الأربعاء، 31 أغسطس 2011
وفاة الدكتور محمد الفحام شيخ الأزهر
جدل كبير دار حول أمرين يخصان الدكتور محمد الفحام شيخ الأزهر السابق، الأول حول ما إذا كان قد ترك مشيخة الأزهر مستقيلا أم مقالا، أما الأمر الثانى فهو شائعة أحاطت بالرجل أنه اعتنق المسيحية على إثر شفاء ابنته من مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه وقد شفيت منه بعد علاجها فى مصحة قبطية بالخارج، وقد قطع كثيرون بأن كلا الأمرين غير صحيح والشيخ الفحام مولود فى الإسكندرية فى ١٨ من سبتمبر ١٨٩٤ وعنيت أسرته بتحفيظه القرآن، فلما أتمه التحق بالمعهد الدينى بالإسكندرية، ونال العالمية فى ١٩٢٢، وعمل بالتجارة لفترة ثم تقدم لمسابقة أجراها الأزهر لاختيار مدرسين وفاز فى المسابقة وعُين فى ١٩٢٦ مدرسا فى المعهد الدينى بالإسكندرية، ثم نُقل إلى كلية الشريعة ١٩٣٥ لتدريس المنطق وعلم المعانى، وبعد سنة اختير للسفر إلى بعثة فى فرنسا،
فسافر هو وأسرته وطالت إقامته بسبب اشتعال الحرب العالمية الثانية، ونال الدكتوراه من السوربون فى ١٩٤٦ عن إعداد معجم عربى فرنسى للمصطلحات العربية فى علمى النحو والصرف، وبعد عودته عمل مدرسا بكلية الشريعة، ثم نقل إلى كلية اللغة العربية مدرسا للأدب المقارن والنحو، ثم انتدب إلى جانب عمله للتدريس بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم عين فى ١٩٥٩ عميدا لكلية اللغة العربية وأحيل إلى المعاش فى ١٩٦٠، وتعددت رحلات الشيخ للخارج فسافر إلى معظم البلاد العربية ممثلا عن الأزهر، كما زار نيجيريا وباكستان والهند وموريتانيا وإندونيسيا واليابان وإسبانيا وغيرها، وفى ١٧ سبتمبر ١٩٦٩ صدر قرار جمهورى بتعيينه شيخًا للأزهر خلفا للشيخ حسن المأمون، فنهض بأعباء المنصب ومسؤولياته فى ظل ظروف صعبة كانت تمر بها البلاد، بعد نكسة ٦٧.
وفى ١٩٧٢ وباعتبار أن الفحام عالم فى اللغة أيضا فقد اختير لعضوية مجمع اللغة العربية فى القاهرة، لكن لم تطُل مشيخة الفحام للأزهر، فطلب من المسؤولين إعفاءه من المنصب الجليل لرغبته الملحة فى الراحة بعد أن بلغ من العمر عتيا وأراد التفرغ لقراءاته وأبحاثه، فوافق رئيس الجمهورية على طلبه وصدر قرار بتعيين الدكتور عبدالحليم محمود شيخًا للأزهر فى ١٩٧٣ وقضى الشيخ وقته بين القراءة وكتابة الأبحاث والمجمع اللغوى حتى لقى ربه فى مثل هذا اليوم ٣١ أغسطس ١٩٨٠.
المصدر : المصري اليوم - ماهر حسن
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق