرابات نجح في تحقيق الأهداف التي كانت تسعي إليها وكانت الاستجابة لها سريعة للغاية كما حدث مع المدرسين والأطباء وسائقي النقل‏,‏ في حين لم تعر الدولة أي اهتمام لاضرابات أخري كالتي قام بها خبراء وزارة العدل أو الإداريون‏.‏استجابة الدولة لبعض الاعتصامات وعدم استجابتها للبعض الآخر يثير العديد من علامات الاستفهام حول أسباب هذه الظاهرة؟ وهل اعتصامات القطاعات الأكثر حيوية يكون تأثيرها أكبر؟ وهل يمكن أن تواجه الدولة ذلك بإدخال تعديلات علي المادة الخاصة بحق الاضراب في قانون العمل الموحد كما يزعم البعض؟‏.‏وأكد حسين مجاور رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أن العمل في المرافق العامة يمثل أمنا قوميا لا يمكن تجاوزه أو التخلي عنه وأن الاضراب عن العمل في هذه المرافق ممنوع بقوة القانون‏.‏وأضاف أن الاتحاد لديه الأساليب القانونية لتحقيق مطالب العمال المشروعة بالحوار الهادف الذي يراعي مصالح العمال والمصلحة العليا للوطن‏.‏بينما يقول النائب عبدالعزيز مصطفي رئيس لجنة القوي العاملة بمجلس الشعب أن الاعتصام حق ينظمه القانون إلا أن هذا الحق لا ينبغي أن يكون مثارا للجدل‏,‏ فكل الهيئات أو المؤسسات تقوم الآن بالاعتصام لمجرد الاعتصام‏.‏ويتفق معه سامح إبراهيم مدير المكتب الفني ومسئول الإعلام بوزارة القوي العاملة علي أن الاضراب حق لكل المواطنين ولكن يجب الا يساء استخدام هذا الحق بما يحقق اضرارا بمؤسسات الدولة وبحياة المواطن البسيط‏.‏فيما يقول عبدالمنعم الغزالي نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إن من الخطأ الذي يقع فيه أصحاب أي مهنة أو عمل عدم السعي إلي تكوين نقابة خاصة بهم تقوم بالدفاع عن مصالحهم والمشكلات التي يتعرضون لها‏,‏ مؤكدا أن هذا هو السبب الحقيقي في استجابة الدولة لاضرابات الأطباء والمدرسين والسائقين‏,‏ فيما تجاهلت خبراء العدل وغيرهم‏.‏ويشير إلي أن قانون العمل الموحد لا يمكن تعديله علي الاطلاق لأنه سيؤدي إلي إحداث مشاكل كبيرة للأجهزة المعنية هي في غني عنها‏.‏


الاهرام المسائى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق