الجمعة، 30 ديسمبر 2011

‏25‏ فيلما و‏150‏ مليون جنيه خسائر والأزمات مستمرة‏







إذا كان صناع السينما ومنتجوها‏,‏ قد وصفوا عام‏2011‏ السينمائي بأنه الأسوأ علي الإطلاق في العقد الماضي‏,حيث تراجع الإنتاج ولم يتخط حاجز الـ25 فيلما سينمائيا وتوقف عجلة الإنتاج نظرا لتخوف الشركات الإنتاجية والكيانات الكبري من أن تجازف بإنتاج أفلام لا تستطيع استرداد عائداتها.







, وأيضا توقفت الشركات العربية مثل أل إيه أر تي وروتانا عن ضخ أموال في صناعة السينما المصرية, حيث كانت أل إيه أر تي تنتج ما لا يقل عن70% من حجم الإنتاج في السوق المصري, ولكنها توقفت تماما عن الإنتاج أما روتانا فقللت من حجم إنفاقها قياسا بالأعوام السابقة,وأوضح مسئولوها أن الشركة ستنتج في الفترة المقبلة فقط أفلاما متوسطة التكلفة لا تتخطي ميزانيتها5 ملايين جنيه, أما شركات الإنتاج المصرية فأصبحت هي الاخري تعيد حساباتها فيما يتعلق بحجم الإنتاج وحجم التكاليف وأجور النجوم, خوفا من حجم الخسائر التي لن تستطيع تعويضها في ظل عدم استقرار الأوضاع,
ورغم الخسارة الكبيرة التي أصابت قطاع السينما وتخطت150 مليون جنيه علي حسب التقديرات المبدئية لمنتجي السينما المصرية, لذلك فالجميع أصبح في حالة ترقب, ينتظر أن تستقر البلاد بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية وانعقاد مجلسي الشعب والشوري, والإعلان عن الانتخابات الرئاسية, ليعلن الجميع عن خططه الإنتاجية المقبلة, ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح نفسه في التوقيت ونحن بين عام يلملم أوراقه وعام جديد نستقبله هو كيف سيكون شكل الإنتاج السينمائي, وما هي نوعية الموضوعات التي ستناقشها السينما وكيف ستنعكس ثورة25 يناير والتطورات التي شهدتها.
خوف وتشاؤم
رغم أن ما تشهده السينما المصرية حاليا يعد هو الأسوأ في تاريخها بحسب رأي العاملين في صناعة السينما, ومع هذه الظروف يحاول بعض السينمائيين البحث عن منافذ بديلة,وأن يتفاءلوا بدعوي أن عام2012 قد يكون أفضل من العام الذي سبقه حيث تضح لرؤية قليلا مع استقرار الأوضاع,وهذا ما يراهن عليه العاملون في صناعة السينما, ولكن إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل,فالخسائر ستكون أكبر بكثير حيث نستيقظ كل يوم علي تطور في الأحداث أصعب من التي سبقتها فبالتأكيد كل هذا سينعكس سلبا علي صناعة السينما مثل غيرها من الصناعات ولن يكون عام أفضل بكثير2012 التي تمر بها مصر, بل هناك آراء أميل إلي التشاؤم وتؤكد استمرار الخسائر, إذا استمر التوتر في الشارع المصري, وأيضا تطور تقنيات القرصنة إذا تطورت طرق سرقة وتحميل الأفلام علي مواقع الإنترنت, والجديد صعود الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية الوسطي منها والمتطرف والذي لا يعرف أحد إلي أين سيأخذون الفنون والسينما وكيف سيتعاملون مع نوعيات الأفلام التي تنتجها السينما المصرية, رغم رسائل التطمين التي يحاول بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين, أن يبعثوا بها إلي الفنانين عن طريق زيارة بعضهم في المنازل, والتأكيد عليهم أنهم مع الفن الهادف وهي الزيارات التي لا يعرف أحد هل الهدف منها طمأنة الفنانين, أم التأكيد علي ضرورة تقديم نوعية محددة من الفنون.. وعلي حسب تعبير المنتج السينمائي محمد العدل أنه يرغب فقط في أن يتركوا الفن وحرية الإبداع في حالهم فهي أمور لا تقبل المساومة.
لذلك فالأمل الأكيد للسينما المصرية مع بدايات العام المقبل هو استقرار الأوضاع حتي تتمكن الكيانات الكبيرة من العودة إلي الإنتاج حسب تصريحات المنتج محمد حسن رمزي, وحتي يحدث ذلك يظل الأمل معقودا في الفترة المقبلة علي السينما المستقلة ذات الميزانيات المحدودة والتي لا تتكلف أموالا كثيرة والتي ظهرت تجارب منها بعد الثورة بعضها أرخ لأحداث الثورة بالفعل وما شهدته مصر في العام الماضي من أحداث ومنها الطيب والشرس والسياسي, والتحرير2011 وهناك أفلام أخري استلهمت روح الثورة,, كما أن السينما المستقلة عكست من خلال الأفكار التي تناولتها جزء من أزمات ومشكلات المجتمع.
الثورة والسينما
واتفق العديد من العاملين في صناعة السينما من كتاب ومخرجين بأن الثورة المصرية لم تنته حتي الآن لذلك فأي أفلام تناولت الثورة بمجرد اندلاعها وحتي الأفلام التي عرضت في العام الماضي وقام مبدعوها بتغيير نهايتها حتي تتفق مع أحداث الثورة مثل الفاجومي وصرخة نملة,وسامي أكسيد الكربون هي أفلام حاولت ركوب الموجة, ولا تعد أفلاما حقيقية عن الثورة, خصوصا وان البعض يري أن صناعها قاموا باستغلال الحدث السياسي وعمل أفلام عن الثورة لضمان ارتياد الجمهور لدور العرض, وهو ما ثبت بالدليل القاطع عدم صحته, حيث لم تحقق هذه الأفلام لإيرادات كبيرة,لذلك فتأثيرات الثورة علي السينما إنتاجيا وإخراجيا وعلي مستوي كتابة سيناريوهات مختلفة وصياغة الأفكار لن تتضح إلا قبل3 أعوام وأغلب الأفلام السينمائية التي ستقدم عن الثورة في هذا الوقت لن تلاقي حظا من النجاح خصوصا وأن الحقيقة الكاملة لم تتضح وهناك الكثير من المعلومات والبيانات والمواقف لن تظهر حقيقتها إلا بعد اكتمال الثورة, ووقتها ستقوم السينما بالتأريخ لها بالشكل المناسب وذلك بعيد كل البعد عن السينما التسجيلية والتي يؤرخ معظمها للحدث وقت وقوعه





المصدر: الاهرام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق