قال الشيخ محمود عاشور وكيل مشيخة الأزهر السابق، أن الثورة كانت أمل تحول إلى ألم وجاءت "الريح بما لا تشتهى السفن"، مضيفا: "عاشت مصر 18 يوما فى الثورة ككتلة ويد واحدة حتى 11 فبراير موعد تنحى مبارك تعايش فيها الشباب والشيوخ والأقباط والمسلمين ولكن بعدها بدأت الأمور تتغير بوقوع حادثة صول وإمبابة وقنا وبدا الحديث عن اللهو الخفى الذى يهدف إلى تدمير مصر".
وأضاف الشيخ عاشور فى اللقاء الذى نظمته الهيئة الإنجيلية القبطية مساء اليوم بأحد فنادق بورسعيد تحت عنوان "تحديات مرحلة التحول الديمقراطى"، إن من كان يحرم الخروج على الحاكم هو من قفز على ثورة الشباب وبدأ يكفر المجتمع بكامله لكل من لا يتفق معه ويصدرون فتاوى لا يعرفها الإسلام أبدا وتحول المجتمع إلى جزر من الأفكار الدينية المختلفة من التكفير والتخوين، وإذا استمر ذلك سوف يتحول المجتمع إلى حالة من التشرذم.
وأكد الشيخ عاشور أنه لن يسمح أن تكون بمصر جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولن يسمح بتقليد للآخرين، وقال مصر سوف تتصدى لهؤلاء المتاجرين.
وحول تجديد الخطاب الدينى رد الشيخ عاشور قائلا: "الخطاب الدينى القرآن والسنة وهما من الثوابت لا تتغير، ولكن التجديد يكمن فى الأشخاص والأسلوب والفكر حتى يتواكب هذا الخطاب مع طبيعة هذا العصر ومشكلات المواطنين الحقيقة وليس الخمر والبكينى الذى تتحدث عنه تيارات ليلا ونهارا، وكأن المصريون يشربون الخمر فى الشوارع وهم غير قادرين شراء رغيف الخبز، فهم لا يشعرون بمشكلات الناس التى تكدح ليلا ونهارا من أجل توفير الطعام وهذه التيارات إشكاليتها الأولى الخمر والبكينى وملابس المرأة، ويتساءل البعض عن دور الأزهر ولكى يقوم بدوره فيجب أن تتوفر للأئمة الحياة الكريمة فنجد حتى عام 2010 كان الأئمة يحصلون على مرتب 300 جنيه، وبعد ضغط تم زيادة 200 جنيه فيتجه الإمام إلى العمل فى مهن شعبية مثل سائق تاكسى أو نقاش حتى يحسن أوضاعه، وبالتالى فهو مشغول بحياته، ولذا يجب رفع مستواه أولا حتى يرسل خطابا دينا مؤثرا.
وعلق الشيخ عاشور بأن دور الأزهر عمره 1050 عاما وظل مؤسسة ومنار للعالم جميعا يشبع حاجات الناس دينيا بصفته المرجعية الأولى للعالم الإسلامى، ومنذ 30 عاما تم تقليص دور الأزهر وميزانيته وتغيرت الأوضاع بصدور القانون 103 بتحويل جامع الأزهر إلى جامعة حتى يتخرج طبيب داعيا أو مهندس داعيا وتدهور الأمر وأصبحت الجامعة لا تخرج داعيا ولا طبيبا لتخرج قوى جديدة بالمجتمع تمتلك المال وتستغل فقر وأمية الناس لتسيطر عليهم وتتبنى فكرا متشددا ومتطرفا بعيدا كل البعد عن فكر الأزهر الشريف الذى يمثل الإسلام، وتحول المجتمع إلى فرق تكفر وتخون بعضها البعض ولصد هذه الأفكار يجب الاتحاد على طريقة واحدة تحت مظلة خطاب دينى يجمع ولا يفرق ويحترم الآخرين من الأقباط والمرأة الذين لديهم مشكلات يجب حلها ولذا يجب أن نتفق على أنه لا اختلاف حول الأديان التى تحترم الإنسان.
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011
الشيخ عاشور : لن نسمح بوجود جماعة للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر
المصدر : اليوم السابع
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق