الجمعة، 2 ديسمبر 2011

سكرين إنترناشيونال : 110 مليون دولار إيرادات دور العرض بالإمارات



نشرت مجلة سكرين إنترناشيونال المعروفة فى عددها الأخير تقريراً حول ازدهار إيرادات السوق السينمائية فى الإمارات، وأشار التقرير إلى ما تناوله المحلل السينمائى علاء كركوتى فى تقريره لمجلة فوربس الشرق الأوسط، حول تمكن الإمارات العربية المتحدة من تحقيق رقم قياسى فى العالم العربى، حيث وصلت حصيلة الإيرادات الإماراتية إلى 110 مليون دولار أميركى فى عام 2010 من خلال بيع 11.8 مليون تذكرة، وهو ما جاء على إثر زيادة عدد شاشات دور العرض لتصل إلى ما يزيد عن 250 شاشة فى أنحاء البلاد.

أشار التقرير فى بدايته إلى أن ذلك الازدهار غير المسبوق الذى شهده شباك التذاكر فى الإمارات بالفترة الأخيرة يجعل من الإمارات العربية المتحدة شريكاً آسيوياً آخر لدولة الصين التى نجحت فى وضع نفسها، على رأس قائمة الدول التى تمكنت من تحقيق أسرع نمو فى السوق السينمائية بها، ولكن رغم ذلك، يعتبر التقرير أن الطبيعة السكانية للبلاد وبعض التناقضات فى السوق السينمائية يخلق اختلافاً فى قوائم أقوى الأفلام فى الإمارات عن غيرها من القوائم الأمريكية والعالمية.

وشرح التقرير طبيعة الأفلام التى يتم تناولها فى سوق العرض والتوزيع، فأوضح أن الأفلام الهندية، بنوعياتها الثلاثة، بوليوود، مالايالام، وتاميل، تحتل مكانة قوية ضمن قائمة الأفلام التى تعرض بشكل رئيسى فى مختلف دور العرض بالإمارات، بالإضافة إلى الأفلام العربية التى ترد من مختلف دول المنطقة، ولكن يقع التركيز الأكبر على الأفلام الأمريكية حيث تحتل الصدارة فى دور العرض.

كما أرجع التقرير السبب فى ذلك التناقض فى طبيعة الذوق الإماراتى إلى الطبيعة السكانية للمقيمين هناك، حيث طبقاً للإحصاءات السكانية بالإمارات يشكل السكان المحليون ما يقل عن 12% من إجمالى السكان، بينما تتعدد الجنسيات الوافدة من مختلف أنحاء الدول، مما يخلق تبايناً ملحوظاً فى أذواق جماهير السينما، ويساهم فى الإقبال على نوعيات مختلفة من الأفلام.

وتختلف قائمة الأفلام العشرة الأولى فى الإمارات لعام 2010، عن غيرها فى جميع دول العالم، فعلى سبيل المثال تمكن فيلم Toy Story 3 من تحقيق نجاحاً رائعاً فى مختلف دول العالم ليعد الفيلم الأكثر نجاحا أمريكياً وعالمياً عام 2010، ولكنه لم يلق النجاح نفسه فى الإمارات، بل ولم يتمكن من الدخول ضمن قائمة العشرة أفلام الأولى ذلك العام.

من ناحية أخرى حقق فيلم Salt نجاحاً ساحقاً فى العام نفسه بجميع دول الخليج فى البحرين، والكويت، وعمان، وقطر، والسعودية، والإمارات، ليحتل المركز السابع ضمن قائمة أفضل الأفلام لعام 2010 فى الإمارات، فى حين أنه لم يتمكن من تحقيق النجاح نفسه فى الولايات المتحدة وجاء فى المركز الـ21.

فى مقابل ذلك، احتلت السينما الهندية المركز السادس بفيلمها الضخم My Name is Khan متفوقاً بذلك على فيلم Salt، بينما جاء فيلم Prince Of Persia:The Sands Of Time فى المركز الثالث على القائمة.

استشهد التقرير بما ذكره جيانلوكا شقرا مدير ومؤسس شركة Front Row Filmed Entertainment أكبر شركة توزيع سينمائى مستقلة بالإمارات، حول ذلك الاختلاف فى قائمة الأفلام العشرة الأولى بالإمارات عندما لاحظ أن أغلب الأفلام التى تنال جائزة الـ Razzies لأسوأ الأفلام عالمياً تحقق نجاحاً ساحقاً فى دول الخليج.

فعلى سبيل المثال تمكن فيلم Killers الذى ترشح لينال جائزة ال Razzies كأسوأ فيلم فى الولايات المتحدة عام 2010 عند عرضه فى دول الخليج من تحقيق إيرادات قوية.

انتقل التقرير بعد ذلك إلى حصر العوامل الأخرى التى رأى شقرا أنها تساهم بشكل كبير فى خلق ذلك التناقض فى السوق السينمائية الإماراتية، ومنها تحكم شركات دور العرض والتوزيع السينمائى فى عدد كبير من دور السينما، ومنحها أولوية العرض للأفلام التى تنتجها على الأفلام المستقلة الأخرى، وذلك فى إشارة إلى امتلاك Gulf Film أضخم شركة للتوزيع السينمائى بالمنطقة لأكبر سلسلة دور عرض فى الإمارات والشرق الأوسط وهى سلسلة Grand Cinemas، فعلى سبيل المثال بعدما تمكن فيلم 127 Hours من تحقيق أعلى الإيرادات فى الكويت، وحطم فيلم نادين لبكى الجديد"هلأ وين؟" الأرقام القياسية فى شباك التذاكر فى لبنان، لم يعن ذلك بالضرورة انتقال ذلك النجاح إلى دور العرض الإماراتية.

وأضاف التقرير مشكلة أخرى تواجهها دور السينما فى الإمارات وهى قصر مدى استمرار عرض الفيلم الواحد فى دور السينما المختلفة، حيث تتراوح مدة وجود أى فيلم فى دور العرض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أما فى حالة الأفلام الأكثر نجاحاً قد يمتد ذلك ليصل إلى أربعة أو خمسة أسابيع كحد أقصى.

يأتى بعد ذلك مشكلة الرقابة التى تلعب دوراً رئيسياً فى التأثير على طبيعة إيرادات شباك التذاكر الإماراتى، حيث يزداد إقبال خبراء السينما والجماهير على عروض الأفلام أثناء المهرجانات لعدم خضوعها للرقابة بأى شكل من الأشكال، بينما عند عرضها فى دور السينما بشكل تجارى، تخضع للحذف بسبب السلطة الرقابية.

فعلى سبيل المثال عندما عرض فيلم The Wrestler فى المهرجانات، تزاحمت جماعات غفيرة من الجماهير لدخول دور العرض ومشاهدته، ولكن بعدما تم عرضه فى جميع دور العرض فى أنحاء البلاد بعد انتهاء المهرجان علمت الجماهير بخضوع الفيلم للرقابة وحذف مشاهد كثيرة منه فجاءت النتيجة بإخفاق الفيلم وعدم تمكنه من تحقيق الإيرادات المرجوة لعدم إقبال الجماهير على مشاهدته بعد خضوعه للرقابة



المصدر: اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق