الجمعة، 30 ديسمبر 2011

أزمة عمرو دياب مع بهاء الدين محمد



يبدو أن فشل ألبوم عمرو دياب الأخير‏(‏ بناديك تعال‏)‏ قد أثر عليه بالسلب وأدخله في دائرة من الاهتزاز النفسي تتسع رقعتها يوما بعد يوم‏,‏ والواضح أنه طوال الشهور الماضية التي مرت علي صدور ألبومه ظل ينادي جمهوره طويلا حسب عنوانه( بناديك تعال) لكن دون جدوي من النداء .






فقررأن يتأثر بسلوك بلطجية الميادين والشوارع الذين يقتلون ثورة25 يناير, فهو يعيش حاليا حالة تخبط فني, وعلي مايبدو إنه يجلس كثيرا أمام الفضائيات لمشاهدة برامج التوك شو لا ليعرف احوال وطن محفوف بالمخاطر, بل ليتأثر بسلوك العشوائيين من هولاء البلطجية الذين صنعوا أسطورة النهب العام ويشعلون النار في كل شئ غير عابئين بماهو تراثي راسخ في ضمير أمة علي وشك الانهيار جراء تلك الأفعال المشئومة.
المزاج العام لـ الهضبة التي تكسرت علي رصيف ثورة25 يناير, التي ربما ازاحته خطوات كبيرة للخلف من مشهد الغناء واتجهت به إلي واجهة أخري من الإهمال واللامبالاة من جانب جمهوره من شباب الفيس بوك وغيرهم من صناع تلك الثورة, فقرر هنا أن يصبح ناكرا للجميل حتي إلي أقرب الناس إليه من اولئك الذين صنعوا شهرته الكبيرة وتوجوه نجما لربع قرن علي عرش الغناء العربي, ومن هؤلاء الذين اتلسعوا من نار نجم الغناء الشاعر الغنائي الكبير بهاء الدين محمد, الذي لم يتعاون معه طوال تلك السنوات فحسب, بل بني له جسورا من المشاعر والأحاسيس الصادقة التي استطاعت أن تمهد طريقه وتؤكد نجوميته, عبر حوالي25 من الأغنيات التي تظل علامات بارزة في سجل عمرو دياب الغنائي رضي أو لم يرض فتلك حقيقة راسخة في بطون التاريخ.
بهاء الدين محمد وكعادته في التعامل بحسن نية وثقة مع عمرو دياب قدم له مؤخرا بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيتهما ياريت عمرك يزيد سنتين التي قدمها في ألبومه الأخير, أغنيتين جديدتين هما كله عادي و لسه خيالي واللتين قاما بتحلينهما عمرو نفسه ويقوم بغنائهما حاليا في حفلاته دون أن يدفع ثمنهما,أو يحصل علي تنازل من بهاء أو حتي يستأذته في تلحينهما أو غنائهما, وإمعانا في نكران الحق والجميل قرر أن لايرد علي تليفونات بهاء الدين حتي لايطالبه بحقوقه المادية نظير الأغنيتين, وحاول بهاء جاهدا الحصول علي حقوقه وطلب من مدير أعمال عمرو( أحمد زغلول) حقوقه, فرد عليه قائلا: الأستاذ حاليا ظروفه المادية سيئة جدا, ألا تري ظروف البلد وأحوالها المادية السيئة, هل يعقل ان تطالب بحقوق في تلك الظروف ؟!وكان ناقص يقول له أنه قرر تحويل أولاده من مدارس اللغات التي يدرسون فيها بألاف الدولارات إلي مدارس حكومية في منيا القمح!!ونسي زغلول أن عمرو- وكما هو معروف- مصنف علي رأس قائمة فوربس للأغنياء العرب بما يملكه من عشرات الملايين من الدولارات ــ حوالي150 مليون دولارــ التي تمكنه من دفع حفنة دولارات قليلة لبهاء الدين محمد.
وإمعانا في سلوك عمرو الغريب فهو يتعمد أداء الأغنيتين في حفلاته الأخيرة دون ذكر إسم مؤلفها, وردا علي ذلك سيقوم بهاء برفع35 دعوة قضائية ضد عمرو بعدد المرات التي غني فيها الأغنيتين مستندا إلي القانون الذي يلزم المطرب بضرورة ذكر إسم كاتب الأغنية حفاظا علي حقوق الملكية الفكرية فضلا عن حقوقه المادية.
المثير أن كثيرين في الوسط الغنائي يهمسون ويضعون علامات استفهام كبيرة حول تلك الواقعة, ويتندرون علي سلوك عمرو ومنهجه في التفكير حتي أن بعضهم يقول أنه يشبه سلوك فلول الحزب الوطني الذين يحرقون المباني والمنشآت الحكومية, بينما عمرو يحرق علاقاته الإنسانية التي تظل سنده الحقيقي ضد الظروف والأيام.
وهنا نتساءل جميعا: هل يعقل أن يكون نجما بحجم عمرو دياب واحدا من أولئك الذين يحرقون المشاعر والعلاقات الإنسانية التي كثيرا ماتغني بها؟
أغلب الظن أنه كما ذكرت قد تأثر بسلوك بلطجية الميادين والشوارع الذين يقتلون آخر ماتبقي من جمهوره من ثوار25 يناير.. ولا عزاء للملايين التي يكنزنها؟





المصدر : الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق