الاثنين، 9 مايو 2011

وفاء عامر: الوقت غير مناسب لتقديم سيرة تحية كاريوكا


من شخصية الملكة نازلي في مسلسل «الملك فاروق» إلى شخصية تحية كاريوكا، مشوار فني عزّز مكانة وفاء عامر في الدراما التلفزيونية بعد انطلاقتها على الشاشة الفضية.
عن مسلسل «تحية كاريوكا» وأزمة الدراما وموقفها من ثورة 25 يناير كان اللقاء التالي معها.
ما مصير مسلسل «تحية كاريوكا»؟
لم يتقرر بعد أي أمر سواء على صعيد استئناف التصوير للّحاق بشهر رمضان المقبل أو التأجيل لرمضان ما بعد المقبل.
بالنسبة إلي، ليست لدي رغبة في العمل بعد كل الضغوط التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى خضوعي لجراحة في عيني وضعف تسويق الدراما ونقص السيولة والضبابية التي تسود الرؤية السياسية.
إذاً تفضّلين التأجيل.
بالطبع، فالوقت غير مناسب لتقديم سيرة الفنانة الراحلة تحية كاريوكا لا سيما أن الناس منشغلون بالسياسة، علماً أن المسلسل شهد جدلاً وتعرّض لهجوم بمجرد الإعلان عنه، وبعد تحضير الملابس والأكسسوارات والديكورات بدأ التصوير في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلا أنه ما لبث أن توقف مع اندلاع الأحداث في مصر.
يخفّض النجوم أجورهم مساهمة منهم في استمرارية الدراما، لماذا لا يطبّق هذا الاقتراح على فريق العمل في «تحية كاريوكا»؟
طُرح هذا الاقتراح ووافقنا جميعاً عليه، وقد تنازلت عن نصف أجري ومستعدّة للتنازل عن أجري كلّه ولا مشكلة لديَّ، لأنني مقتنعة بالمسلسل وأتمنى أن يخرج إلى النور، لكن المشكلة لا تقف عند الأجور فحسب، بل ثمة نفقات أخرى باهظة من بينها تصوير مشاهد خارج مصر، لذلك يجب دراسة الموضوع جيداً، كي يخرج المسلسل بصورة تُرضي طموح فريق العمل.
ألا ترين أن تخفيض عدد الحلقات إلى 15 حلقة أو العودة إلى السباعيات قد يكونان حلاً آخر لمواجهة أزمة الدراما؟
حققت تجربة المسلسلات من 15 حلقة نجاحاً في مواسم رمضان الماضية، لكن الوقت غير كافٍ اليوم للإعداد لمسلسل قصير أو لسباعية، وقد يأتي ذلك على حساب القيمة الفنية، لذا يفضّل الاكتفاء بالأعمال التي تنتج راهناً، والتحلي بالهدوء والتقاط الأنفاس لتقديم أعمال قوية في موسم رمضان بعد المقبل، من هنا يمكن الشروع في إنتاج مسلسل حلقاته منفصلة متّصلة، إنما يستحيل أن تكون المسلسلات جميعها من هذه النوعية.
رددت مراراً أنك تعرضت لضغوط أثّرت عليك نفسياً، حدثينا عنها.
تلقيت رسائل تهديد على هاتفي النقال سببت لي قلقاً ورعباًً، فشعرت بأن البلد قد ينهار بفعل الانفلات الأمني، لكني اطمأنيت بعد القبض على مرسلها واعترافه بأنها أرسلت إلي عن طريق الخطأ ولم أكن أنا المقصودة.
ما محتوى هذه الرسائل؟
جاء في نصّها: «أخت وفاء... لنا مطلب بسيط... خمسون ألف دولار... في ظل الانفلات الأمني، السلاح الآلي هو سيد الموقف، عليك تدبير المبلغ، وإلا ستتم مضاعفته، وإقامة الحدّ عليك سبيلنا، ويدنا ستطولك إينما كنت، تحياتنا يا أم روتانا». روتانا هي إبنة زميلتي غادة عبدالرازق أما أنا فلدي إبني عمر، لذلك أعتقد أن مرسل الرسالة كان يقصد غادة خصوصاً أنها خرجت في مسيرات تأييد للرئيس السابق، لكن الحمد لله أن الموضوع قد مرّ بسلام على الجميع.
ما رأيك بالقوائم السوداء التي أُدرج فيها فنانون ناهضوا الثورة وأيدوا النظام السابق؟
من وضع هذه القوائم لم يضع في اعتباره أن مقاطعة فنان أو أعماله لن تعود بالضرر عليه فحسب، بل ستؤثر سلباً على الاقتصاد المصري أيضاً والذي تعدّ الصناعة سواء في السينما أو التلفزيون جزءاً مهماً منه، كذلك سيتأثر العاملون خلف الكاميرا من كومبارس وفنيين ومهن أخرى لا علاقة لها بموقف الفنان، لذا أتمنى إعادة النظر في هذه القوائم، وأن يتراجع الفنانون، الذين قرروا مقاطعة زملائهم، عن موقفهم، لأنهم تسرّعوا في الحكم على الآخرين. في النهاية، يجب السماح للجميع بالتعبير عن آرائهم ومنحهم فرصة لإعادة التفكير وتصحيح الأخطاء لو وُجدت.
موقفك في بداية الثورة كان حيادياً، لماذا؟
لم أكن متابِعة للأحداث السياسية في مصر لأنني ركّزت اهتمامي على تقديم أعمال تتناول رؤية سياسية وقد تم إيقافها عمداً، لذا فضّلت التروي والاستماع إلى الأطراف كافة لتكوين رأي كامل.
قصدت الميدان متخفّية، ما الانطباعات التي تولّدت لديك؟
قضيت في الميدان ساعة ونصف الساعة، تجوّلت خلالها في أنحائه والتقيت شرائح المجتمع كافة، وسمعت المطالب وتأكدت أن التغيير مقبل، ولن ينجو سارقو ثروات مصر بفعلتهم.
ما حدث في الميدان كان رائعاً، وأنجز الشباب أعمالاً بطولية وسقط شهداء أثناء المطالبة بالحرية والقضاء على الفساد، منهم من ترك منزله وقضى لياليه في الميدان لمدة 18 يوماً، ومنهم من وقف في وجه الظلم وأصيب أو استُشهد، هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يجب التحدّث عنهم.
وضعت النقاب والنظارات السوداء، ما السبب؟
رغبة مني في التعرّف إلى آراء الشباب بحرية من دون أي حساب لكوني فنانة أو شخصية عامة، فاقتنعت بوجهة نظرهم بقوة وأيدتها.





8/5/2011ايلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق