الثلاثاء، 10 مايو 2011

العلاقة العاطفية كلمة سر الفتنة




في كثير من الأحداث الطائفية كانت كلمة السر وشعلة البداية علاقة عاطفية بين شاب مسلم وفتاة مسيحية أو العكس‏..‏ وبرغم تفاهة المسألة إلا أنه يبدو أن من الحب ما يقتل البلاد والعباد ويحرق الأخضر واليابس‏
واللافت للنظر أن هذه النوعية من العلاقات ليست بجديدة علي المجتمع المصري, بل إنها تحدث منذ مئات السنين, وربما هذا يجعلنا نتساءل ما الجديد إذن الذي أثار هذه الفتن وأشعل الحرائق في أكثر من مكان.. وهل تلعب الشائعات دورا خطيرا الي هذا الحد؟ هناك من يقول بخطف فلانة أو احتجازها ومن حكاية كاميليا إلي عبير وغيرهما من الحكايات العاطفية المعروفة وغير المعروفة وكلها تؤدي إلي الفتن والفتنة أشد من القتل.
بداية يؤكد الدكتور حامد أبوطالب عميد كلية الشريعة والقانون السابق وعضو مجمع البحوث الاسلامية أن هذه المشكلة التي تقع فيها مصر هذه الأيام ليست ناشئة عن ارتباط فتاة مسيحية بشاب مسلم وذلك أن هذا الموضوع يتم منذ أن دخل الاسلام في مصر وهناك رجال مسلمون يتزوجون بفتيات مسيحيات, ويظل الأمر كذلك وتظل الفتاة علي دينها أو إذا رأت تدخل في الاسلام ولا حرج في ذلك, وكثيرات منهن ظلن علي دينهن وتذهب الي كنيستها وتؤدي صلواتها أو بمنزل زوجها المسلم.وظل الوضع كذلك دون أدني حرج بين المسلمين والمسيحيين وهناك المئات او الآلاف علي هذا النحو, ولكن الجديد في الموضوع هو وجود أشخاص يثيرون الفتنة في هذا الموضوع بدعوي أن المسيحيين يريدون تعذيب هذه الفتاة وإعادتها وغير ذلك من الشائعات ولذلك يجب أن نفكر في دواعي إثارة هذه المشكلة الآن وإشعال الفتنة حتي يصلوا الي معارك دائمة بين المسلمين وغيرهم.ويري المفكر والناشط القبطي كمال زاخر أن المشكلة العاطفية المتعلقة بالفتنة الطائفية تبدأ بربطنا لكل ماهو إجتماعي بما هو سياسي بما هو ديني بالرغم من إختلاف المعايير المحددة لكل منها ونحن نتحدث أيضا عن مجتمع لا يحترم الخصوصية وينظر الي المرأة نظرة دونية وكآنها ملكيه وكأنها ليست كيانا حيا له حق التفكير والاختيار ونحاول تبرير هذا الفكر الثقافي والموروث الاجتماعي من خلال الدين.ويضيف: نحن متراجعون أقتصاديا وأكثر من %50 من الشعب تحت خط الفقر ويحتاج الانسان الي تحقيق ذاته فيتجه إلي السماء أو ما وراء الطبيعة لتحقيق ذاته من خلال الدين.وهناك البعد السياسي حيث توجد قوي سياسية معينة تريد أن تحقق رؤيتها أو طرحها السياسي من خلال شعبية كبيرة ومن التجربة نجد هذه الشعبية تتحقق من خلال الدين. وهكذا نجد أن الموضوع ليس فتنة طائفية بالمعني الحصري للفتنة ولكنه يدخل الي مربع الثقافة الذي يجعل الموضوع أكثر سخونة واشتعالا اذا ارتبط بسيدة أو فتاة لارتباطها بصفة عامة وفي الريف بصفة خاصة بمفهوم الشرف والعار.وتري الدكتورة هالة حماد إستشاري الطب النفسي أن الشعب المصري بصفة عامة هو شعب عاطفي ودائما ما تسبق انفعالاته وردود افعاله أفكاره. ولذلك نجد الكثير من المصريين يرددون دائما مقولة أنا عصبي وكأن هذا الادعاء يعطي لصاحبه الذريعة والحجة القوية لأرتكاب ردود افعال غير مناسبة. والدين دائما ما يكون مرتبطا بالمشاعر وكثيرا ما يلجأ له الناس للخلاص من مشاكلهم الاجتماعية والنفسية ولكنهم يتجهون للدين بتعصب مما يؤدي الي حدة المشاعر وان تتحول الي شكل قبلي فيه نحن والآخرون بالرغم من ان كل الاديان لا تدعو لهذا الانفصال فالدين يجمع ولا يبعد افراد المجتمع الواحد.وفي مصر نعاني من انتشار الجهل وأنصاف المتعلمين وعدم الوعي بالدين سواء المسيحي أو المسلم وكذلك التبصر بما قد يضر البلاد من مخططات خارجية لا تجد أفضل من هؤلاء ليتم استغلالهم خاصة إذا ارتبطت أيضا بالبطالة وعدم استغلال طاقة الشباب في بناء البلد عوضا عن تراشقهم بالحجارة والوقوف بالمطاوي في الطرقات.أما الدكتورة سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع فتري أن فرض الصورة العاطفية علي الاحداث الطائفية هو نوع من الحبكة الدرامية التي أختار مؤلفوها أبسط النماذج لاثارة مشاعر الناس وهو نموذج العلاقة بين الرجل والمرأة وهو النموذج الذي يعتمد علي الشائعات والخيال.أما الحقيقة فترجع إلي فكرة القوامة وسواء فهم البعض الاديان الدينية وفكرة القوامة علي الأديان الاخري ورفض وسطية الاسلام وكلها قضايا تحتاج الي علاج حقيقي وليس مجرد مسكنات تعطي للطرفين مع كل حادث



الاهرام


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق