الاثنين، 24 مايو 2010

شاي بالياسمين

للشاي فوائد كثيرة، ولكن للشاي بالياسمين فوائد أكثر. واقصد هنا "الشاي بالياسمين" الخاص بالفنان عادل امام، الذي كان يقدمه في فيلمه "مرجان احمد مرجان"، لكل من يحاول أن ينتقده او يفضحه، او يكشف المستور وما يقلقني علي ارض الواقع، هو تقديم "الشاي بالياسمين"، لضيوف الوزراء، وخاصة من الصحفيين، فالعلاقة بين الوزير والصحفي غرضها الصالح العام وليس كوب "شاي بالياسمين"، فادهشني اللقاء الذي جمع بين الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة. واحد الكتاب والشعراء بإحدي الجرائد القومية يوم السبت الماضي، حيث كتب الاخير مقالا خاصًا بقضية قرارات العلاج علي نفقة الدولة، والفساد الذي يحيط بتلك القضية، وانبهرت كثيرا بما كتبه، ولكني حزنت عندما علمت بان الوزير استدعاه في مكتبه، وظل اللقاء لمدة طويلة، ونفس الاستدعاء تم مع كاتب وعضو مجلس شعب ايضا، بعد ان كتب عن مشاكل في هيئة التامين الصحي، وذلك الموقف متكرر كثيرا داخل اروقة وزارة الصحة، ففي الصباح اشاهد بعض نواب مجلس الشعب غاضبين ضد الوزير ومتقدمين بطلبات احاطة ضده، وفي المساء يختلف الوضع وتصطدم بهم امام مكتب الوزير، بعد جلسة لقاء جمعت بينهم، وفي ايديهم طلبات قد تم امضاؤها منه ، وبالطبع تحول الوزير المغضوب عليه في الصباح الي صديق في المساء. ولان ضيق الوقت يمنع الكثيرين من الحضور لشرب الشاي بالياسمين، يستغل بعض الوزراء والمسئولين الاتصالات الهاتفية برؤساء تحرير بعض الصحف، والمحررين، للرد علي المغرضين من امثالي الذين يكتبون ضدهم. فعندما كتبت مقالا هنا في نفس المكان، تحت عنوان "صفيحة زبالة"، وكنت اتحدث فيه عن مستشفي ناصر العام الذي تدني المستوي فيه، للدرجة التي شبهه الوزير بانه صفيحة زبالة، تسارعت التليفونات الي رئيس تحرير إحدي الجرائد، وطالبته بسرعة الرد علي هذا المقال، واجراء تحقيق عاجل عن المستشفي، وبالفعل حدث هذا وتم نشر تحقيق نصف صفحة يشير الي ان مستشفي ناصر العام احسن مستشفي في مصر، والسر هنا عائد الي كوب "الشاي بالياسمين".الامثلة كثيرة، واصحاب اكواب "الشاي بالياسمين" كثيرون، لكني ارفض ان يتناول اصحاب الاقلام والشرفاء تلك الاكواب، وخاصة اصحاب الاقلام التي لها باع طويل في بلاط صاحبة الجلالة. فانا لا ارفض كوب الشاي مع الوزير اثناء حوار طويل معه اوجه له الانتقادات وانقل له هموم الناس، ولا ارفض كوب الشاي مع الوزير وانا استمع لردوده، علي حصولي علي مستندات تثبت تورط احد مساعديه في قضية فساد، ولكني ارفض كوب "الشاي بالياسمين" في محاولة منه لاخذ المستندات وعدم نشر ما يدينه.


روزاليوسف - هبة فرغلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق