تفجرت أزمة سياسية حادة في تركيا بسبب زلزال ويكيليكس ـ الذي نشر وثائق تزعم قيام رئيس الوزراء رجب أردوغان بفتح8 حسابات سرية في بنوك سويسرا يحتفظ فيها بثروته
التي حصل عليها من صفقة بيع شركة تكرير النفط التركية في2004, حيث أكد أردوغان استعداده للاستقالة إذا ثبتت صحة تلك الادعاءات.يأتي ذلك في وقت أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوثائق المسربة ألحقت ضررا كبيرا بالجهود الدبلوماسية الأمريكية, فيما رفض حلف شمال الأطلنطي الناتو التعليق علي الكشف عن200 سلاح نووي ينشره الحلف في أوروبا.وفيما رفضت السفارة السعودية في إسلام آباد تأكيد أو نفي تسريبات الموقع بشأن العلاقات السعودية ـ الباكستانية, نفي وزير الخارجية الكويتي ما نشره الموقع بشأن المعتقلين الكويتيين في جوانتانامو.وفي أنقرة, أكد رئيس الوزراء التركي استعداده للاستقالة من منصبه إذا ثبتت صحة ادعاءات ويكيليكس بشأن ذمته المالية وفتحه8 حسابات سرية في بنوك سويسرا يحتفظ فيها بثروته التي تحصل علي أغلبيتها من صفقة بيع شركة تكرير النفط التركية توبراش في2004.وقال- خلال اجتماع في أنقرة أمس- ردا علي الادعاءات التي وردت في وثيقة موقعة من قبل السفير الأمريكي الأسبق في أنقرة ايريك ادلمان: ليس لدي شك في وضوئي حتي تكون لدي شكوك في صلاتي.وتحدي اردوغان أن يثبت أحد صحة الادعاءات التي وردت في هذه الوثيقة, قائلا إنه لا يمكن إثبات شئ غير موجود ولا أساس له, ولا يوجد لدي قرش واحد في أي بنك سويسري, وإذا تم إثبات ذلك فلن أبقي في منصبي ليوم واحد وسأستقيل علي الفور.وأضاف ان ادعاءات الدبلوماسيين الأمريكيين هي كذب وافتراء, وترتكز علي تفسيرات خاطئة, وهي ملزمة في المقام الأول للولايات المتحدة, ولذلك, فإن الولايات المتحدة يجب ان تطلب من دبلوماسييها تقديم تفسيرات حول معلوماتهم الخاطئة.وانتقل أردوغان للهجوم علي المعارضة التركية التي طالبته بتوضيح ما ورد في الوثائق الأمريكية, قائلا إن المعارضة تتهمني, وتحاول استغلال هذه الفرصة في الحصول علي أصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة, لكنني أدعوهم لإثبات صحة ما ورد في هذه الادعاءات لأن هذه هي مسئوليتهم أمام الشعب.وتابع أن المعارضة التركية تحاول معرفة تركيا ومتابعة أخبارها من خلال تحليلات الدبلوماسيين الأجانب, وبدأت تستورد لنا الاتهامات من الخارج.وفيما قال وكيل وزارة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز أمس إن كشف موقع ويكيليكس عن أكثر من250 ألف برقية لوزارة الخارجية الأمريكية ألحق ضررا كبير بالجهود الدبلوماسية الأمريكية.أكدت السفارة السعودية في اسلام اباد أمس أن المملكة العربية السعودية غير معنية بتسريبات ويكيليكس. الا أنها, رفضت تأكيد أو نفي هذه المزاعم.وجاء في بيان أصدرته السفارة السعودية في اسلام آباد أمس الاربعاء أن موقف الرياض تجاه باكستان واضح جدا, مشيرا الي أن هذه الوثائق لا تعني المملكة العربية السعودية.. وانها لم يكن لها أي دور في نشرها, في إشارة إلي الوثائق الدبلوماسية الأمريكية التي حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرها مساء الأحد الماضي في عدد من كبريات الصحف العالمية. مؤكدا أن سياسة المملكة ومواقفها كانت دائما واضحة.ووفقا لوثائق ويكيليكس, وصف العاهل السعودي الملك عبد الله الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأنه العقبة الرئيسية أمام تقدم باكستان.من جانبها, قالت باكستان علي لسان المتحدث الرئاسي فرحت الله بابار أنها تري أن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس جاءت ضمن مؤامرة للتشكيك في العلاقات الثنائية الممتازة التي تربط باكستان بكل من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.وأضاف المتحدث الرئاسي قائلا إن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري يعتبر العاهل السعودي الملك عبد الله شقيقه الاكبر. وما تسمي بالتسريبات ليست أكثر من محاولة لخلق سوء فهم بين الدول المسلمة المهمة والشقيقة.كما رفضت باكستان المخاوف الأمريكية والبريطانية حول سلامة برنامجها النووي واحتمال سقوط أسلحتها النووية في أيد غير آمنة.وكانت البرقيات الدبلوماسية السرية الأمريكية التي نشرها موقع( ويكيليكس) قد كشفت عن أن معظم الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية في أوروبا والبالغ عددها200 سلاح موجودة في بلجيكا وهولندا وألمانيا وتركيا.ونقلت شبكة( صوت أمريكا) للأخبار عن أونا لونجيسكو المتحدثة باسم منظمة حلف شمال الأطلسي( ناتو) أن تسرب أية معلومات سرية دبلوماسية أو عسكرية عمل غير قانوني وغير مسئول وخطير.ورفضت المتحدثة إضافة أية تصريحات أخري, موضحة أن سياسة الحلف تقضي بعدم التعليق علي أية معلومات سرية.وفي الكويت, أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد صباح السالم الصباح أن بلاده لا يمكن أن تتخلي عن أبنائها المحتجزين دون وجه حق في جوانتانامو ودون أن يقدموا للعدالة.جاء ذلك ردا علي سؤال للصحفيين أمس حول تسريبات وثائق موقع( ويكيليكس) الإلكتروني بخصوص المعتقلين الكويتيين في جوانتانامو والحديث الذي دار بين وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد والسفيرة الأمريكية والموقف من إيران.علي صعيد متصل, كشفت مراسلات دبلوماسية أمريكية نشرت علي موقع ويكليليكس عن توغل عملاء المخابرات الكوبية بشكل عميق في فنزويلا.
الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق