الجمعة، 18 نوفمبر 2011

رحلة المنتخب الوطني إلي الدوحة ما لها‏ و ما عليها






الوقت مازال مبكرا للحكم على الجهاز الفنى ॥ وتجربة البرازيل ليست مسئوليته

ألقت مباراة المنتخب الوطني والبرازيل والتي أقيمت في الدوحة بقطر‏,‏ وخسارة المنتخب بهدفين بظلالها علي الساحة الرياضية في مصر‏

المنتخب الوطني فى الدوحة

ولم يعد هناك مجال للحديث سوي عن مباراة البرازيل.. والتي وصفها البعض بالرحلة المشبوه, وخاصة من بعض أعضاء مجلس إدارة الاتحاد, وانقلابهم علي رئيس الاتحاد واتهامه بالانفراد بالقرارات لمجرد عدم سفر بعضهم! كما وجدها البعض فرصة للهجوم والضرب في برادلي المدير الفني الأمريكي الذي خاض اول اختبار حقيقي مع المنتخب الوطني, وتطاول البعض عليه باتهامه بالقصور الفني, خاصة بعد تجاهله لعدد من نجوم الأندية, ووجدها البعض فرصة للتقليل من فكره!كما طفت علي السطح مشكلة لم تكن غائبة وهي انحصار اختيارات المدير الفني في نفس عناصر الجيل الذهبي للكرة المصرية برغم تخطيهم الثلاثين من العمر مع إضافة بعض العناصر الشابة, بالرغم من أن البعض كان يتوقع أن يقود حملة بناء منتخب جديد للكرة المصرية!وفي حقيقة الأمر يجب في البداية أن نوضح أن هذا التقرير ليس دفاعا عن برادلي أو تبريرا للخسارة, ولكن يجب عليا التأكيد أن اتحاد الكرة هو المسئول الأول والأخير عن توقيت هذه المباراة, خاصة وأنه تم الاتفاق عليها ووضعت علي جدول الأجندة الدولية قبل التعاقد مع برادلي.(1) لم يكن برادلي أو غيره سواء مدرب أجنبي أو وطني يملك الاعتذار عن خوض المباراة, ولكن كان يجب علي اتحاد الكرة ان يبحث عن البدائل وهو يعلم بأن برادلي لم يجمع الفريق, حتي تجمع قصير في وسط أيام الأسابيع وهنا مسئولية برادلي الذي كان عليه عقد لقاءات تجمع أو خوض تدريبين علي فترات متقعطة قبل خوض لقاء البرازيل ليتعرف علي امكانات اللاعبين وينقل لهم فكره وأسلوبه أو يكون هناك تعارف.(2) وضع اتحاد الكرة الجهاز الفني الجديد في مأزق حقيقي بمواجهة فريق بحجم البرازيل واين في بلد عربي شقيق به جالية مصرية كبيرة كانت تمني النفس بأن يقدم المنتخب عرضا طيبا, خاصة وأنها كانت تضع في ذاكرتها مباراة كأس القارات بجنوب إفريقيا والأداء القوي والطيب الذي قدمه المنتخب في هذه المباراة.. فجاء العرض باهتا وغير مشرف, بل كانت نتائجه السلبية علي الكرة المصرية جماهيريا وإعلاميا اكبر من أي إيجابيات حتي ولو كانت 660ألف دولار!(3) اعتمد الجهاز الفني في اختياراته علي نفس العناصر الأساسية لمنتخب شحاتة, بضم نجوم لم تلعب منذ فترات كما هو الحال في ضم الحضري وزيدان, فيما تجاهل لاعب مثل أبوتريكة الذي يلعب بحجة أنه لا يشارك أساسيا, ولم يحاول مساعد المدير الفني ضياء السيد أو حتي مسئولي اتحاد الكرة بلفت نظره إلي هذه النقطة!وكان يجب عليه أن يحدد من البداية موقفه هل هو سيقصر في اختياراته علي نفس اللاعبين في جيل شحاتة أم سيعتمد علي جيل جديد من أجل بناء منتخب وطني يستمر لسنوات, خاصة وأن اتحاد الكرة ارتكب خطأ كبيرا من قبل عندما أعلن عن خوض المنتخب الأوليمبي لمباراتي سيراليون والنيجر في تصفيات أمم إفريقيا بعد تأكد خروج مصر من التصفيات, مما أوضح للجميع أن المنتخب القادم سيكون من خارج العناصر التي كانت تلعب مع شحاتة.(4) كان يجب علي الجهاز الفني أن يبدأ مرحلة العمل بالتركيز علي العناصر الجديدة من صغار السن مع الاحتفاظ بعناصر الخبرة من عمر يسمح لها بالاستمرار لسنوات لنقل خبراتهم إلي اللاعبين الجدد, ولكن فاجأنا في الاختيارات بالاعتماد علي العناصر الكبيرة, وشابها من وجهة نظر البعض المجاملة في الاستعانة بأحمد حسن من أجل دخوله نادي العمادة علي لاعبي العالم.(5) عاب الاختيارات و التشكيل في مباراة البرازيل بتغير مراكز بعض اللاعبين وتغيير طريقة اللعب, من فكر شحاتة إلي فكر برادلي دون أن تكون هناك مباريات متدرجة المستوي.يتحمل ضياء السيد باعتباره المساعد الوطني مسئولية عدم لفت نظر المدير الفني إلي مركز المحمدي, واصراره علي اللعب بثلاثة مهاجمين دون لاعب ارتكاز في الوسط ليقوم بعملية الربط بين الهجوم والدفاع, فشاهدنا هذا العزل وانقطاع الخطوط, حتي ظل مهاجمونا بمنعزل ولا وجود لهم في الهجوم أو حتي الدفاع.(6) تحمل الدفاع بعناصر الخبرة بقيادة وائل جمعة وفتحي مع الشباب حجازي ونصر العبء الأكبر في المباراة, ومن خلفهم الشناوي الذي لا نقلل من إمكانياته ولكنه يحتاج إلي الثقة, وعليه بمعالجة سقوط الكرة منه, وهو خطأ متكرر معه حتي عندما كان يلعب بالشباب.(7) لا يمكن الحكم علي نجاح مدرب أو جهاز فني من مباراة واحدة, ولكنها لا شك بداية مؤثرة سوف تظل عالقة في الأذهان ولكن يجب علي البعض ألا يتجاهل بأن المنافس هو منتخب البرازيل حتي وان كانت لم تلعب بالعناصر الأساسية ولكن الجهاز الفني مطالب بالاعلان عن خطته واتحاذ القرار الصعب بالاعتماد علي العناصر الشابة التي تستمر معه في حتي كأس العالم 2014بعيدا عن المسكنات والرضوخ للمجاملات وجماهيرية الجماهير حتي وان ادخله ذلك في صدام مع الإعلام.(8) الحملة المغرضة التي شنها بعض أعضاء الاتحاد خاصة الإعلاميين منهم كانت بهدف الانتقام من سمير زاهر رئيس الاتحاد لحرمان قنواتهم من البث المباشر وليس للمصلحة العامة والكرة المصرية, وكما يقولون لغرض في نفس عبدالغني!(9) تعرض الجهاز الفني لحملة وهجوم قاس من الإعلام قبل المباراة لمجرد تجاهل ابوتريكة وعبدالواحد السيد, وهي حملة غير مبررة, فإذا كان الإعلام كان يطالب شحاتة بالهبوط بمستوي أعمار اللاعبين وتجديد دماء الفريق!.. وفجأة وبدون مقدمات انقلب 90 درجة مع برادلي واصبح يطالبه ويدافع عن ابوتريكة وعدم انضمام عبدالواحد السيد, مع احترامي للإعلام المصري يجب أن نعطي الجهاز الفني الحرية في الاختيارات الفنية دون ضغوط حمراء أو بيضاء إذا ما كنا نريد لهذا الجهاز النجاح.(01) الوقت مازال مبكرا للحكم علي الجهاز الفني وتجربته مع المنتخب الوطني, ولكن علي اتحاد الكرة أن يتيح له عددا من المباريات التجريبية وإطلاق يديه في الاختيارات للاعبين سواء كانوا من جيل شحاتة أو شباب أو أوليمبي ولكن ما نرفضه أن تتوقف مسابقة الدوري لمجرد خوض مباراة ودية هنا أو هناك.ويجب أن يوائم الجهاز الفني نفسه مع انتظام المسابقة المحلية التي هي الأساس في الاختبارات وبانتظام المسابقة في الدوري وارتفاع المنافسة سوف تكتشف العناصر التي تستحق الانضمام للمنتخب الوطني.والتي ستكون قادرة علي رفع اسم الكرة المصرية بشرط توفير لها المناخ الصحي من تدرج في المباريات الودية ودون تدخل في عمل الجهاز الفني أو فرض سيطرة عليه من أي جهة سواء مسئولين أو إعلام.كما يجب علي الجهاز الفني عقد عدة لقاءات مع الأجهزة الفنية بمختلف الأندية لاطلاعهم علي فكره وزيادة في التواصل من أجل مصلحة الكرة المصرية.







المصدر: الاهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق