الخميس، 1 سبتمبر 2011

أدوات مائدة ذهبية وحلل فرساتشي في مجمعات عائلة القذافي السكنية


عثر المقاتلون المناهضون لحكم الرئيس الليبي الفار معمر القذافي على متعلقات فاخرة من أدوات مائدة مطلية بالذهب وزجاجات شمبانيا من الكريستال وحلل من فرساتشي وأرماني وصفوف من الأحذية من ماركات عالمية في المجمعات السكنية المطلة على البحر التي كان يقيم بها أبناء القذافي.
الفيلات الفاخرة المطلة على البحر شهادة على أن عائلة القذافي لم تكن تحكم ليبيا فحسب بل كانت تملكها وتتعامل مع ثروة البلاد النِفطية وكأنها إرث شخصي.
لكن السيارات المتوقفة الآن خارج هذه الفيلات لم تعد الأساطيل الطويلة من سيارات الليموزين الخاصة بهم وإنما سيارات الجيب والشاحنات التي توضع عليها الأسلحة الآلية والخاصة بالمدنيين الذين انتفضوا وأطاحوا بعائلة القذافي من الحكم.
وقال أحد المستشارين القانونيين السابقين بالمجلس الاقتصادي الليبي: لقد جاء اليوم الذي كنا نحلم به طوال حياتنا.. هذا الشاطئ كان مخصصًا لأبناء القذافي وعائلاتهم وأصدقائهم والنخبة الحاكمة..
وأضاف لم يحصل الليبيون على أي شيء من هذه الثروات.. هم من كانوا يتمتعون بالثراء في ليبيا وليس نحن..
واستطرد قائلا: "لم يكن مسموحًا لليبيين بالسباحة هنا أو الاقتراب من هذه البوابات.. مصير أي أحد يجرؤ على الاقتراب من هذه الجدران كان معروفا.. يقتل بالرصاص".
وهذا المنتجع الذي تحيطه الأسوار والمعروف باسم "ريجاتا" هو إحدى مدينتين صغيرتين أقيمتا على طول شاطئ البحر المتوسط غربي طرابلس وهما ملكية خاصة.
من جانبه أكد عبدالسلام كيلاني وهو ضابط انشق عن قوات القذافي في فبراير/ شباط أن هذه مجرد نقطة واحدة في بحر ثرواتهم وفي القصور والتي يملكونها هنا وفي الخارج وفي المليارات التي يملكونها.
وفي الفيلا الخاصة بالساعدي القذافي تناثرت على الأرض حلل ومعاطف من الكشمير وربطات عنق وأحذية من تصميم كل مصمم أزياء شهير في العالم تقريبا، وكانت هناك حقائب سفر مفتوحة مما يشير الى مغادرة الفيلا بوجه السرعة.
وكانت هناك أيضا تسجيلات لفريق بينك فلويد الإنجليزي لموسيقى الروك وتسجيلات للمغني اللبناني جورج وسوف وتسجيلات للمسلسل التلفزيوني الأمريكي "الجناح الغربي"، إضافة الى أوراق مطبوعة لنشرات قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية عن فرار الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من تونس.
ومما تظهره هذه الفيلات أن عائلة القذافي كانت مولعة بامتلاك متعلقات فاخرة أكثر من ولعها بالكتب؛ فالكتاب الوحيد الذي عثر عليه في الفيلا الخاصة بمحمد القذافي الذي فرّ الى الجزائر هو كتاب "خلاص الجسم والروح" عن التأمل، كما كانت الفيلا مليئة بصور أندية رياضية وأعلام وتذكارات رياضية وصور لعائلته.
ويبدو أن مواعيد رحلات الطيران الى الدول العربية المجاورة كان من بين شغلهم الشاغل.
وبدا على سكان هذه الفيلات الجدد الشعور بالراحة في غرف النوم ذات الأثاث الفاخر؛ ففي فيلا عائشة القذافي 13 غرفة نوم، فكل مقاتل من المقاتلين المعارضين للقذافي شغل غرفة بمفرده، وجمعوا ألبومات صورها في علبة باستثناء صورة ممزقة لها مع والدها في طفولتها.
وعلى ما يبدو أن قاطني هذا المنتجع الهادئ بفيلاته وشواطئه وأشجار الصنوبر والنخيل غادروه بسرعة أو كانوا في منتصف حفل ما عندما رحلوا؛ إذ أن زجاجات وأكواب الشمبانيا ما زالت موجودة في الشرفات ودراجات ولعب الأطفال تركت في الشوارع الضيقة.
ومنتجع ريجاتا الواقع على بعد نحو 12 كيلومترا غربي طرابلس هو واحد فقط من العديد من مجمعات أسرة القذافي السكنية، ولم يكن أحد يجرؤ على مشاركتهم عالمهم سوى الأصدقاء وأفراد العائلة والمساعدين المقربين.
وخارج المجمع بأسواره العالية يعيش الليبيون في فقر ومنازل رثة ودخول قليلة أو متواضعة تساعدهم فقط على البقاء.
ورغم أن هذه الفيلات الباذخة تكشف عن سوء استغلال عائلة القذافي لثروات ليبيا وتسلط الضوء على التفاوت الاجتماعي في البلاد، إلا أنه لم يكن الكثير من الليبيين يعلمون بوجودها الى أن عثر عليها المقاتلون المناهضون لحكم القذافي.
ومعظم هؤلاء المقاتلين جاءوا من منطقة الجبل الغربي الفقيرة ولكنهم لا يشعرون بالحسد بل إن معظمهم بدا وكأنه غير متأثر بكل هذا الترف حوله.**



المصدر : ايجى نيوز




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق