الأحد، 27 نوفمبر 2011

بدراوي: أخشي أن نأتي بنظام أكثر ديكتاتورية




قال د‮. ‬حسام بدراوي الامين العام الاسبق للحزب الوطني المنحل انه يتخوف ان‮ ‬تتحول ثورة 25 يناير التي استطاعت انهاء نظام ديكتاتوري الي خلق نظام أكثر ديكتاتورية،‮ ‬فالهدف الاسمي والجوهر الحقيقي للثورة كان اعلاء حقوق المواطن و احترام كرامته، مؤكدا انه مؤمن تماما بوعي الشعب المصري القادر علي حماية مقدراته وحرياته،واتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة، مضيفا ان السياسة هي عبارة عن تنازلات متبادلة لتحقيق اكبر قدر ممكن من التوافق.

واضاف -خلال حواره مع صحيفة الاخبار الاحد- " اعترف ان عضويتي لست سنوات متصلة في المجلس القومي لحقوق الانسان‮ ‬غير من رؤيتي السياسية،ولعل التقرير الذي قمت بإعداده عام‮ ‬2009‮ ‬أي قبل الثورة بعامين كان اكبر دليل علي ادراكي للمعاناة الحقيقية للمواطن المصري،‮ ‬في وقت لم يكن أحد يجرؤ علي فتح فمه،‮ ‬وقد أصبحت بعد تلك الفترة مؤمنا بأن الخدمات التي تقدم للمواطنين هي حق وليست منحة،‮ ‬والحق‮ ‬غير الخدمة،‮ ‬والعدالة هي اتاحة الفرصة لكل المواطنين علي السواء،‮ ‬وليس مجرد منح الدعم،‮ ‬فالدعم قد يكون مجديا في فترة،‮ ‬ثم عليه ان يكون قادرا في فترة اخري علي خلق تلك الفرصة بنفسه‮.. ‬والمدخل الحقيقي للوصول الي ذلك هو التعليم والاعلام،‮ ‬اللذان يشكلان وجدان المجتمع‮.. ‬والزعامة الحقيقية هي ليست من ينتصر في الجدل ومن يكسب من،‮ ‬وانما من يستطيع ان يمنح الناس الامل،‮ ‬وللأسف القوي السياسية الآن تعرف‮ "‬هي مش عايزة ايه‮" ‬اكثر من معرفتها‮ " ‬هي عايزة ايه‮".. ‬وكيف يمكن تنفيذ ما تريده،‮ ‬ونتحاور أمام الشعب،‮ ‬ليختار البديل الافضل من وجهة نظره‮.‬"

وفي سؤال حول وصفه بـ "‬فلول‮" ‬الحزب الوطني المنحل قال د‮. ‬حسام بدراوي " ‬ليس لدي في السياسة‮ ‬غضب وفرح،‮ ‬فالعنوان لا يعني شيئا،‮ ‬فأنا أملك من الوثائق والمخرجات المعلنة،‮ ‬والكتابات المنشورة،‮ ‬والاراء التي ابديتها في حوارات تليفزيونية واعلامية،‮ ‬ما يجعلني ويجعل الكثيرين محترمين لتوازني السياسي،‮ ‬في الوقت الذي كان كثيرون من مدعي البطولة الان لا يقدرون علي اتخاذ مواقف ورؤي مثل التي كنت اطرحها في ظل النظام السابق‮.. ‬فلا يوجد سياسي متفق عليه من الجميع،‮ ‬وانا احترم من يختلفون معي في الرأي،‮ ‬لكنني ارفض ان يتعدي هذا الخلاف في الرأي الي التعدي علي حق الاخرين أو الدخول في نطاق السب والقذف‮.. ‬ولا يوجد شخص بلا اخطاء،‮ ‬واي أخطاء يمكن الاعتذار عنها من جانب الناس المحترمة‮.. ‬وانا اخترت التغيير من الداخل،‮ ‬ولم يكن ذلك اختيارا فرديا،‮ ‬ولكنه كان اختيار كثير من السياسيين في العالم،‮ ‬فمثلا هناك جورباتشوف في الاتحاد السوفيتي السابق عندما اختار التغيير والاصلاح من الداخل‮.. ‬وبدون وجود معارضين ومستقلين ومؤسسات مدنية نشطة لم يكن يتحقق الاصلاح‮.. ‬وانا متوازن تماما مع نفسي‮.. ‬وانا كنت ولازلت احتفظ بعلاقات جيدة مع كل التيارات السياسية،‮ ‬ومنها الاخوان وحركة كفاية و6‮ ‬ابريل والشباب بشكل عام،‮ ‬وكنت جسرا للتواصل في ظل النظام السابق،‮ ‬وكانوا جميعا يعتبرون ذلك شيئا جيدا‮.‬"

وعن العزل السياسي اكد ان القانون الذي أصدره المجلس العسكري ينص علي تقديم الادلة ضد من يتهم بالمشاركة في اي تجاوز‮.. ‬وانا مع تطبيق القانون بشكل مطلق،‮ ‬طالما ان ذلك في اطار احترام دولة القانون‮.. ‬ولكن مبدأ الاقصاء فكرة‮ ‬غير ديمقراطية،‮ ‬ومن يؤيد فكرة الاقصاء اليوم،‮ ‬يمكن ان تطبق عليه‮ ‬غدا‮.. ‬لكنني مقتنع بشكل مطلق بأهمية تطبيق القانون علي الجميع‮.‬

وحول التخوف من صعود القوي الاسلامية في مصر،‮ ‬وامكانية حصولها علي الاغلبية البرلمانية قال د‮. ‬حسام بدراوي الامين العام الاسبق للحزب الوطني المنحل" ‬لدي ايمان قوي بان المواطن المصري يدرك ان مصر بها تعددية،‮ ‬وان اي فئة ستحصل علي الاغلبية في الوقت الراهن،‮ ‬من مصلحتها ان يكون هناك تعددية،‮ ‬فما عانيناه في السنوات الماضية،‮ ‬يتمثل في ان النظام لا يمكن تداول السلطة معه،‮ ‬ونحن لا نريد ان ننتقل من حالة كان من المستحيل معها تداول السلطة الي حالة يصبح التداول اكثر استحالة‮.. ‬وقضيتنا الرئيسية اننا نرفض وبشدة تلوين مستقبل مصر بلون لحظة معينة‮.. ‬وانا بالطبع لا امانع من ان يكون حزبا ذا نزعة دينية‮ ‬يشكل الحكومة،‮ ‬ولكن من حق الشعب وباقي القوي السياسية في تغييره عبر الاطر الشرعية،‮ ‬ولا حق لأي شخص او حزب ان يستخدم الصلة مع الله من اجل البقاء في الحكم أو الحصول علي اصوات‮.‬"

وعن الانتخابات البرلمانية المقبلة قال "ليس لدي مؤشرات كافية للحكم،‮ ‬وان كنت اعتقد ان عدد المصوتين في ظل النظام السابق كان يتراوح بين‮ ‬2‮-‬3‮ ‬مليون ناخب،‮ ‬واتوقع ان يصل العدد الي‮ ‬14‮ ‬او‮ ‬15‮ ‬مليونا في ظل الاقبال الذي شهدناه في الاستفتاء الاخير،وهذا في حد ذاته نقلة كبيرة،‮ ‬واتمني ان يخرج المصريون جميعا ممن لهم حق التصويت للإدلاء باصواتهم‮.‬"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق