ظلت معالم قريته البسيطة فى مدينة طنطا محفورة فى ذاكرته منذ نعومة أظافره، من طقوس الأفراح الشعبية والموالد وحفلات الطهور وغيرها من مظاهر الحياة الشعبية، التى كانت تصطحبه إليها جدته، دون أن يدرى أنه سيحتاج إلى تلك المشاهد، لتجسيد أبطال لوحاته فى معرضه، الذى يفتخر بأنه ينقل الحدوتة الشعبية من الريف إلى القاهرة.
هو الفنان التشكيلى إبراهيم البريدى، صاحب معرض «الليلة الكبيرة» الموجود فى جاليرى «آرت كورنر» بالزمالك، الذى يعطى انطباعاً لكل من يتجول فيه، أنه جزء من أوبرت «الليلة الكبيرة» للفنان المبدع صلاح جاهين، وتفوح من المكان الروح الشعبية الأصيلة التى كادت تختفى من الشارع.
فكرة المعرض جاءت إلى «البريدى» بعد زيارته لمسرح العرائس فى منطقة العتبة، وحضوره أوبريت الليلة الكبيرة بالعرائس، حيث فوجئ بالإهمال الذى دب فى جنبات المسرح، ووصل إلى حد الاستعانة بعرائس مهلهلة، فقرر على الفور إحياء الأوبريت مرة أخرى، من خلال 28 لوحة مصنوعة كلها من القماش.
نقْل جمال ريف طنطا إلى أبناء العاصمة، هو أحد أهداف «البريدى» من معرضه، فبالرغم من ظهور أوبريت الليلة الكبيرة فى حقبة الستينات فإنه ما زال يشكل وجدان الأجيال الحالية: «من منا لا يتذكر حفلة طهور حضرها أو مولد شارك فيه أو بائع عرق سوس وهو يطلق صيحته الشهيرة؟!».
الرسم على القماش، هو الفن الذى اعتمد عليه «البريدى» فى صنع لوحات معرضه، وهو الفن الذى كاد يندثر حالياً مما دفعه إلى تنظيم عدة ورش، أطلق عليها «مرج خيط»، وتعتمد على رسم أشكال على اللوحات من الخيش وقصاقيص القماش، بالإضافة إلى «منخل وغربال».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق